دراسة هامة … دور الثقافة والفكر في ربيع الشعوب الحية / د زهير الخويلدي
د زهير الخويلدي ( الثلاثاء ) 30/4/2019 م …
استهلال:
“ عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية وتتواءم مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه ‘المواطن المستقر.”1[1]
– ايتيان دو لا بواسييه – مقال في العبودية الطوعية
بيد أن هذه الملاحظة تم تكذيبها من الشعوب العربية الحية في تونس والجزائر والسودان التي عايشت فترات طويلة من الاستبداد والشمولية الأمنية والعسكرية والدينية وبالرغم من ذلك أحست بالحاجة للتحرر وسعت لاستعادة الكرامة المفقودة وانتفضت ضد حكامها ورصت صفوفها في هبة واحدة ضد الفساد.
ماهو مقصود في شعار الربيع العربي ليس الربيع الإسلامي ولا العبري ولا يعد من نوع الثورات الملونة البرتقالية التي عرفتها غالبية دول أوروبا الشرقية التي كانت تتبع سياسة اشتراكية وتتبع حلف وارسو بعد انهيار جدار برلين واستقلال معظم الجمهوريات الكبيرة عن الاتحاد السوفياتي بعد تفكك الكتلة الاشتراكية وإنما ربيع العربان بعد الاستيلاء على المصطلح من طرف المستشرقين واستخدامها في ربيع براغ وربيع بيكين وبعبارة أخرى يعد ربيع الشعوب الحية هو أكثر ملامسة للواقع الموضوعي ويعكس حراك القوى الاجتماعية التي ثارت ضد الفساد المالي والاحتكار والتهميش وأمراض الشمولية والحكم التسلطي وآفات الاستبداد ولم تعد خائفة من اللوبيات وصارت متعطشة للشفافية والحرية والانفتاح وفضائل الديمقراطية.
يمكن البرهنة على الخاصية الإبداعية المحلية لمصطلح الربيع الثوري من وجهة نظر وطنية بالعيّنات التالية:
– كتاب ربيع العربان لتوفيق البشروش ولقد سلط فيه أضواء عن أسباب ثورة علي بن غذاهم سنة 1864 وقد صدر عن مجمع بيت الحكمة بقرطاج تونس في طبعته الأولى سنة 1991.[2]2
– هذا البيت من نشيد الاتحاد:
“فإذا ما الربيع لم يكن للجميع … قسما لن نطيع غير صوت الحمم”3[3]
– هذا البيت من نشيد الثورة التونسية الذي ردده المنتفضون في القصبة 1 و2 في شتاء وربيع 2011 ومختلف التظاهرات اللاحقة :
“ما أحلى القعدة على المية ما أحلى الربيع – ما أحلى الثورة التونسية تضم الجميع”4[4]
لكن هل هذه الثورات عفوية طبيعية أم مبرمجة ومخطط لها كما يشاع؟ إذا كانت مبرمجة من خطط لها ولمصلحة من؟ وان كانت ذاتية ومنطقية، فماهي القوى الفاعلة فيها ؟ وماهو نصيب النخب المثقفة منها؟
أسباب معاوة الحراك الاحتجاجي احتلال الشوارع العربية عديدة وكثيرة ولعل أهمها المسألة الاجتماعية والمطالبة بالحقوق وفقدان الأنظمة المشروعية الأخلاقية والأدبية التي تمنحها البقاء والاستمرار في الحكم ورغبة الجماهير التي مورس ضدها الازدراء في انتزاع الاعتراف وإلغاء التمييز والفوارق الرمزية والاجتماعية والانتقال بالوعي السياسي من مجاله الثقافي الفردي الى مجاله السياسي الجماعي. وبالتالي يمكن استبعاد فرضية التخطيط والبرمجة بالنسبة للحركات الاحتجاجية التي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل لافت في مختلف البلدان العربية وليس فقط في الجزائر والسودان ونذكر بالخصوص المغرب والأردن والعراق والسعودية وفلسطين ولبنان بل وحتى تونس البلد الذي انطلقت منه الشرارة إذ مازالت الاحتجاجات مستمرة، والأسباب هي استحقاقات المسألة الاجتماعية وتردي المنظومة العمومية وتعطل الخدمات ومطالبة الشباب المنتفض بشكل دائم والعاطلين المحتجين في حركة لا تنقطع السلطات الحاكمة حاليا بالجودة والإصلاح والتحسين وحالة عدم الرضا من طرف الأوساط الشعبية على الحكومات وفقدانها شرعية الآداء وتزايد الوعي الحقوقي لدى الناس وامتلاك شرائح من المواطنين ثقافة المحاسبة والمراقبة.
