كيم يتحدى ترامب من جديد / فوزي بن يونس بن حديد

نتيجة بحث الصور عن كيم يتحدى ترامب

فوزي بن يونس بن حديد ( الإثنين ) 22/4/2019 م …




[email protected]

بعد فشل المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في قمة تاريخية جمعت الرئيس الأمريكي بالزعيم الكوري في وقت سابق، بدا الزعيم الكوري يشكك في مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية في الوفاء بوعودها، وكأنه شعر  بأن أمريكا تمارس الضغط الامبريالي المعروف تاريخيا أنها تتبناه في كل محادثاتها مع الدول التي تعارض سياستها، وعندما بدأت المحادثات الأمريكية الكورية الشمالية، كان العالم يتغنى بهذه الجلسات التي بدت في حقيقة أمرها جلسات معاكسة ومجاملة لم تتعد إلى مرحلة عملية محسوسة على أرض الواقع، ومازال الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون بعد أن أبدى حسن نية وجلس وجها لوجه مع دونالد ترامب، مازال يشك أن ترامب يريد حقيقة تفادي المشكلة الحقيقية وأزمة الثقة بين البلدين.

ويبد لي أن كيم، اختبر بذكائه الرئيس الأمريكي، فوجده يتبع سياسة الكيل بمكيالين، يريد أن يحصل على نتيجة دون التنازل عن أي خطوة استباقية من شأنها أن تزرع الثقة في نفس كيم جون أون، ولذلك بدا اللقاء الأخير فاترا جدا، عكس اللقاء الأول الذي غلب عليه الحماس والاندفاع من الطرفين، وقد ذكرتُ في مقال سابق أن كيم جون أون لا يمكن أن يسلم بسرعة ويرضخ للمطالب الأمريكية رغم ما تشهده بلاده من أزمة اقتصادية خانقة، لأنه لو فعل ذلك سيخسر كل شيء وفي مقدمتها هيبة الرئيس التي زرعها جده الأول، وسرعان ما تنقضي عهدة التحكم في البلاد، وتتحول البلاد إلى دولة جمهورية ديمقراطية، يتعاقب السياسيون على حكمها وهو ما يرفضه كيم قطعا ويحاربه بشدة، وعلى هذا كان الأمر جديا إلى أبعد ما يكون.

وفي ظل هذا المناخ الذي بدأ يسوء شيئا فشيئا، بعد الفشل الذريع في المحادثات، بدأ كيم يشك في مساعي وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وحامت حوله شكوك في إدارة الحوار بينه وبين الرئيس الأمريكي، لذلك طالبت كوريا الشمالية تغييره وتعيين آخر يكون أكثر نضجا وفهما للعلاقات المتوترة بين البلديين، ويفهم الأيديولوجية الكورية الشمالية القائمة في الأساس على الحق في امتلاك السلاح النووي للدفاع عن نفسها في المواقف الحرجة، والجلوس وجها لوجه، والمطالبة بالحقوق في خط أفقي لا عمودي، وعندما شعر كيم بأن بومبيو بدأ يفرض عليه بعض الشروط أدرك أن أمريكا ما زالت تظن أنها الأقوى في العالم وتمارس غطرستها على كل دول العالم.

ولا يمكن أن يسلم كيم بهذه الفرضية لأنه يعتقد أنه صار ندًّا لترامب في محادثاته لا مجرد رئيس لدولة يصافحه ويجلس إليه ليأمره كما يفعل بعض الرؤساء الآخرين من العرب والعجم، كما يعتقد أنه قادر في هذا الوقت أن يغير المعادلة وتكون القوة لصالح كوريا الشمالية الدولة العريقة التي لم تستسلم للولايات المتحدة الأمريكية والقادرة على مواجهتها عسكريا إذا تطلب الأمر.

ويكمن تحدي زعيم كوريا الشمالية إلى جانب فقدان الثقة في الراعي الأمريكي مرة أخرى، طلبه المباشر من الرئيس الأمريكي تغيير راعي الحوار الكوري الشمالي الأمريكي من جهتها، واستبداله برجل أكثر نضجا وعقلا قادر على فهم طبيعة كوريا الشمالية وقوتها العسكرية والبشرية، كما يكمن في تجربة صاروخية جديدة زعمت أمريكا أو ادعت أنها لم تشمل تجربة صاروخ باليستي، بيد أن هذا الذي حصل هو نوع من التحدي المباشر للولايات المتحدة الأمريكية، وبما أن كيم أحرجها هذه المرة ادعت هذا الخبر.

وتحدى كيم أيضا ترامب، من خلال عقد قمة مرتقبة مع غريم ترامب القديم الجديد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتقد أن الإدارة الأمريكية لم تحسن ضيافة كيم، ولم تبد ثقة مباشرة، ولم تبادر إلى إصدار قرار برفع العقوبات ولو جزئيا عن كوريا لإبداء حسن نية من طرفها بل ظلت مصممة ومصرة على نزع السلاح النووي الكوري الشمالي ثم يبدأ الحديث عن العقوبات ورفعها تدريجيا، وربما هذا هو سبب اللقاء المرتقب بين كيم جون أون وفلاديمير بوتين. فهل يستثمر بوتين هذا اللقاء لإغراق الموقف الأمريكي، وتحويل وجهة كيم إلى التعامل الجدي مع روسيا والصين بدل الولايات المتحدة الأمريكية؟

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.