إيران  ومحور المقاومة عنوان لفشل ترامب / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي – جامعة الفرات ( الأحد ) 14/4/2019 م …  

بات من الواضح أن الرئيس الأمريكي ترامب إرتكب حماقة كبيرة، وأوقع نفسه في دوّامة لن تنتهي بسهولة، فلم يعد يبحث عن “صورة انتصار” في الحرب على دول محور المقاومة، وإنما عن “صورة خروج”، أو “صورة إنهاء” تسمح له أن يدعي أمام الجمهور الإسرائيلي بأنه انتصر، فإدارة ترامب الفاشلة والمجرمة بحق الإنسانية والمتعارضة مع كافة المواثيق الدولية ما تزال لا تستخلص العبر ولا تقرأ تجارب التاريخ من أن الشعوب لا يمكن أن تقبل باستمرار سياسة الإذلال والحصار وهذا ما يضع محور المقاومة أمام موقف الدفاع عن قضاياه، لذلك فأن استهداف ترامب الحرس الثوري الإيراني ليس سوى حلقة من حلقات استهداف محور المقاومة عموماً في المنطقة. 




في هذا السياق أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لوضع الحرس الثوري في قائمتها السوداء واعتباره منظمة إرهابية كونها تريد استهداف هذا الخط المقاوم.. بسبب  نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة الأخرى، فالحرس الثوري الإيراني ومنذ احتياح لبنان في الثمانينات من قبل إسرائيل الإرهابية كان له الدور البارز في تدريب أفراد حزب الله، وطرد الصهاينة من الجنوب اللبناني، وكذلك الدعم القوي والمهم لسورية في حربها ضد داعش والقوى المتطرفة الأخرى، والتي أستطاع الجيش العربي السوري بدعم مباشر من الحرس الثوري أن يقف بوجه الإرهاب الداعشي وطرده من كامل الأرض السورية، الى جانب وقوفه مع العراق في حربه ضد عصابات داعش بالإضافة الى تقديم إيران كافة أنواع الدعم من الأسلحة وتدريب للقوات الأمنية والحشد الشعبي، فنجح العراقيون في إقتلاعه من جذوره لذلك فإن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه في المنطقة. 

في السياق نفسه صنف مجلس الأمن الأعلى في إيران القوات المسلحة الأمريكية “منظمة إرهابية” رداً على قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية بالمقابل فأن طهران لا تتأثر بمثل هذه الإجراءات الأمريكية، لأنها تعتبر هذا الإجراء التي اتخذته واشنطن لا يعدو أكثر من كونه زوبعة إعلامية في محاولة لتشجيع الداخل الإيراني ضد الحكومة وإعطاء زخم ضد الحرس الثوري، وهذا ما تعمل عليه إدارة ترامب في محاولة لتخفيف الضغط عليها بسبب فشلها الكبير في المنطقة وتقليص خسارتها ، والفضل في ذلك يعود الى أبطال محور المقاومة الذين فاجأوا العالم بأسره بإدارتهم الرائعة لهذه الحرب، وصمودهم المشرف في وجه العدوان، وصناعتهم العسكرية المتطورة، وإعتمادهم على أنفسهم، ودماء شهدائهم، وإدارة الظهر لكل المتواطئين من العرب وأموالهم وترسانات أسلحتهم.

وتحت عنوان “أفكار أميركية لمواجهة حزب الله.. بعد سورية”، أشار هذا التقرير إلى القلق الأميركي من إنتشار ما سمّاه نموذج حزب الله في المنطقة، كاشفاً عن حشد إستخباري إقليمي لمواجهة الحزب في الفترة المقبلة، ولفت التقرير إلى توجس أميركي متزايد من المهارات العسكرية المتنامية في صفوف مقاتلي الحزب، التي تهدد وجودية إسرائيل كما الولايات المتحدة والحلفاء في المنطقة، وبالموازاة، توقّف خبراء عسكريون إسرائيليون أمام إنطلاق المناورات العسكرية التي تمهد لحرب وشيكة مع حزب الله، وفق تعبيرهم، وخاصة بعد تخوفهم من مفاجآت يحضرها الحزب، التي ستخرق الهجمات التي سيشنها الجيش الإسرائيلي خلال سير المواجهات، جراء إمتلاكه ترسانة صاروخية من ضمنها صواريخ ياخونت (S800) الروسية المضادة للسفن، بالإضافة إلى طائرات التجسس التي بات يمتلكها حزب الله.

مجملاً… الدم السوري الذي سفكه ويسفكه الأعداء غالٍ ولن يذهب هدراً ولن يترك شعبنا وقواته المسلحة من يقترف هذه الجرائم البشعة مهما كان الثمن وسوف يطاردونهم في كل مكان حتى تطهر الأرض السورية من أعمالهم الخبيثة، لن ننسى أبداً شهدائنا الأبرار، ولن نغفر للنازية الجديدة ما سفكته من دماء السوريين، ولن ننسى أن إسرائيل هي القاعدة العسكرية التي شاركت في ضرب سورية ونهب تراثها واحتلت وما زالت أراضي فلسطين والجولان، لذلك لا بد أن نستمر في طريق المقاومة لطردهم من وطننا، وإنطلاقاً من كل ذلك، يجب على واشنطن وإسرائيل وحلفاؤهم  إعادة النظرة في الرهانات السياسية الخاطئة قبل فوات الأوان، وأختم بالقول إنها معالم المعركة الكبرى وملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو لبنان وإيران ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.