اسمع اقوالك ” تعجبني” … ارى افعالك” اتعجب”! / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الإثنين 22/4/2019 م …
هل يختلف اثنان من ان تركيا تحتل اراضي سورية في شمال البلاد وتنهب ما فيها من موارد وثروات حتى محصول” الزيتون ” عفرين مثالا ” ولانريد ان نورد ” لواء الاسكندرونة السوري المقتطع من سورية منذ عقود كمثال سابق على المطامع التركية في سورية بل هناك الى جانب عفرين ادلب ومناطق في شرق الفرات تابعة لسورية يرابط فيها الجيش التركي بصورة غير قانونية ودون طلب من حكومة دمشق الشرعية في عملية احتلال مقصودة بحجة محاربة الارهاب والكل يعرف ان الارهاب وصل الى المنطقة بتسهيلات تركية وبدعم امريكي وتمويل من بعض الانظمة الفاسدة والعميلة واخذت تصدره الى دول عربية مثل ليبيا وغيرها وكذلك الى دول افريقية توجد فيها جاليات اسلامية لاثارة الصراعات الدينية والطائفية بعد ان اوشك المشروع التخريبي الارهابي” الاسلاموفي” في سورية على الاندحار بعد تضحيات جسيمة بشرية ومادية سياسية واقتصادية قدمتها سورية مدعومة من حلفائها واصدقائها .
وكذا الحال بالنسبة للعراق فان لتركيا اطماع تاريخية وان قوات تركية العسكرية موجودة في اكثر من منطقة في الاراضي العراقية ومنها ” بعشيقة” فضلا عن الاعتداءات العسكرية على شمال العراق بحجة مكافحة الارهاب وتدعي انقرة ان قواتها موجودة على ارض العراق بناء على طلب من الحكومة العراقية لكن حكومة بغداد” صم بكم ” تعطي اذنا صماء للادعاءات التركية ولن ترد على ذلك بل تعمل العكس حين تدعوا انقرة وبعض من دول الجوار الى لقاء” برلماني” في بغداد.
لانريد ان ندخل في تفاصيل مثل هذه اللقاءات البرلمانية وغيرها لكن المثير للضحك ان وزير الدفاع التركي ” خلوصي اكار” قال ان اليونان نشرت اسلحة في بعض الجزر في بحر ايجة والبحر الابيض المتوسط وهي جزر تعود ملكيتها اصلا كما يبدوا لليونان وليس لتركيا واعتبر ذلك مخالفا للقوانين والمعاهدات الدولية.
ودعا اكار الى ” وقف ما وصفها ب الانتهاكات التي تخالف المعاهدات وتتعارض مع مفهوم الصداقة وحسن الجوار.
شيئ جميل ان يتحدث شخص مثل وزير الدفاع التركي ” خلوصي اكار” عن المعاهدات وحسن الجوار لكن يبدوا ان سورية والعراق لايدخلان ضمن مفهوم ” حسن الجوار” وفق انقرة بل اليونان فقط لانها هي الاخرى عضو في حلف ” ناتو ” العدواني لكنها مع ذلك لن تسلم من الغطرسة والتهديدات التركية .
فقد اجتاحت تركيا كما هو معروف في السبعينات جزيرة قبرص عسكريا وتم تقسيم الجزيرة الى قسمين تركي ويوناني وبقيت مقسمة حتى الان حيث يوجد الجيش التركي في القسم الذي يخضع للادارة التركية بينما يخضع القسم الاخر لادارة اليونان .
ورغم المفاوضات التي تهدف الى توحيد شطري الجزيرة لكن تلك المفاوضات لم تحقق تقدما يذكر وبقيت الجزيرة مقسمة الى شطرين تركي ويوناني .
واكد الوزير التركي الذي كان يتحدث للاناضول ان ” بلاده” اي تركية تحترم دائما المعاهدات الدولية. تخيلوا هذا الحديث الذي يصدر عن وزير الدفاع تتكرر فيه كلمة” تركية تحترم المعاهدات الدولية”.
ربما نسي اكار ان هناك اتفاقية موقعة مع سورية تبيح للقوات السورية ملاحقة الذين يعكرون الامن على حدود البلدين الى داخل الاراضي التركية انها اتفاقية ” اضنة”. ولم بخطر ببال الجنرال التركي الذي يطلب من جيران تركيا احترام القوانين الدولية ان هناك قوات عسكرية تركية تحتل عفرين وترفع العلم التركي على مؤسسات حكومية كانت تابعة للحكومة السورية مثلما عملت على قطع شبكات الاتصال في المدينة مع دمشق واستبدلتها بشبكات اخرى تمهيدا لضمها الى تركية والحجة جاهزة” مكافحة الارهاب” الى جانب سرقة منتوجات سورية الوطنية فيها ولم يسلم من سطو القوات التركية على عفرين حتى المواد الغذائية .
وخاطب وزير الدفاع التركي نظيره اليوناني بطريقة مؤدبة غير معهودة قائلا ” انتظر من صديقي العزيز نظيري اليوناني اتخاذ تدابير بهذا الخصوص وبشكل صادق وبناء في اطار علاقات جيدة علما ان العلاقات بين انقرة واثينا” تصل احيانا الى درجات الحرب جراء الاستهتار التركي منذ احتلال انقرة جزيرة قبرص عسكريا وتقسيمها حتى الان.
لاغرابة ان نسمع مثل هذه التصريحات سواء من خلوصي اكار او غيره من كبار المسؤولين في تركيا لان كبيرهم ” الحالم بالسلطنة ” تنطبق عليه صفة ” مسيلمة الكذاب ”
اذا كان رب البيت بالدف ناقر فشيمة اهل البيت كلهم رقص.
التعليقات مغلقة.