استراتيجية تنظيم “داعش” ــ الخطط والمعارك / العميد احمد الشوقي الدوري
العميد احمد الشوقي الدوري ( العراق ) الأربعاء 19/8/2015 م …
المقدمه
عرفت الشعوب منذ التاريخ ( بحرب القوات غير النظاميــــــــــــــة) تسمى (بحرب العصابات ) أو ( الانصار) ظهرت حرب التحرير الشعبية في الصين قبل أكثر من 2300 عــــام ،و الحرب الاهلية الامريكية و حرب البوير، و حرب العصابات في روسيا وفيتنام، فلقد استطاع خـــــلال التاريخ عدد من الرجال ان يشعلوا نيران المعارك علــى الارض ويحققون الكثير . معتصمين بالجبال ومناطق الغابات و المستنقعات و في داخل المناطق المأهولــــة بالسكان فكانت عوض عن قلة عددهم و حركتهم السريعــة ومعرفتهم للأراضي و المناطق التي يعملون فيها الا انهم حققوا معارك منقطعة النظير وهذا مافعلته تنظيم الدوله الارهابي خلال عــــــــــــــام مضى من سقوط الموصل يوم 10/6/ 2014 ولغاية 10/6/2015 .
الهدف من هذه الدراسة بيان استراتيجية تنظيم الدوله الاسلاميه ( داعش ) وخططها على مرور عام كامل اعتمدت بها على حرب سياسيه وضرب اهم الركائز الاقتصاديه وضرب البنيه التحتيه , واحداث الحدث ليصبح العمل العسكري الصغير او المتوسط الـــــــــى عمل عسكري كبير يحدث واقعا سياسيا وعسكريا وضجة اعلاميه يوميه
. لأن اطالة الحرب يعطي فرص كبيرة لتطوير القوات عبر القتال والممارسة وتحويلها من قوات متواضعة الامكانية و الفعالية الى قوات ذات فعالية عسكرية و سياسية على المستوى الاقليمي والدولي وهذا ماعتمدته استراتيجية تنظيم الدوله الاسلاميه ( داعش )
. *النقاط الرئيسية في تعبئة تكتيك الدوله الاسلاميه
1 . العمل بالذكاء
أ- يتظاهر التنظيم بالهجوم على نقطة ويهاجم غيرها ، و بذلك يتجنب حذر القطعات العسكريه المقابله
ب- يختفي في بعض الأحيان ويظهر في البعض الآخر حتى يحدث ارتباك في القطعات العسكريه المقابله فلا يعلم مكان وجودالتنظيم في اي موقع بالضبط .
ج- يتجنب التنظيم نقاط تمركز للقطعات العسكريه القوية ويهاجم الضعيفة وبذلك لا يتعرض لمعركة يستطيع فيها ان يخسر معركه ويعطي تضحيات .
د- تعلم متى يجب الاقدام ومتا يجب التراجع ، القصد تدمير القطعات العسكريه المتفرقه بسهولة و لذلك يعمل التنظيم على الانسحاب عندما يكون تلك القطعات قد اتاها الاسناد بقوة
ه - لا يتابع التنظيم القتال إلا إذا ضمن النجاح في حال ضمان النجاح ، يبداء بالانقضاض الجريء لسحق القطعات العسكريه المقابله .
و- لا يستعمل التنظيم أبداً الخطة نفسها، فيسهل وقوعه في الافخاخ و تضيع المفاجأة
2- كيف يحصل تنظيم الدوله الاسلاميه ( داعش ) على عامل المباغته في الحركات (سرعة البديهة وفن الالتفاف والمرواغه ) فتش التنظيم داعش دائماً عن مباغته الحركات وهذا يعني ان تجبر القطعات العسكريه المقابله على ترتيب خطط على بناء أعمال و حركات و ذلك بالامور التاليه :-
أ- يهاجم التنظيم على الدوام فلا يترك الفرصة للقطعات العسكريه المقابله ان ينتقل الى الهجوم ويجبر تلك القطعات العسكريه على البقاء في مواقعها
. ب- إذا تمكن التنظيم من الخروج للهجوم فهو يحاول ان يهاجم القطعات العسكريه في مؤخراته قبل بدء الهجوم او يحاول ان يتملص إذا كان قوياً ولكن لا يجعل القطعات العسكريه تهاجم بل تاخذ وضع الدفاع دائما وايقاف الهجوم
. ج- يستخدم التنظيم مبداء مع القطعات العسكريه إذا حاول ان يتقدم سريعاً فالتنظيم يحاول ان يبطئه إذا حاول الاستراحة فيضيعه .
