سرّ الصمود والنصر / الكاتب والمقاتل السوري باسل غسان شعبان




ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

* ضابط مقاتل بالجيش العربي السوري …

**  قراءة مختصرة في الحرب على سورية  …

هي حرب شنت على المنطقة العربية ومن ضمنها سورية الأسد ، ربما لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا.

هي حرب مركبة عسكرية وسياسيةوإعلامية واقتصادية ، كانت الأشهر الأولى فيها كفيلة بإسقاط أنظمة الحكم في العراق سابقا و تونس ومصر وليبيا واليمن لاحقا . وأخيرا السودان والجزائر . وأظن أن باقي الدول لن تكون بمنأى عن هذه النار المشتعلة.

من الواضح أن إسقاط الأنظمة في الدول العربية في الفترة التي سبقت الحرب على سورية ، كان أحد غاياته إغراق المنطقة بالفوضى الخلاقة ، لجعلها خزانا بشريا يعتمد عليه أعداء سورية ومحور المقاومة ، لاستجلاب المقاتلين ( الإرهابيين ) بعد شحنهم طائفيا وإيديولوجيا ، وإيهامهم أن حربهم الموعودة وجهادهم المقدس ، قد آن أوانه في بلاد الشام.

وقد عمل أعداء سورية متمثلين بسيدهم الأمريكي ، على الإبقاء على عملائهم في تركيا والخليج ولبنان  وجزء من العراق ، ليشكلوا من هذه الدول أدوات تحاصر سورية الأسد ، وتقطع الطريق بينها وبين حلفائها في إيران وروسيا ، ظنا منهم أنه في هذه الحالة سيسهل إسقاط قلب المقاومة بالضربة القاضية.

يحسب للقيادة السورية ومن خلفها حلفاؤها في محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب ، أنهم أوهموا عدوهم أن مخططاتهم التي كلفتهم مئات المليارات من الدولارات ، ستتكلل بالنجاح حكما ، فوقعوا مرة تلو مرة بأفخاخ نصبت لهم ، بمهارة سورية وحياكة إيرانية وبرود روسي ونوم صيني.

أظن كلنا نذكر وعد أردوغان بالصلاة في الجامع الأموي ، ووعد سعد الحريري بن أبيه بالقدوم إلى مطار دمشق ، وما إلى هنالك من تصريحات الأغبياء…

والحق يقال : إن الكثيرين من المحللين والمتعاطفين مع سورية على مساحة الوطن العربي والعالم ، في كثير من الأوقات ، ظنوا أن سورية الأسد ساقطة لامحالة…

بعد هذه السنين الطويلة من الحرب ، يمكن للقارئ السياسي الحاذق وللناظر بعين البصيرة ، أن يرى حقيقة واحدة وهي :

أن سورية وحلفاءها الذين باتوا يشكلون قطبا عالميا ، قد جروا عدوهم لحرب استنزاف ، كبدتهم الكثير من الخسائر ، التي لم تكن متوقعة البتة ..

فتخيلوا يا أحبتي ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، أن الولايات المتحدة تضطر للقيام بعمليات إنزال جوي ، لتسحب بعض جرذانها خوفا عليهم من الفناء في الأرض السورية ، كي تستطيع استخدامهم في أراض أخرى.

بعد هذه السنين الطويلة من الحرب ، استفاق الصهاينة ووجدوا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومين العراقيين وحزب رجال الله على حدود الجولان .

بعد هذه السنين الطويلة من الحرب ، استفاق الأمريكيون والأوروبيون ووجدوا أن الصواريخ الروسية نصبت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط..

بعد هذه السنين الطويلة استفاق الإخوان وسيدهم أردوغان ، ليجدوا أن كل مخططاتهم قد فشلت.

بعد هذه السنين الطويلة استفاق أعداء سورية ، ليجدوا أن سورية الأسد ازدادت قوة ، وهي حتى الآن لم تستخدم أيا من أوراقها وهذا ما يرعبهم.

اعذروني على الإطالة وسأختصر وأقول :

○ أولا : صمدت سورية الأسد عسكريا وانتصرت ، رغم كل ما عاناه جيشها ، بدءا من التضحيات بالرجال ، وصولا إلى الخسائر بالعدة والعتاد . وسر انتصارها العسكري هو قائد جيشها الأسد بشار ..

○ ثانيا: صمدت سورية الأسد سياسيا ، وكانت المنتصرة دوما . وسر انتصارها السياسي رأس ساستها الأسد بشار .

○ ثالثا : صمدت سورية الأسد اقتصاديا ، و ستنتتصر . ولقاء السيد الرئيس مع نائب رئيس الحكومة الروسي اليوم في دمشق ، يعني أن الأسد تدخل في الوقت المناسب لحل المشكلة الإقتصادية الحالية والآنية ، التي يعاني منها الشعب السوري ..
فهو على رأس الجهاز الإقتصادي ( كونوا على ثقة ).

○ رابعا وأخيرا : سر صمود ونصر الشعب السوري هو ثقته بالأسد الذي هو سر النصر القادم هذا العام .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.