أصناف المثقفين وموقعهم من الحراك الشعبي: يتراوح الموقف الثقافي بين المشاركة الواعية والاندراج العضوي والتعاطف الوجداني وبين التناقض الجذري ومحاولة الإجهاض والحياد السلبي وعدم الاكتراث.
-المثقف التقليدي المحافظ الذي يخدم في الأجهزة الإيديولوجية للسلطة ويعيد إنتاج ماهو سائد.
-المثقف العضوي الثائر الذي ينتمي للطبقات المضطهدة ويناضل من أجل الانعتاق والتغيير.
-المثقف المقاول المتنقل الذي يتعامل بانتهازية مع الأحداث ويسعى إلى التسلق والوصول.
-المثقف الوظيفي المستقر الذي يندرج في النسق الاجتماعي ويحاول أداء مهمة نافعة للوطن.
صفة المثقف تطلق على النقاد والكتاب والصحفيين والفنانين والشعراء والأدباء والإعلاميين والمنشطين والناشطين والباحثين والأساتذة والمربين والمعلمين والأكاديميين والجامعيين والعلماء والأئمة والمحامين والمسرحيين والسينمائيين والأطباء والمهندسين والرسامين والمهنيين والموظفين والإداريين والطلاب. لقد أدى فشل المثقف التقليدي في الدفاع عن نظامه الاجتماعي الذي يمثله وكشف أباطيل وأطماع المثقف الانتهازي من طرف المثقف العضوي الذي عمل على نقد الأجهزة الحاكمة وتعرية مواطن الفساد فيها وقام باستمالة المثقف الوظيفي إلى جانبه وإقناعه بضرورة تصحيح المسار والمشاركة في عملية الإقلاع.
ماهو هام هنا هو الدور الطليعي الذي أضطلع به المثقفون بشكل مباشر أو غير مباشر في صناعة الوعي الثوري وتنبيه الغافلين وجعل الانعتاق من منظومة الفساد مطلبا جماهيريا وتبيئة الديمقراطية واجبا وطنيا.
لقد عرف هذا الربيع العربي موجة أولى نجحت في بلادنا ووقع التفويت فيها والانقضاض عليها في بلدان عربية أخرى عن طريق التسليح العسكري والإرهاب المعولم وتبييض الأموال وإثارة بعض الفتن الداخلية والنعرة الجهوية والمسألة الطافية والأقليات وصناعة الاحتجاجات وتحريك الشارع ضد الأنظمة الانتقالية التي أفرزتها ولكنها ما لبثت أن عادت مجددا واستيقظت من سباتها في المناطق التي تعثرت فيها وهي الجزائر والسودان. ربما تكون هناك موجة ثالثة تترجم إرادة المجتمعات العربية في سيادة مجالها بنفسها.
لعل محفزات الحراك الشعبي كثيرة ومتنوعة وتتراوح بين الدوافع الذاتية والمؤثرات الخارجية وتتضمن بالخصوص تعطل المشروعية الأخلاقية على الرغم من توفر الشرعية القانونية وضرورة تحقيق مطلب الاعتراف التام بين الدولة والشعب وإحراز المساواة ومواكبة روح العصر والدخول إلى العالم النير الحر.
لا شك أن الثورة الرقمية ووفرة وسائل الاتصال الحديثة والخدمات التي تؤمنها المجتمعات الافتراضية والشبكات الاجتماعية قد مثلت العصب الحيوي الذي حرك الاحتجاج الشعبي وساهم في التحشيد والتعبئة.
لقد مارست الثورة في تونس جاذبيتها وأغوت بقية المجتمعات العربية بأهمية النسج على المنوال والاقتداء بمحاسنها والتقاط نقاط قوتها وأسرار وصولها إلى بر الأمان وتفادي المحن التي مرت بها ، وردت على الدعاوي الاستشراقية التي تزعم بأن المجتمعات الخاضعة لنير للطغيان غير قادرة على النهوض والتمرد.