د- يقوم التنظيم باتباع طريقة على اجبار القطعات العسكريه ان تتبع طريق فيجبره على اتباع عدة طرق ويشتت القوه العسكريه . ه – يقوم التنظيم دائما بجمع المعلومات الاستخباراتيه الاستباقيه و دراسة موقف القطعات العسكريه المقابله و لمعرفة ترتيبه ووضع محاربيه و ضباطه ومعنوياته الحربية. و- يعمل التنظيم على انقاص نقاطه الضعيفة لديه الى الحد الادنى. ز- يعمل التنظيم على اكتشاف نقاط الضعف للقطعات العسكريه المقابله الضعيفة.
3- الإدارة الهجومية
أ- الشرط الأساسي للحصول على المباغته للتنظيم ان ، الواجب ان لا يركن الى الدفاع وان لايدع القطعات العسكريه يلاقيه في المكان الذي يريده وان يهاجمه على الدوام ليركن تلك القوات العسكريه اما الى الهزيمه او الى الدفاع.
ب- الحصول على اكبر مايستطاع من غنائم واسلحه ومعدات لمقاتلة القطعات باسلحته واعتده التي تركها في ساحات القتال والمباشره بنفس هذه الاسلحه بالمعارك المقبله .
ج- العمل على مهاجمة القطعات العسكريه على الدوام لان التنظيم الدوله ( داعش ) يفتش عن نقاط الضعف للقطعات العسكريه ، وينتظر فرصة مهاجمتها و ينتقل فوراً الى مهاجمة غيرها، و بهذه الطريقة ستكون لتنظيم الدوله ( داعش ) المباغته على الدوام.
تطبيقات المبادئ التكتيكية لتنظيم الدوله الاسلاميه ( داعش )
1- انسحبوا إذا تقدم .
2- ازعجوه إذا أقام .
3- هاجموه متى تعب
4- تابعوه إذا انسحب.
5- العزم و عدم التردد في اتخاذ القرارات
6-المباغته و العزم عنصران توأمان … و يتلخص بما يأتي :
– أ- إذا كان التنظيم واثق من النجاح في معركة مهما كان مداها فهو يهاج
ب- إذا وجد التنظيم و لو في منتصف المعركة ان خطط النجاح غير أكيده فانه ينسحب
7- السر :
أ- التنظيم يعمل على مبداء سوف تجد القطعات العسكريه في حال من الأحوال وسيلة لايجاد بعض المتعاونيين في صفوف التنظيم و خاصة هؤلاء الذين يعيشون بين الأهالي وراء خطوط التنظيم ومن السهل ان تكتشف تلك القطعات العسكريه نوايا التنظيم ولهذ هو يسيطر على كل حركه من تحركاته
. ب – كيف يحافظ تنظيم الدوله ( داعش ) على السر المطلق
اولا- لدى التنظيم مبداء وتوجيه لكل المقاتلين اياكم و التفوه لما تعملون قبل وأثناء و بعد العمليات .
ثانيا- اتخذ التنظيم اسلوب عدم الخروج عن طريقة عيش الشعب في المناطق المحتلــــــــــة و تقليدهم في حركاتهم و سكناهم او هم من يقلدوهم والفرض عليهم بتقليد التنظيم بالملبس والهيئه والتعامل .
ثالثا- تجنب التنظيم الطرق الرئيسية أثناء التنقل و اقتربوا من القرى بحذر شديد
. رابعا- عند اتخاذ ترتيبات القتال يحرك التنظيم اقل ما يمكن ويجعل الجميع يتكلموا أقل ما يمكن ولا يشكون من التعب او من الجوع.
