تقدم في مفاوضات مسقط: «أنصار الله» خارج الجنوب / علي جاحز
علي جاحز ( الإثنين ) 17/8/2015 م …
بانسحابها من محافظة شبوة بموجب اتفاق مع «الحراك الجنوبي»، خرجت «أنصار الله» من الجنوب اليمني بكامله، ما ربطه بعض المصادر بتقدمٍ في مفاوضات مسقط، نتج منه وثيقة من عشر نقاط نُسبت الى اتفاق بين «وفد صنعاء» في العاصمة العمانية والمبعوث الدولي
صنعاء | على وقع خروج «أنصار الله» من المحافظات الجنوبية كافة، والتي كان آخرها شبوة، تشهد المفاوضات السياسية تقدماً ينذر بقرب بلورة حلّ سياسي للأزمة اليمنية، حيث جرى أمس تسريب وثيقةٍ قيل إنها لاتفاق جرى بين الوفد اليمني في العاصمة العمانية مسقط والمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ الذي حمل الاتفاق إلى الرياض، من دون معرفة الموقف السعودي منه. وتنص الوثيقة التي تداولتها أوساط إعلامية ودبلوماسية ونسبها مصدر في الجامعة العربية إلى وفد صنعاء الموجود في مسقط على عشر نقاط، أبرزها: الاستعداد للتعامل الايجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي آخرها القرار 2216 ــ وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الاطراف وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، وفقاً لآلية يتفق عليها لسد الفراغ الأمني والاداري، ورفع الحصار البري والبحري والجوي
ـــ الاتفاق على رقابة محايدة على تنفيذ الآلية التي سيتم الاتفاق عليها ــ احترام القانون الانساني الدولي، بما في ذلك المواد التي تتعلق بحماية المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من كل الاطراف ــ استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية التي تجري بوساطة الامم المتحدة ـــ وضع خطة وطنية لمواجهة التنظيمات الارهابية بمساعد ودعم المجتمع الدولي ــ الاتفاق على آلية تحفظ أمن حدود البلدين وسيادتهما الكاملة ــ إزالة المخاوف المشروعة لدى السعودية والجمهورية اليمنية وعدم تدخل أي منهما في شؤون الآخر ــ يتعهد المجتمع الدولي والإقليمي بمعالجة مخلفات الحرب وآثارها الكاملة وإعادة إعمار شامل لليمن ــ وأخيراً، تلتزم كل الاطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل.
الانسحاب من بعض المواقع في تعز يأتي ضمن خطة لإعادة التموضع
ومع خروجها من محافظة شبوة، أسدلت «أنصار الله» الستار على نحو ستة أشهر من السيطرة على المحافظات الجنوبية بعد دخولها لمكافحة تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة الأخرى التي تبنّت هجمات انتحارية في العاصمة وفي محافظاتٍ شمالية أخرى. وجاء هذا الانسحاب بناءً على اتفاق بين الجيش و«اللجان الشعبية» من جهة وقادة «الحراك الجنوبي» من جهة أخرى الذي تسلّم المحافظة منذ صباح أول من أمس.
وأكدت مصادر عسكرية أن انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، ثم كل مديريات المحافظة، جاء بناءً على اتفاق مع السلطة المحلية في المحافظة وقيادات في «الحراك الجنوبي». وقالت المصادر إن الحراك والسلطة المحلية «تعهدوا بحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة». ويقضي الاتفاق بأن يتولى محافظ شبوة الذي تم تعيينه أخيراً من قبل «اللجنة الثورية العليا» في صنعاء، مع قائد محور شبوة عوض بن فريض، والقيادي الجنوبي ناصر النوبة، قيادة المحافظة.
على خطٍ موازٍ، علمت «الأخبار» من مصدر مطلع على محادثات مسقط، أن هذا الانسحاب مرتبط بالمفاوضات الجارية في العاصمة العمانية، حيث لمّح المصدر إلى أن «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وقيادات في «الحراك الجنوبي» على تنسيق مع المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ بشأن الخروج من شبوة.
وعقب الانسحاب، شهدت عتق وبعض المديريات أعمالاً تخريبية ونهباً وظهوراً لعناصر «القاعدة» ولأعلام التنظيم في بعض المناطق. ووقعت حالات نهب للمؤسسات العامة، إضافة إلى سرقة سوق الجوالات باعتباره ملكاً «لتجار شماليين». هذا الواقع استدعى عقد اجتماع عاجل بين القيادات التي تسلمت إدارة شبوة، تقرر خلاله وضع تدابير عاجلة للحدّ من تفاقم الوضع الامني في المحافظة.
ويعكس الاتفاق بين «أنصار الله» و«الحراك الجنوبي» مستوى عالياً من التنسيق بينهما، قد يؤثر بشكل مباشر في وضع القوات الأجنبية في الجنوب وفي وضع هادي وحكومته التي تعتزم العودة إلى عدن، خصوصاً بعدما شهدته عدن من مواجهات عنيفة بين قوات «الحراك» ومسلحي حزب «الاصلاح» وهادي. ويوم أمس، أكدت مصادر محلية في عدن مقتل أربعة جنود إماراتيين بعملية نوعية نفذتها «اللجان الشعبية» استهدفت مدرعتهم العسكرية. وفي سياق متصل، وقعت ثلاثة انفجارات في عدن أمس، أحدها في مطار عدن وآخر في مستشفى «22 مايو»، إضافةً إلى حريق «غامض» شبّ في مستشفى النقيب.
في هذا الوقت، لا تزال تعز تشهد توتراً عسكرياً حاداً بين الجيش و«اللجان» من جهة وميليشيات «الإصلاح» و«القاعدة» من جهة أخرى. وفي حين أكد مصدر في «الإعلام الحربي» أن التراجع في تعز ليس انسحاباً بل يأتي في إطار «خطة لإعادة التموضع»، تؤكد مصادر محلية أن التراجع جاء لضرورة سحب المعارك من داخل المدينة التي أنهكتها الاشتباكات مع احتفاظ الجيش و«اللجان الشعبية» بالسيطرة على كل مداخل المدينة والجبال المطلة عليها وأهمها جبل صبر. وفي هذا الوقت، كان لافتاً ظهور عناصر «القاعدة» بالزيّ الرسمي في «احتفال» حضره قائد المجموعات المسلحة، حمود المخلافي، الذي ينتمي إلى «الاصلاح». وأثار تراجع الجيش و«اللجان» من بعض المواقع المهمة في تعز قلقاً من الانتقام الذي قد يطال أبناء المدينة من قبل ميليشيات المخلافي. وتداول ناشطون وصحف محلية صوراً لعمليات إعدام وصلب نفذها عناصر «القاعدة» و«الإصلاح» داخل مدينة تعز أمس، بحق شباب تعزيين بتهمة انتمائهم إلى «أنصار الله».
من جهةٍ أخرى، أحرز الجيش و«اللجان الشعبية» تقدماً في عدد من المواقع العسكرية جنوبي مدينة مأرب، وقال «الاعلام الحربي» إن طائرات العدوان شنّت أكثر من 95 غارة على تلك المناطق بعد تحريرها. وفي المحافظات الشمالية، تمكن الجيش و«اللجان» من تطهير عدد من المناطق التي كانت قد تحركت فيها خلايا تابعة لـ«الإصلاح» و«القاعدة»، حيث تمت السيطرة على الرضمة وعتمة وأرحب ومناطق متفرقة في محافظة إب.
التعليقات مغلقة.