“مسلم فيس” يحظرُ الاختلاط .. ويشترطُ محرماً / باسل الرفايعة

 

باسل الرفايعة ( الأردن ) الثلاثاء 18/8/2015 م …

يُتيحُ موقع “مسلم فيس” منصّةً اسلاميةً للتواصل الاجتماعيّ، أساسها حظرُ الاختلاط بين الجنسين في العالم الافتراضي، إلا إذا كانوا في قائمة “المحارم”، ويهدفُ الى إيجاد مجتمعٍ اسلاميّ على الشبكة العنكبوتية، تمهيداً لدولة وخليفة، طبعاً.

“مسلم فيس” حصلَ على ترخيص قانونيّ في بريطانيا، بواجهةٍ زرقاء، تنتشرُ عليها صورةُ رجالٍ يضحكون بسعادةٍ غامرة، ليس بينهم امرأة، تأكيداً على أنّ النساء “عورات” على الانترنت، مثلما هنّ على الأرض. الفكرةُ مسروقة عن “الفيسبوك”. العمليات متشابهة، واللون، وكذلك تفاصيل التطبيقات. لا بدّ أن المؤسسين حصلوا على فتوى بجواز هذه السرقة، ما دام الهدف منها “فرضُ الضوابط الاسلامية”، وأهمها على الاطلاق الفصلُ بين الجنسين.

يسمحُ لك الموقعُ بالتواصل الاجتماعيّ، كما تشاء، إذا كنتَ رجلاً، وعليك أن تُثبت ذلك، فلديه أكثر من ألف تقني ومبرمج ومطور، أعدّوا خوارزميةً مُحكمةً، بحيث لا تنفذُ النساءُ (والعياذ بالله) الى الموقع، ويحدثُ الاختلاط، والخلوات غير الشرعية، التي يتسللُ منها الشياطين.

أولُ شروط استخدام “مسلم فيس” أنْ “تضع ديانتك”، لتواصلَ التسجيل، وبعدها تحصل على خدمات، مثل مواعيد الصلاة والاناشيد الدينية، وقد حرص مؤسسو الموقع الذي انطلق في رمضان الماضي، وبات يضم نحو 80 الف مستخدم، أن يؤكدوا على “منع المواد الاباحية”، كوسيلةٍ تسويقية، لجذب مزيدٍ من المستخدمين.

أنقلُ عن المسؤول الإعلامي للموقع أحمد القاعود الذي شدّدَ على “منع الاضافة بين الجنسين، إلا إذا كانوا في قائمة المحارم” قائلا إن “وجودَ المحرم أساسيٌّ، للمشاركة في عروض الزواج، وعلى المستخدم أن يُثبت ذلك”.

مجتمعٌ جديدٌ على الانترنت، وعليك عزيزتي المستخدمة أن تتفهّمي ذلك، مسبقاً: أحضري مَحرماً، وأهلاً بك، ما عدا ذلك، فاذهبي الى مواقع الكفّار، مثل فيسبوك، وتويتر، حيث تشيعُ فوضى الاختلاط، وآثامها وشرورها. اقبلي بهذا الاحساس الواثق بـ”الدونية” ليس على الأرض، وفي القوانين، وفي التعليم، فقط. وإنما في العالم الافتراضيّ أيضاً. الواقع يذهبُ بك الى التهميش والازدراء، والشبكة العنكبوتية تلتفُّ بخيوطها المتشابكة، حول عنقك، وحريتك، وانسانيتك.

لا أراهنُ على فشل التجربة أبداً. قد تنجح نجاحاً مُذهلاً، فالمصابون بـ”الجَرَبِ” الذهنيّ كثيرون، ويريدون موقعاً الكترونياً يَحكُّ لهم عليه. والرجال الأمّارون في دنيا العروبة والاسلام، يستطيعون بقانون “القوامة” أن يفرضوا على نسائهم وبناتهم وأخواتهم استخدام “مسلم فيس” حصراً.

ما أراهنُ عليه، بثقةٍ شديدةٍ أنّ الموقعَ سيتحولُ ساحةً من ساحات “الجهاد الالكتروني” وبؤرة خطرة للإرهاب وحشد الدواعش وتجنيدهم، وستزيدُ السلطاتُ العربيةُ من شعبيته وجاذبيته حين تحجبه، وتتركه لجمهورٍ متماسكٍ ومتجانسٍ، يستخدمُ الانترنت بعقليّةِ القرون الوسطى..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.