لقد التقطت المجتمعات العربية الشرارة التي اندلعت في تونس وتفاعلت معها بشكل ايجابي وحاولت في مرات عديدة محاكاتها وتقليدها والنسج على منوالها بالرغم من القمع والحصار الذي مارسته الأنظمة الكليانية بل وصل الإعجاب إلى فرنسا في حركات السترات الصفراء وشاهد العالم رفع نفس الشعارات.
لقد عبرت هذه المجتمعات من خلال الفعل المقاوم للاستبداد المزدوج – العسكري والكهنوتي- أنها حية وفاعلة وقادرة على دحر كل العقبات التي تعترضها في طريها إلى الحرية والخلاص من التخلف وقامت بتأجيل كل خلافاتها وتعطيل جميع تناقضاتها ومارست التشبيك وانصهرت كلها في كتلة تاريخية واحدة مستفيدة من مخزونها النضالي وذاكرتها المقاومة ومن قدرات ناشطيها ومناضلاتها وخبراتهن في الميدان لكي تُصنَعُ المعجزة وتتشكل الملحمة ويفرض منطق الثورة نفسه على منطق القوة الغاشمة والغطرسة.
فماهي الشعارات المرفوعة في المظاهرات؟ ومن أين استمدت قدرتها على التشبيك والمداومة والمرابطة؟ وهل وجدت ثقافة ملتزمة شحذت الإرادات وأيقظت العقول؟ وكيف أدت موجات من الحراك الفكري التي عرفتها الجزائر والسودان بفضل نخبة فكرية وعلماء الجامعة إلى تبلور الوعي وقيام الحراك الاجتماعي؟
يمكن تقسيم الخطاب الاحتجاجي الة بعدين هما بعد خطابي يتمثل في الشعار والقصيدة وبعد مفهومي يتمثل في رؤية العالم ونقد العقل:
أروع شعارات الحراك في الجزائر:
“الشعب واحد، وطن واحد، مصير واحد”
“الشعب بدأ يستفيق، لا لسياسة التفريق”
” هدف الحراك ليس وضع اللص في السجن —بل إخراج الجزائر من السجن”
” الجيش سلطة القوة، نحن الشعب سلطة القرار، القضاة سلطة الدستور”
يمكن ذكر أغنية حريةliberté لأولاد البهجة التي سمي الحراك الجزائري بثورة الابتسامة أو البهجة وهي من تأليف مغني الراب Soulking وقد غنيت بالفرنسية وتم ترجمتها إلى العربية كما يلي:
” من كل صوب قادمون ، ملء الأفواه يهتفون
أمي الجزائر في العيون، نفنى هنا ولا تهون
لكن كل الأماكن ليست تكفينا، فاستنجدنا بالمساكين
ولا نريد غير الخلاص من هذا الطغيان بكل سلام
ولن نعيد غلطة الرصاص ، سترحلون وتزهر الأحلام
أبدا لن نرضى ظلامكم هنا،
ستشرق شمسنا مع الصباح
أبدا لن نرضى استعبادكم لنا ،
أحرار نطير في قلب الرياح
الحرية الحرية ، الحرية لا تأتي بالسكوت
الحرية الحرية ، الحرية نحياها أو نموت”5[5]
مالك بن نبي: ” غَيِّر نَفْسَكَ تُغَيِّرُ التاريخَ ” شعار رفع في التجمعات الحاشدة في برج بوعريريج.
