لماذا لم يرد اسم بارزني في قائمة المسؤولين عن سقوط الموصل بيد الارهاب ؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأربعاء 19/8/2015 م …

بعد اكثر من عام واللجنة المشكلة بشان كشف المتورطين في تسليم الموصل  الى داعش وتمدد هذه الجماعة الارهابية الى محافظات عراقية اخرى تراوح في مكانها دون ان تكشف عن الاسماء التي كانت وراء هذه الكارثة لكن بعد التظاهرات الشعبية  تعجلت اللجنة الامر واعلنت عن اسماء عدد من العسكريين والمدنيين لكن  تقريرها كان ناقصا لخلوه من ” رئيس  منطقة كردستان ” الذي كان هو الاخر له دور مباشر او غير مباشر في الكارثة واستغلالهااستغلالا بشعا في التمدد نحو كركوك ومناطق اخرى في خطوة ترقى الى خيانة العراق وشعبه .

لاشك اطلاقا  ان كل  الوقائع على الارض تؤكد ان الولايات المتحدة وتركية وانظمة الفساد الاخرى كانت وراء وجود داعش وتمددها بالمنطقة مثلما تؤكد الوقائع ان رئيس منطقة كردستان بارزاني كان له دور هو الاخر في ذلك لكن اسمه لم يرد في قائمة المتهمين  الذين احيلوا الى القضاء في حين ان ” البيشمركة”  استولت  في حينها على سلاح ومعدات الجيش  العراقي  وحولته الى جيش اعزل   غير قادر ان يدافع عن نفسه  في المناطق التي  يتواجد فيها مثلما استغل بارزاني مسالة سقوط الموصل بالاستحواذ على كركوك والكل يتذكر كيف كان يبتز بغداد بتصريحاته من ان كركوك عادت الى احضان الام في كردستان وان  امرا جديدا استجد  الان.

 اي ان بارزني استغل وجود داعش لتنفيذ ما يدور في مخيلته المريضة مستغلا ضعف المركز  مثلما   استقبل  ولازال  يستقبل في اربيل العديد من المتامرين  بينهم من كانوا وراء  استيلاء الارهابيين  على الموصل  او المتورطين في نشاطات معادية للعراق .

ما يتعلق بدور الولايات المتحدة وتركيا بوجود ” داعش “  وتمددها تؤكده الحرب الشكلية التي شنتها واشنطن في اطار تشكيل ما اطلقت عليه ” التحالف الدولي” لمحاربة داعش  وكم من المرات  تاكد للمقاتلين العراقيين  فعلا ضد داعش والارهابين  ان القوات الجوية الامريكية كانت تستهدف القوات العراقية مثلما كانت تنزل الاسلحة والمعدات الى ” داعش” تحت ذريعة ” الخطا” .

اما تركية التي كان لها الدور الاكبر في ” ظهور هذه الجماعة الارهابية سسواءفي سورية او العراق فقد صحت اخيرا لكن صحوتها جاءت متاخرة  وبطريقة تثير السخرية  لانها انتظرت لعلها تجد  ان نصرا ما  ستحقق على  ايدي داعش” حتى تستثمره في اطار  احلامها  التاريخية  التوسعية  في العراق او سورية  لكن ذلك لم يحصل  فقد ركزت على ” مسلحي حزب العمال الكردستاني” بحجة محاربة الارهاب وداعش دون  ان تمس غارت طائراتها ايا من الجماعات  الارهابية الحقيقية بل استهدفت ” الكرد” الذين يقاتلون ” داعش وبقية الجماعات التكفيرية .

 كان على اللجنة  التي اعدت التقرير اذا ارادت ان تعمل بحيادية ان تشخص الدول والحكومات التي لعبت دورا تامريا في تسهيل مهمة الارهابيين في  العراق مثلما عليها ان تكون حيادية ايضا في ايراد الاسماء المتهمة بذلك سواء كانت عسكرية ام مدنية لكن وكما هو واضح ان  هناك ضغوطا مورست حتى اللحظات الاخيرة على اللجنة من اجل ان لايرد اسم بارزاني مثلما لاحظنا ان هناك من يدعي بان اسمه ورد سهوا وهو ما صرح به ” الاسدي ” الذي كان يشغل منصب وزير  الداخلية الذي يدعي ان لادور له في مسالة احتلال الموصل  وحاول ان يرمي الكرة بملعب النجيفي محافظ الموصل باعتباره المسؤول عن الشرطة المحلية  وقائدها  وهو تبرير ليس مقبولا لان  القرار الفصل هو بيد المحكمة وهي التي تقرر من المسؤول  او المتورط بعد ان ترجع الى حيثيات القضية.

 بارزاني هو نفسه صرح بان  اتصالات جرت بينه وبين المالكي حول التدخل  في الموصل قبل استفحال الامر وتقدم ” داعش”  هكذا  ” قال  فلماذا لاتستعين اللجنة او القضاء به للمساعدة في الكشف عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة اذا كان ” رئيس منطقة كردستان” بريئا فعليه ان يشارك على الاقل  لتاكيد تلك البراءة  والدفاع عن نفسه .

هل ننسى كيف كان” داعش” يهرب النفط  العراقي المسروق بالتنسيق مع اطراف كردية مقربة من بارزاني   الذي  له  علاقة  بتركية من خلال  صفقات وتهريب النفط كما ان قادة في بيشمركته اكدو ان  لا اوامر  لديهم  بالتقدم في بعض  المناطق  والى اكثر مما هم فيه الان  خاصة  وان طرق  امدادات داعش متواصلة  من  الموصل والشرقاط الى بيجي وصلاح الدين  وحتى الانبار وان  بامكان ” البيشمركة” ان   تتقدم  لكنهم يخشون كما يزعمون    ضربات  الطيران الامريكي الذي يلاحظ ذلك دون ان يتخذ اي عمل عسكري  لوقف تلك  الامدادات  .

 ويؤكد العديد من هؤلاء القادة  ان لا اوامر لديهم بالتقدم وقطع طرق امداد  ” داعش” مثلما تصرف النظر عن ذلك الولايات المتحة الامريكية نفسها .

 بارزاني وبدلا من ان يكون عونا للجيش العراقي والقوات الامنية في المناطق التي تتواجد فيها البيشمركة اوعز الى  البيشمركة ” بالسيطرة على اسلحة الجيش وفعل مثلما كانت تفعل ” داعش” فقد استحوذ على العديد من المناطق مستغلا الظرف الذي يعيشه العراق وهو عمل ” خياني ” لايختلف عن اي عمل يقوم به اعداء العراق من الجيران .

اما يستحق كل ذلك ان يوضع اسم ” بارزاني” في القائمة التي رفعتها لجنة التحقيق الى القضاء والتي تضم عددا من القادة العسكريين والمدنيين وفي مقدمتهم المالكي؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.