خامسا- يحث التنظيم مقاتليه على ان ينتبهوا الى أنهم لايتركون أثار فــــــــي المكان الذي يتركوه
. سادسا- لا يدع التنظيم عناصر استخباراته واستعلاماته وارتباطاته تحمل أي وثائق تضر بخططهم اوتدل على خطط معاركهم
. سابعا- يشدد التنظيم على الحراسة الدائمة وعلى حذر دائم من المتعاونيين مع القطعات العسكريه ، ويقتلوهم دون رحمة او شفقة باشد انواع القتل وعلى نظر الشهود لبث الرعب واعطاء رساله كل من يخالفنا او يحاول التعاون مع غيرنا يكون عقابه اشد مما تتوقعون
. 8- السرعة ،أهمها :
أ- يستخدم التنظيم عامل المفاجئة و النجاح ضئيل إذا لم يستفيدوا من عامل السرعة في ضرب نقاط ضعف القطعات العسكريه المقابله
ب- يعمل التنظيم ان تكون الأسلحة والذخائر و المتفجرات و الألغام وجميع معدات القتال بحالة جيدة دائمة وقريبة أيضاً من مكان التجمع وكذلك يجب ان تتصف جميع الحركات والاعمال اليومية من أشغال و دراسات و اجتماعات مقرات التنظيم بكافة الاماكن المسيطر عليها بعامل السرعة والتفخيخ .
ج- أثناء القتال يقوم التنظيم بتنفيذ جميع الانقضاضات و كذلك الرمايات والتراجع بسرعة فائقة و يحطم معنويات القطعات العسكريه ، منذ الدقائق الاولى للقتال وبصورة خاصة في الكمائن .
د- يعمل التنظيم على الإلمام بطبيعة الأرض بشكل جيد ، وكذلك فهم الخطة و فن القتال ونوع القطعات العسكريه المقابله واسلحتها وانواعها وطرق الالتفاف عليها ومحاصرتها وقطع الامدادات عنها
. 9- الاتقان في سحق القطعات المقابله :
أ- يتم سحق القطعات العسكريه بقتل أفراده و الاستيلاء على أسلحتهم اكثر نفعاً لتنظيم الدوله الاسلاميه من دحر مائة جندي لبث الرعب في القطعات الاخرى .
ب- على كل مقاتل من مقاتلي تنظيم الدوله الاسلاميه ان يثق ثقة عمياء في الخطة التي يسعى لتحقيقها مهما كلف الأمر .
ج- التصميم على الموت في سبيل الغاية التي يعملون من أجلها؟.
د- الاستناد على الحصول على التموين من كل مايمكن الاستفاده منه في الارض التي يسيطر عليها التنظيم من بنوك واثار ومواقع النفط وكل مايمكن الحصول عليه وباي طريقه مهما بلغ الثمن عليه من قتال وتضحيات .
الخاتمه
ومما تقدم فان تنظيم الدوله الاسلاميه ( داعش ) عمل بنجاح طيلة العام على هذه الاستراتيجيه على الساحه العسكريه والتعبويه له وبداء بالتطور والبدء بمراحل اخرىجديده ولديه من المفاجئات الكثير بعد ان اغتنم بهذه الاستراتيجيه على كم هائل من ترسانه الاسلحه والمعدات والدبابات والمدرعات والاليات والذخائر والاعتده ومخازن العتاد وبعض الصواريخ البعيدة المدى وكثرة المتطوعين والانخراط بصفوف التنظيم .
ومساحة الارض التي تعادل مساحة بريطانيا من الناحيه الجغرافيه بعد ضم الانبار في العراق وتدمر في سوريا والبدء في معركة حرب المياه ومعركة الانتحاريين والمفخخات محكمة الاغلاق والتفخيخ الميكانيكي البعيد التحكم والتفجير . وكثرة الامدادات وتنسيق المعارك على الجبهة العراقيه والسوريه وفتح جبهات في بلدان عربيه . يجعل من هذا التنظيم قوه في كل مكان ولا تفصله حدود او مكان . وعمليات نوعية ستظهر ليس في الحسابات ولا في التوقعات .
العميد احمد الشوقي الدوري
التعليقات مغلقة.