فصل من سيرة المناضل الأردني الشهيد الشيخ كايد مفلح العبيدات … معركة تلال الثعالب ” يوم سمخ ” في فلسطين

 

الأردن العربي – كتب د. عصام الغزاوي ( الأربعاء ) 19/8/2015 م …

 قرر المجتمعون في قــمْ إعلان الثورة ضد الإنجليز في شرقي الأردن وفلسطين وشُكلت لجنة قيادة حربية برئاسة كايد مفلح العبيدات لتتولى مسؤولية الهجوم المسلح على معسكرات الجيش البريطاني والمستوطنات اليهودية الواقعة في الأراضي التابعة لمنطقة سمخ بفلسطين، وتم حشد المجاهدين من قرى نواحي الشمال الوسطية والسرو والكفارات وبني عبيد والرمثا وتم وضع الخطة العسكرية للهجوم وتأمين سلامة الجرحى بالمعركة وآلية نقلهم لمنطقة الحمة أو اقرب نقطة مأهولة بالسكان، وفي فجر يوم 20 نيسان 1920 إنطلقت قوات الثوار من مناطقها لتلتقي الساعة السابعة في قرية المخيبة، ومنها توزعت إلى مجموعتين الأولى توجهت باتجاه سمخ والثانية باتجاه بيسان وإجتازت المجموعتان نهر الأردن وشنوا هجومهم وسط التكبير والتهليل وأهازيج الحمية فذعر اليهود وفروا من مستوطناتهم وإنقطع سير القطارات عن حيفا ودمشق، وتعطلت الاتصالات الهاتفية نتيجة هذه المعركة التي قادها الشيخ كايد مفلح عبيدات عن الجانب الأردني والجنرال البريطاني كركبرايد عن الجانب البريطاني والمستوطن الصهيوني ورئيس المستوطنات اليهودية في الشمال الفلسطيني يوسف أبو ريشة عن الجانب اليهودي وسميت بمعركة تلال الثعالب واطلق عليها ايضا اسم ” يوم سمخ ” .

كان هناك إتفاق مسبق بين المجاهدين ومجموعة من الضباط أن يستسلم هؤلاء الجنود ليتم الإستيلاء على أسلحتهم وإستعمالها للهجوم على المعسكرات البريطانية والمستوطنات اليهودية، لكن حدثت مفاجئات إختلفت عن التوقعات فقد كانت مرحلة شديدة الحساسية ومن هنا كان الحقد البريطاني مصراً بأن تكون المعركة حاسمة وفعلاً حسم المعركة لصالحه.

سارعت السلطات البريطانية وأرسلت طائراتها لقصف المهاجمين بالقنابل مما اضطرهم للتراجع إلى شرقي النهر بعد أن فقدوا عشرة شهداء رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين ليكونوا في رأس قائمة الشرف قائمة شهداء الأردن لأجل فلسطين وعلى أرضها الطهور وهم : كايد المفلح عبيدات وأخيه سلطان عبيدات وقفطان عبيدات وفندي عبيدات وبلال سالم الحجات وسعيد القرعان وسطام العلاونة وثلاثة من مجاهدي درعا، شارك بالمعركة الشيخ بشير الغزاوي وكان في مقدمة المهاجمين، وعلى مقربة من رفيقه القائد كايد العبيدات عندما أُستشهد مع أخيه وابن أخيه. وتشير الوثائق البريطانية أن الشيخ كايد أسقط طائرة بريطانية وجرح الطيار.

يروي معمرون أن الإشارة الأولى لإستشهاد الشيخ كايد جاءت عندما أقبلت فرسه (الصقلاوية) التي كانت شاهداً على استشهاده وكانت اول من زف خبر نعيه بعد أن وصلت الفرس بدون فارسها باب المضافة في كفرسوم حتى غرست رأسها في العفير وشهقت شهقة عميقة وإرتمت على الأرض

وفاضت منها الروح، لم يكن خبر استشهاد شيخ منطقة الكفارات سهلاً، فقد كان نزوله على أبناء تلك المنطقة شبيها بنزول الصاعقة. لم يصدق بعضهم الخبر حتى أكده رفيق الشهيد في النضال الشيخ عزام الجبر مذكراً بما كان يردده الشهيد “عندما يكون الموت حق فاشرف انواع الموت ان يكون على تراب فلسطين شعارنا الى الابد وسنعلمة للجيل الذي سياتي من بعدنا”، نُقل النعش على أكتاف المناضلين في ظلام الليل إلى منطقة المخيبة ثم الحمة ومن ثم كفر سوم، وتصاعدت هتافات الله أكبر عندما وصل نعش الشهيد إلى القرية وانهمرت دموع الرجال، على “صقر فلسطين”، هذا الاردني الذي حلّق في سماء فلسطين قبل تثبيت التقسيمات السياسية في الأردن وفلسطين وسورية ولبنان، فالشهادة هي مِسك الختام وبث بذرة الحرية في الأجيال .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.