” الثورة لا تستطيع الوصول إلى أهدافها ، إذا هي لم تغير الإنسان بطريقة لا رجعة فيها من حيث سلوكه وأفكاره وكلماته”. زيادة على ذلك قدم الراحل مُوَقِّع الفكرة الأفروأسيوية رؤية استراتيجية للمراحل التي ينبغي أن تمر بها الثورات: ” الثورة لا ترتجل، إنها اطراد طويل يحتوي ما قبل الثورة والثورة نفسها، وما بعدها. والمراحل الثلاث هذه لا تجتمع فيها بمجرد إضافة زمنية. بل تمثل فيها نمواً عضوياً و تطوراً تاريخياً مستمرا. و إذا حدث خلّل في هذا النمو وفي هذا التطور فقد تكون النتيجة زهيدة تخيب الآمال”6[6] الإجابة نجدها عند أحلام مستغانمي في روايته الشهيرة ذاكرة الجسد تنقد التصورات الايديولوجية عن الثورة وتقول عن أهمية النضال الوطني من أجل التحرر ما يلي: “كيف يمكن لإنسان بائس فارغ، وغارق في مشاكل يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة بعشرات السنين ، ان يبني وطنا، أو يقوم بثورة صناعية أو زراعية، أو أية ثورة أخرى؟ لقد بدأت كل الثورات الصناعية في العالم من الإنسان نفسه ولذا أصبح اليابان يابانا وأصبحت أوروبا ماهي عليه اليوم، وحدهم العرب راحوا يبنون المباني ويسمون الجدران ثورة ويأخذون الأرض من هذا ويعطوها لذلك ويسمون هذا ثورة، الثورة عندما لا نكون في حاجة إلى أن نستورد حتى أكلنا من الخارج. الثورة عندما يصل المواطن إلى مستوى الآلة التي يسيرها”7[7].
في حين استفاد محمد أركون: من الثورة العظيمة في العلوم الإنسانية التي شهدها الفكر الغربي والمفهوم الحديث لحقوق الإنسان والمواطنة وسعى إلى إحداث ثورة ابستيمولوجية منهجية في الفكر الإسلامي بالنقد التاريخي لمصادر الإسلام وعمل على طرح الأسئلة الجوهرية الراديكالية وتفكيك الخطابات الأصولية. “إن المواضيع المطروقة والأدوات العقلية والمعطيات الثقافية والمصالح العقائدية والرؤيا التاريخية للفكر الإسلامي لم تنفك تضمر وتفتقر وتتصلب وتتحول إلى قوالب دوغمائية جامدة وتنحط إلى مستوى عناصر المعرفة التكرارية والاتباعية حتى يومنا هذا. ولكن ينبغي هنا أن ندرس الفاصل الليبرالي الممتد من عام 1850 إلى عام 1950 لمعرفة الإمكانيات التي أتيحت آنذاك للفكر العربي الإسلامي من أجل كسر أغلال الأرثوذكسية. وهذا سيفيدنا لاحقا في فتح الأضابير الحارقة من جديد، تلك الأضابير التي أغلقت بدون حق أو بتسرع أو بشكل يشبه الخلسة منذ القرن الرابع هجري العاشر الميلادي”6[8]. لقد كشف أركون عن تزايد أنصار وحراس هذه الأرثوذكسية من حيث هي ظاهرة اجتماعية –ثقافية تعيد فرض نفسها بالقوة والعنف منذ الخمسينات نتيجة استراتيجيات الهيمنة التي اتبعها الغرب تجاه البلدان العربية ومطالبتها بالاستقلال وظهور الأنظمة الشمولية ودعا إلى إحداث قطيعة تاريخية جذرية مع الموروث الثقافي والأرثوذكسية.
