بعد أربعة أعوام من العدوان … الحرب على اليمن إلى أين ؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الأربعاء 17/4/2019 م …
بعد ما يزيد على أربعة أعوام من الحرب العدوانية الظالمة على اليمن ، هنا، للتاريخ، نكتب ونقول، إنّ اليمنيين فاجأوا الجميع ونجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة العدوان السعودي- الأمريكي ، ونجحوا ببناء وتجهيز إطار عام للردّ على هذا العدوان، ونحن هنا، نتوقع مزيداً من الردود اليمنية على هذا العدوان لكن طبيعة هذه الردودّ وشكلها لا يزالان طيّ الكتمان ولم يفصح عنهما ساسة وعسكر اليمن. لكنّ الواضح أنّ السعوديين بدأوا، بدورهم، التحضير لاستيعاب واستقراء طبيعة هذه الردود ،وهنا يدرك معظم السعوديون حجم الضرر والخطر اللذين قد يلحقان بالسعودية، نتيجة الأستمرار بهذا الخطأ الفادح المتمثل بأستمرار الحرب على اليمن ، بعد أن أثبتت الأعوام الأربعة الماضية ، أن هذه الحرب العدوانية مصيرها الفشل ، ومع أن معظم السعوديون يدركون هذه الحقيقة ، ومع ذلك ، لازال البعض منهم يراهن على الحسم العسكري وتصفية المناهضين لهم بالداخل اليمني ؟!.
وهنا وعند الحديث عن السعودي ،فقبل ما يزيد على أربعة اعوام ، حدّد النظام السعودي ، خلال عدوانه على اليمن والمسمّى، حينها، بـ «عاصفة الحزم»، بنك أهداف تضمّن بنى تحتية ومرافق حيوية ومجموعة مطارات وقواعد عسكرية يمنية، وتمّ تدمير بنك الأهداف هذا كاملاً ، كما يتحدث السعوديين ، وقد برّر النظام السعودي عدوانه هذا، بحجة الدفاع عن شرعية عبد ربه منصور هادي، ومن جهة أخرى، وقف تقدم «أنصار الله» والجيش اليمني ، باتجاه مدينة عدن، مقرّ الرئيس هادي حينها ،وحينها وصف بعض الساسة السعوديين، هذه العملية، بـ «الصفعة القوية للتمدّد الايراني في المنطقة العربية»،في المحصلة وبغضّ النظر عن الأسباب المعلنة أو المخفية، وراء الكواليس للعدوان السعودي ـ الأميركي على الدولة اليمنية، يمكن القول اليوم وبعد أربعة أعوام ، من الحرب على اليمن، أنّ النظام السعودي ذهب برجليه ، إلى مغامرة غير محسوبة النتائج ، ستكون لها تداعيات ونتائج خطيرة، بل خطيرة جداً ، على النظام السعودي نفسه ،ومن تابع أعلان وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء عن إنتاج صاروخ باليستي جديد متطور محلي الصنع أطلق عليه اسم “بدر-اف”، تزامناً مع الذكرى الأولى لاستشهاد صالح الصماد وتحقيقاً لوعد قائد حركة انصار الله السيد عبدالملك الحوثي في امتلاك اليمن تقنيات متقدمة لتطوير القدرة العسكرية…واطلاق الصواريخ اليمنية على اهداف محددة بدقة في الأراضي السعودية ،سيدرك جيداً حقيقة فشل النظام السعودي ومن معه بحربه على اليمن .
ومع استمرار الصمود اليمني ،واستمرار مراهنة السعودي، على الحسم العسكري في اليمن ،رغم حجم الخسائر الهائل مادياً وعسكرياً التي تعرض لها السعودي في اليمن ، فهذا يؤكد أن بعض السعوديون يقودون الدولة السعودية بمجموعها للأنتحار في المستنقع اليمني ، فلا جدوى من استنجاد دعم دولي لدعم الحرب على اليمن،والموقف الدولي كما هو رافض لهذا العدوان ولم يتغير من مسار العدوان السعودي على اليمن ، وكشف بالمحصلة عن حجم التخبط في دوائر صنع قرار واستمرار الحرب على اليمن ، واظهر بالمحصلة حجم ضعف النظام السعودي عسكرياً ،مادفع ادارة ترامب مجدداً لابتزازه مالياً ،مقابل توفير الحماية له لاستمرار حربه على اليمن.
وتزامناً مع اندفاعة السعودي والأمريكي للأستمرار بالحرب على اليمن ، وفرض معادلة صفرية على كل قوى الداخل اليمني المناهضة للعدوان السعودي – الأمريكي على اليمن ، فالصواريخ اليمنية المتساقطة على الاراضي السعودية ، هي رسالة يمنية واضحة للسعودي وللأمريكي ،مفادها أن المعادلة العسكرية في اليمن قد تغيرت ،خصوصاً أنّ المناخ العام في الداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الإقليمية والدولية، بدأ يشير بوضوح، إلى أنّ اليمن أصبح عبارة عن بلد يقع على فوهة بركان، قد تنفجر تحت ضغط الخارج، لتفجر الإقليم بكامله.
وهنا، لا يمكن، أبداً، فصل ما جرى وما زال يجري في سورية والعراق وليبيا ..وو..ألخ، عن الأحداث في اليمن، فهناك معادلة شاملة لكلّ الأحداث والحروب والصراعات التي تعصف بالمنطقة، ومن الطبيعي، أن تكون لهذه المعادلة تداعيات مستقبلية على جميع دول المنطقة،وهنا نؤكد على ان أستمرار النظام السعودي في حربه على اليمن، لا يمكن أن يكون الحلّ للملف اليمني، فـ محاولة اقناع الطرف الاخر بالتفاوض عبر الحرب ومحاولة إخضاع الطرف الآخر بالقوة، لإجباره على تقديم التنازلات. ربما تصلح هذه المعادلة في دول أخرى، لكن في دولة كاليمن، لا يمكن أن تصلح أبداً، لاعتبارات عدة.
ختاماً، يبدو أنّ الأيام المقبلة، ستحمل المزيد من التطورات على الساحة العسكرية اليمنية، فالتطورات العسكرية، من المتوقع أن تكون لها تداعيات عدة، سنشهدها مع مرور الأيام. فهل يستطيع السعوديون تحمّل تداعياتها، خصوصاً أنّ لهم تجارب عدة في الصراع مع الشعب اليمني، منذ عام 1934، مروراً بأحداث عدة، ليس آخرها ولا أولها، أحداث عام 2009، بعد الاشتباك المباشر بين «أنصار الله» والسعوديين في مدينة صعدة اليمنية. ومن هنا، سننتظر المقبل من الأيام، لنقرأ هذه المعادلة بشكل واضح،تزامناً مع الأوضاع المأساوية للشعب اليمني،نتيجة العدوان السعودي– الأمريكي على اليمن المستمر منذ مايزيد على أربعة أعوام.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.