ماذا لو كانت مسيحية سوداء بيننا ؟ / مها سالم الجويني

 

 مها سالم الجويني ( الثلاثاء ) 18/8/2015 م …

كنت ضيفة عشاء بكنيسة كاثوليكية قريبة من مقر عملي بأديس أبابا ، بمناسبة حفل زواج زميلي كنيث النيجري الجنسية ، حضرت مع زملائي و كان حضوري مرحب به كثيرا على غير ما توقعت حيث كنت أنتظر أن أكون في الخلف لاني لا أجيد الترانيم الكنسية و لست من أصحاب المسيح ، كما أنني من دين هناك من يبرر قتل الأطفال في التشاد و في الصومال و نيجريا بإسم الإسلام .

دخلت الكنيسة و تقدمت لأهنئ العروس من فاجأني بدعوتي لأكون في الصف الأول رحبت و تقدمت وأخذت منه ورقى عليها ترانيم العذراء و شاركت في القداس و غنيت معهم بلكنتي الفرنسية للعذراء ..كان أحد القساوسة نيجيري الجنسية قدمني اليه زميلي وكان يمازحني طوال الوقت و يصفق معي و دعاني لرؤية الكنيسة من الداخل حيث تفاجأت بوجود كتب حول التاريخ الاسلامي بالحبشة القديمة و أعجبت بصورة عليها رسومات الأديان السماوية …

كنت أصفق مع الحضور و ألتقط الصور التذكارية و أبادل النكات و أخفي بعض الدموع التي نزلت فجأت و مسحتها بسرعة البرق حتى لا يلحظها الجميع .نظرت لصديقي العروس الذي قتل الارهاب الاسلامي العديد من أبناء وطنه .نظرت زميلتي الملوية التي طالما تعرضت للعنف من قبل المصريين أيام شغلها في قسم الاتحاد الافريقي بالقاهرة…

كنت أفكر ماذا لو كان العشاء في تونس و كان بيننا مسيحية سوداء هل سنعاملها بنفس ذلك التحضر ؟ و هل سندعوها للصلاة و نشركها أدعيتنا ؟ و هل سترى في مكتباتنا دراسات حول سيد المسيح ؟ هل سنقاسمها الطعام ؟ هل سنشاركها الموسيقى و الرقص ؟

أي نوع من التطرف و العنصرية يسكنك يا شعبي ؟

غدوت أخجل كلما يذكر أمامي موضوع القتلي في سوريا أو في العراق أو في اليمن و سيما حين يسألونني هل أنت سنية أم شيعية ؟ و أي الفريقين له الحق في الانتصار ؟ لا أجد جوابا حول بوكو حرام و لا جوابا حول تنظيم الدولة الاسلامية وحول حرمان المسيحين من ممارسة شعائرهم في تونس و غيرها من البلدان الاسلامية .

غدوت أتلقى عبارات : آسفين لأنك مسلمة بحين يدار نقاش حول رفض القبائل المسلمة بأثيوبيا للتعاون لوقف زواج القاصرات.

أقول في نفسي هل أعتذر لهم عن جرائم بوكو حرام و غيرها ؟ هل أعتذر على جرائم شوارعنا حيالهم ؟ ماذا افعل ؟

آسفة أخي الافريقي كل عبارات الاعتذار لا تكفي أمام جرائم شعوبنا ضدكم …

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.