القاسم المشترك الاسرائيلي-التركي

 

الأردن العربي – الاتحاد الحيفاوية ( الثلاثاء ) 18/8/2015 م …

نُقل عن ضابط كبير في جيش الاحتلال الاسرائيلي، أمس الأول، القول إن “تهديد داعش غير جدي وليس بالقدر الذي يجعله خطرًا على أمن اسرائيل”. وتابع في التصريح نفسه الذي جاء خلال مناورة عسكرية كبيرة في الجولان السوري المحتل ما معناه أن الخطر الحقيقي هو حزب الله وايران ومجموعات المقاومة السورية التي بدأت بالتشكل والنشاط في الجزء غير المحتل (إسرائيليًا) من الجولان..

وفعلا، فقد اعترفت السلطات الاسرائيلية أخيرًا أمس الأول بأنها من اغتال المقاومين السوريين ثائر وليد محمود، نزية وليد محمود، يوسف جبر حسون وسميح عبد الله بدرية، قبل نحو ثلاثة أشهر، وهي تزعم ان “ايران وحزب الله أرسلاهم لوضع عبوات”!

المعادلة واضحة: مرتزقة داعش والقاعدة ليسوا تهديدا ولا خطرا على “أمن اسرائيل”..! أما حركات المقاومة الوطنية التي تدافع عن اوطانها وشعوبها فهي الخطر بنظر السلطات الاسرائيلية.

(بالمناسبة: النيابة العسكرية قالت للمحكمة العليا أمس أن الاسير المضرب عن الطعام ويواجه الموت محمد علان يشكل خطرا على دولة اسرائيل.. لا حدود للنفاق ولا للحقارة في جهاز الاحتلال!)

هناك صورة مشابهة في الشمال السوري. حيث يقوم عسكر نظام أردوغان التركي بقصف وقتل اعضاء حزب العمال الكردستاني بينما يكاد لا يتعرض لوحوش داعش سوى لأغراض شكلية وإعلامية، كما تقول مصادر كثيرة، بينها غربية من حلفاء اردوغان في “الناتو” نفسه!

هناك قاسم مشترك بين السياسة الاسرائيلية الرسمية والسياسة التركية الرسمية في الشأن السوري. كلاهما يريد استمرار الدمار والتفتيت لسوريا وهما غير قلقين وغير خائفين من التكفيريين الارهابيين المتوحشون الذين يخيفون كل المنطقة (لماذا؟!). وبينما يسهّل الجيش التركي الطرق لداعش شمال سوريا، يفعل الجيش الاسرائيلي الأمر نفسه بالنسبة للقاعدة (جبهة النصرة) جنوب سوريا.

يجب على كل شخص أن يسأل نفسه: في أي طرف من “المعادلة السورية” أقف، وما هو حجم المسافة بيني وبين سياسة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي الرسمية؟!

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.