السؤال الاردني الكبير / أمجد معلاّ

أمجد معلاّ ( الأردن ) الجمعة 26/4/2019 م …
السؤال الشعبي الكبير الذي يبحث عن اجابة هو هل الازمة الاقتصادية واغراق الاردن بالديون هو نتيجة لسياسات دولية واقليمة تسعى الى تطويع الاردن للقبول بتسويات معلنة وغير معلنة في منطقة الشرق الاوسط ؟



وعدم وجود اجابة على هذا السؤال مرده عدم وجود اي ادلة على وجود الضغوطات غير تصريحات الملك التي اكد فيها ان الاردن يتعرض لضغوطات والسبب الثاني ان هذا السؤال يظل ناتجا عن انطباعات وشبهات بوجود تسويات سياسية للقضية الفلسطينية على حساب الاردن .

والسؤال هنا لماذا اعلن الملك هذا الموقف الاستباقي وفي هذا الوقت بالذات وقبل اعلان تفاصيل ” صفقة القرن” .
الاجابة على السؤال وتشخيص الضغوطات التي تحدث عنها الملك نستطيع ان نستدل عليه في قراءتنا للسياسات العدوانية وغير المنضبطة التي تعتمدها اسرائيل التي تلعب على تفكيك العلاقات البينية في الشرق الاوسط ليعاد تركيبها بما يخدم مصالحها ودفع الادارة الامريكية باتجاه تقديم مبادرة على اساس بنية جديدة في الشرق الاوسط بعدما قدمت وصفاتها للساسة الغربيين عموما مفادها ان طبيعة النظام العربي الحالي لا يمكن ان يجعل من العرب شركاء سلام اضافة الى انها لا تريد شريكا لها في السيادة على اي جزء من القدس بما فيها المقدسات الاسلامية والمسيحية .

هذه الوصفة النابعة من اهداف اسرائيلية ترى في حالة اللاحرب واللاسلام مع العرب وابقاء جذوة الصراع مشتعلة هدفا استراتيجيا لها يضمن تعاطف الغرب مع الدولة العبرية ويؤمن لها الدعم العسكري والاقتصادي لتحافظ على تفوقها في منطقة الشرق الاوسط عموما .

ولان العقل الاستراتيجي الاردني يدرك تماما هذه التوجهات الاسرائيلية ومراميها فقد اعلن وعلى لسان جلالة الملك اللاءات الثلات وشدد على تمسكه بالوصاية الاردنية الهاشمية على القدس .

واستخدمت اسرائيل القرار الامريكي بنقل السفارة الى القدس معولا لاظهار تأييد عالمي على ان اسرائيل هي صاحبة القول الفصل في المنطقة وانها مسلحة بدعم امريكي والادهى من ذلك انها تخلق اجواء غير مريحة لاحراز اي نمو اقتصادي بحيث توجه جهود دول المنطقة نحو البحث والانشغال في معالجة الاوضاع الاقتصادية الضاغطة على حالة الوئام بين الدول والشعوب لتضمن الهاء هذه الدول في قضايا داخلية وتشل من قدرتها على التعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي .

الشعب الاردني يدرك تماما هذه الحقيقة وطبيعة النوايا الاسرائيلية التي بات خبيرا بها ولهذا التف حول موقف الملك وشكل له سياجا ليقول للعالم ان بيد الاردن اوراقا استراتيجية يستطيع توظيفها اولا لحماية سيادته وثانيا لتحصين ثوابته وحمايتها والتمسك بها .

من هنا فإن اية مبادرة او تسوية امريكية او غير امريكية لا تأخذ الثوابت الاردنية بالحسبان وتحترمها لن تجد طريقا للنجاح وستعود الاسرة الدولية الى مبدأ الحلول الشرعية القائمة على صون حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 ومعها حق العودة للاجئين وتكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية يساندها موقف اردني صلب لا يقبل الا بعودة اللاجئين وتعويضهم استنادا الى قرارات الشرعية الدولية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.