اليمن على صفيح ساخن والعدوان مستمر..هل انفلتت الامور من عقالها ؟ / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الثلاثاء 18/8/2015 م …

 تزامنآ مع الوقت والعد العكسي الذي من المتوقع فيه أن يستميت السعوديون بمعركتهم العدوانية على اليمن مرتكزين على مجموعة مرتكزات منها الغطاء الدولي المتمثل بالقرار “2216”وعلى قاعدة حلفهم وتحالفهم العشري “ناتو العرب ” وعلى أدواتهم بالداخل اليمني،وخصوصآ بعد الحديث عن مماطلة سعودية للقبول بالحل السياسي، والحديث عن التعاطي السلبي للسعوديين مع مبادرات و”حراك مسقط” والتي تعهد منها”انصار الله وحلفائهم والقوى اليمنية الأخرى ” بالتعاطي الايجابي مع مقررات القرار الدولي “2216”الخاص باليمن،والواضح اليوم  ان السعوديون يتلاعبون ويراوغون بالوقت وبالسياسة سعيآ لتحقيق مكاسب ميدانية جديدة بعمق الشمال اليمني مستقبلآ ،وعلى الجانب الأخر أيضآ بأت واضحآ ان السعوديون اليوم يعلمون جيدآ ما معنى أن يفتحوا جبهة واسعة جديدة وصراعاً جديداً على حدودهم الجنوبية  ان قرروا فعلآ المغامرة والانتحار بمستنقع الشمال اليمني وخصوصآ بعد وصول المعارك إلى مشارف العاصمة صنعاء ، والسعوديون يعلمون ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات المستقبلية التي ستفرزها هذه المعركة بعمق الشمال اليمني  وبالأحرى هم يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي بهذه المعركة على الداخل السعودي شرقآ وجنوبآ.

إن الحرب السعودية –الإمريكية العدوانية  على اليمن منذ بدايتها  وإلى اليوم بفصليها “عاصفة الحزم-إعادة الامل” ،أفرزت على مايبدوا واقعآ جديدآ بالداخل اليمني شكل صحوة وطنية عند مجموع القوى الوطنية اليمنية ، داخليآ فاليوم معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين “باستثناء جماعة الاصلاح الاخوانية وانصار الرئيس هادي والمتحالفين مع السعوديين ” يدركون طبيعة مسار هذه الحرب التي تستهدف اليمن ، فمعظم صناع ومتخذي القرار اليمنيين اليوم وبمختلف توجهاتهم يعون اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن  اليمن اصبح ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات التي قد تشمل بالاضافة الى الحرب الخارجية حربآ داخلية مدعومة بأجندة خارجية تتمثل بسلسلة اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الارهابية ،فالمناخ العام بالداخل اليمني والمرتبط بالأحداث الاقليمية والدولية بدأ يشير بوضوح إلى ان اليمن قد أصبح عبارة عن فوهة بركان قد تنفجر تحت ضغط الخارج لتفجر الاقليم العربي والمنطقة ككل.

اليوم لا يمكن أبدآ فصل ما يجري بسورية والعراق وليبيا عن ما يجري باليمن ،فاليوم هناك معادلة شاملة لكل احداث الاقليم العربي المضطرب ،هذه المعادلة من الطبيعي ان يكون لها تداعيات مستقبلية على الجميع بالاقليم العربي والمنطقة ككل،ولكن ان يتم استباق  احداث هذه التداعيات بحرب استباقية كما فعل السعوديون في اليمن ،فهذه مغامرة ومقامرة وخطأ فادح  أرتكبه السعوديون ومن خلفهم تحالف “عشري ” عربي ،فاليوم لا يمكن ابدآ ان يكون الحل للأزمة اليمنية هو الحرب ومحاولة اخضاع الطرف الاخر وبالقوة لاجباره على تقديم التنازلات ،هذه المعادلة قد تصلح بأماكن أخرى ولكن باليمن لا يمكن ان تصلح أبدآ لعدة اعتبارات .

الأن يمكن القول ان معظم اليمنيين نجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة الحرب السعودية –الامريكية العدوانية على اليمن، وهم اليوم يعملون على بناء وتجهيز أطار عام للرد عليها كما تحدث السيد عبد الملك الحوثي القائد العام لجماعة “انصار الله “بخطابه مؤخرآ، طبيعة الرد وشكل الرد اليمني ما زال طي الكتمان ولم يفصح عنه  ساسة وعسكر اليمن ،ولكن من الواضح ان السعوديون بدأوا بدورهم التحضير لاستيعاب الضربة اليمنية كردة فعل على ما إرتكبته السعودية من تدخل علني بجنوب اليمن وخصوصآ مع وصول المعارك إلى مشارف العاصمة صنعاء، التحضيرات السعودية تبدو اكثر وضوحآ بالمناطق الحدودية المحاذية لليمن شمالآ،كما يبدو واضحآ ان السعوديون يتحسبون اليوم من عمليات انتقامية قد تقوم بها بعض الجماعات بمناطق جنوب وشرق  السعودية ،بحال أقتراب المعارك من عمق الشمال اليمني .

إن جميع القوى ألإقليمية والدولية تدرك بأن مغامرة السعوديين ألأخيرة بجنوب اليمن، وإشعال فتيل حرب وصراع  جديد بالمنطقة مسرحه الجديد هو الأراضي اليمنية بمجموعها ،سيكون له بشكل عام تداعيات خطرة على مستقبل استقرار المنطقة الهش والمضطرب بشكل عام ،وستكون لنتائج هذه المعركة العدوانية الجديدة للسعوديين بالجنوب اليمني تداعيات خطرة في حال تمددها بشمال اليمن مما سيساهم بشكل أو بآخر بأنهيار مسار التسويات لملفات المنطقة كل المنطقة .

ختامآ ،يبدو واضحآ أن الاسابيع الثلاث القادمة والايام القليلة القادمة ستحمل المزيد من التطورات على  الساحة اليمنية ومن المتوقع ان يكون لها تداعيات مستقبلية خطرة جدآ، والمتوقع ان تكون لهذه الاسابيع والايام القادمة  الكلمة الفصل وفق نتائجها واحداثها  المنتظرة بأي حديث قادم يتحدث عن تسويات أو صراعات مفتوحة لتداعيات الحرب العدوانية على اليمن ولمعظم ملفات ألإقليم العالقة وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع قوى الإقليم ، فالمرحلة المقبلة ستحمل بين طياتها الكثير من التكهنات والتساؤلات بل واحتمال المفاجآت الكبرى ، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، فالحرب العدوانية سيكون لها عدة أبعاد مستقبلية ومرحلية، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ مرحليا بنتائجها المستقبلية ، فمسار ونتائج المعركة تخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلآ ، ومن هنا سننتظر الأسابيع الثلاثة المقبلة لنستوضح مزيدا من المعلومات التي ستمكننا من قراءة المشهد المستقبلي  عسكريآ وسياسيآ بخصوص تطورات ونتائج العدوان السعودي بغطاء “ناتو العرب ” على اليمن كل اليمن .

* كاتب وناشط سياسي -الأردن .

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.