القمة الروسية الكورية واهميتها لمواجهة الصلف الامريكي / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 25/4/2019 م …
كان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون جادا وصادقا في نهجه باعتراف الجانب الامريكي عندما ابدى استعداده للقاء قمة مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في محاولة لحلحلة ازمة مستعصية تعصف بشبه القارة الكورية منذ الحرب الكورية في الخمسينات فكانت قمة سنغافورة واعقبتها قمة هانوي التي جمعت الرئيسين ترامب وكيم لكن الاخير اكتشف ان الولايات المتحدة الامريكية غير صادقة في التعامل مع الاخر وتبحث عن مصالحها قبل كل شيئ الى جانب استخفافها في التعامل مع الاخرين وهو ما افشل القمة الامريكية الكورية التي عقدت في العاصمة الفيتنامية.
اي ان واشنطن كانت تقف وراء الفشل جراء مطالبها التي لاحدود لها وتسعى الى تجريد بيونغ يانغ من كل شي مقابل لاشيئ في وقت تفرض الولايات المتحدة حصارا جائرا على كوريا الشمالية يشمل ابسط مستلزمات العيش فيها.
الموقف الامريكي المتعجرف هذا اضطر كورية الشمالية التي تعتد بنفسها الى عدم الاستجابة للمطالب الامريكية ذات الطابع الاحادي بل اخذت بيونغ يانغ تطالب حتى باستبدال الطاقم الامريكي المكلف باي حوار مستقبلا مع الوفد الكوري وعلى راسه وزيرالخارجية بومبيو الذي خرج على كل الاعراف الدبلوماسية وبات منفلتا على المفاهيم المتعارف عليها دبلوماسيا لان افكاره ” المخابراتية” كونه كان مديرا لل” سي اي ايه” لاتزال طاغية على سلوكه وهو يقربه امام الصحفيين بانه يكذب ويخدع ويسرق ويعتبر ذلك جزءا من المجد الامريكي شانه بذلك شان سفير الولايات المتحدة في موسكو الذي اخذ يدلي بتصريحات ” عدوانية مبطنه لموسكو ” عن مهمة حاملات الطائرات الامريكية المرابطة في البحر المتوسط وما يرافقها من سفن حربية وهو ما اثار غضب روسيا التي اكدت ان لامنتصر في اية حرب تندلع في اشارة الى قدرات روسيا النووية.
الرئيس الكوري الشمالي الذي لم يقم باية زيارة الى روسيا باستثناء الاتصالات الهاتفية او تبادل الوفود بين موسكو وبيونغ يانغ يدرك جيدا ان الولايات المتحدة تتعمد طرح شروط مهينة ومذلة تتعلق بالتخلص من ترسانتها النووية منها مثلا ان ترامب طلب تسليم مالدى كورية الشمالية من اسلحة ومعدات نووية ونقلها الى الولايات المتحدة بدلا من تدميرها داخل الاراضي الكورية وهو طلب اعتبره كيم جونغ اون يحمل طابعا استفزازيا وفيه اهانة لكوريا وشعبها مما جعله يرفض الطلب الامريكي ويكتفي بالحديث عن تدمير الترسانة النووية الكورية داخل البلد مقابل رفع جميع العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ.
الرئيس الكوري الشمالي مقتنع تماما بعدم مصداقية واشنطن وهناك اكثر من تجربة على ذلك من بينها تجربة ” تنصل واشنطن من الاتفاق النووي مع ايران رغم توثيقه في الامم المتحدة وانسحابها من اتفاقات مبرمة مع موسكو على الطريقة ” الهتلرية” .
ان الرئيس الكوري الشمالي كيم لازال يردد تجربة ليبيا ا لماساوية حين وثقت طرابلس بالوعود الامريكية وسلمت معداتها ” النووية المفترضة” الى الجانب الامريكي والغربي وفق اتفاق بين الجانبين لكن في نهاية المطاف تنصل الجميع من الاتفاق و جرى التامر على ليبيا واطاحة الرئيس معمر القذافي من قبل ذات الدول .
ان زيارة الرئيس الكوري الشمالي التاريخية سيكون لها مردوات ايجابية على تطوير العلاقة مع موسكو في ظل الاوضاع الدولية المتازمة التي تقف وراءها واشنطن خاصة وان روسيا وقفت في اكثر من مناسبة في المحافل الدولية الى جانب بيونغ يانغ وافشلت اكثر من مشروع قرار مجحف بحقها في مجلس الامن يستهدف كوريا الشمالية وشعبها فكانت وفية لمبادئ الامم المتحدة.
وعلى الرغم من قرب كوريا الشمالية من الصين اكثر من روسيا ايديولوجيا لكن الاخيرةلاترى ضيرا من اقامة علاقات مع بيونغ يانغ وعلى طريقة ” عدو عدوي صديقي” فهناك علاقات مشابهه مميزة بين روسيا وايران رغم التباعد الفكري بينهما لكن الذي يجمعهما موقف موحد هو التصدي للمشاريع والمخططات الامريكية في العالم حيث يلتقي البلدان في مهمة الوقوف بوجه سياسة الغطرسة الامر يكية العدوانية في العالم التي افتضح امرها بصورة جلية منذ مجيئ ترامب وبقية الطاقم المحيط به الى السلطة في الولايات المتحدة والذي تسبب في تدهور العلاقة بين الشرق والغرب فضلا عن افتعال الازمات بوجه روسيا ومحاولة تطويقها في اكثر من منطقة في العالم بينها منطقتنا وامريكا اللاتينية الى جانب محاولة محاصرتها عسكريا واقتصاديا في اوربا.
التعليقات مغلقة.