لقد كتبت نادية أبو نادر في صحيفة الشرق الأدبي مقالا بعنوان محمد أركون مقاربة جديدة للإسلام جاء فيه ما يلي: ” تكريم أركون اليوم بعد رحيله يعني قراءة أعماله وتفسيرها وتعليمها. بهذه الغاية ، سأحاول مرافقتك أيها القارئ العزيز حتى أتمكن من جمع صورة رجل متعدد الأبعاد أنتج بالفعل ثورة سلمية وإنسانية وحديثة من خلال دراسة العقل الإسلامي وانتقاد أسسه الأساسية.”9[9] فكيف مثل الحراك الشعبي في الجزائر تكريما مستحقا للمفكر الألمعي أركون الذي وقع التشكيك في علاقته بالثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي واتهامه في وطنيته بتعلة موالاته للغرب10[10] وتم طرده بصورة مهينة سنة 1985 من جامعة بجاية بتحريض من داعية محمد الغزالي وجعله بعد ذلك يغادر شعبه ويوصي بدفنه في المغرب؟
لكن ماهي العلاقة المصيرية في المسار الاحتجاجي بين الجزائر والسودان؟ وهل توجد روابط مباشرة موضوعية بينهما؟ وماهي الفوارق الخصوصية بين التجربتين الثوريتين المتزامنتين؟ وهل يجوز القول بالتفاعل الافتراضي الرمزي بينها والتشابك الاتصالي من جهة دور المثقفين والناشطين الحقوقيين؟
أروع شعارات الثورة في السودان:
” ثوار ثوار حن كمل المشوار” —- ” حرية كرامة عدالة والثورة خيار الشعب”
“عصيان مدني، الوعي سلاحنا، قوتنا في السلمية، لا تنازل ولا مساومة”
” سوداني والثورة عنواني بريدو، من عطبرة الحرة ولي بربر الثورة، بريدو
الدامر الغرة تهتف جبل مرة، بريدو ، ومن مدني لي بارا وللثورة مسدارا، بيردو
من بري لي كوبر ديسمبر أكتوبر، ثورة ، الساحة ساحتنا والثورة تشبهنا ، بريدو”
في البداية نشير إلى قصيدة هوانا للشاعر السوداني محمد الفيتوري ورقمها 879 وقد جاء فيها ما يلي:
” الهوى كل هوى دون هونا، نحن من أشعلت الشمس يدانا
والخطى مهما تناءت أودنت ، فهي في دورتها رجع خطانا
واذا التاريخ أغنى أمة، بشهيد فألوف شهدانا
واذا الثورة كانت بطلا ، يطأ الموت ويحتلث الزمانا
فلنا في كل جيل بطل ، مجده يحتضن المجد احتضانا
عرب نحن..وهذا دمنا، يتحدى في فلسطين الهوانا
عرب رايتنا وحدتنا ، حلقت صقرا وحطت في سمانا
عرب..لا أمضغ الملح ، ولا أكسر السيف بعيني مهانا
فأنا أعرف أن الروح من ، روحنا نحن.. وأن الكون كانا
وأنا اعرف أن الشمس في غيبة ، ثم تعود الدورانا
..والمخاضات عذاب ، ولقد تلد الأرحام وحلا واحتقانا
وأنا اعرف أني أمة ، هي عند الله أعلى صولجان
وأنا اركض في بستانها ، خيلا وأغني المهرجانا
وأسألوا التاريخ عنها، ينتفض كل عرق عربي عنفوانا
آه يا ذاكرة الأرض، لكم ثقلت أقدامهم فوق ثرانا
والدجى كان بطيئا، والأسى كان مرا رشفته فتانا “11[11]
بعد ذلك يجدر بنا التطرق الى الناشطة “بلقيس ألاء صالح” أيقونة الثورة السودانية التي اشتهرت بلقب “حبوبتي الكنداكة” صرحت ما يلي : “المرأة السودانية دومًا فاعلة في المجتمع السوداني، وتهتم بقضاياه وتطالب بحق شعبها وحقوقها كامرأة … هذا جزء من تاريخنا. في مملكة مروي القديمة كانت السيدات ملكات ويطلق عليهن لقب كنداكة، وهو ما يستخدم الآن للنساء في هذا الحراك”11[12]
أما الشهيد محمد محمود طه فدوره كان فاعلا وحاضرا بقوة فكأنه يقول اليوم عن الحس الوطني للشعب السوداني ما يلي:” لقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السوداني شعب أصيل، شجاع، كريم .. يجود بالنفس في سبيل العزة، والشرف ولا ينقصه غير القائد الذي يفجر كوامن أصالته، ويحرك حسه الوطني .. فإذا وجد قائدا، في مستواه، فان المعجزات تجري على يديه، والبطولات تسعى إليه خاطبة وده..”13 [13]
في المقابل يذكر الطيب صالح في مقتبسات من روايته الشهيرة موسم الهجرة إلى الشمال ما يلي:
“إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة.أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر.” “ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء.” “ الرجل الأبيض ، لمجرد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا ، سيظل أمداً طويلاً يحس نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف”. ” والكون بماضيه وحاضره ومستقبله اجتمع في نقطة واحدة ليس قبلها ولا بعدها شيء”. ” إنني أقرر الآن أنني أختار الحياة. سأحيا لأن ثمة أناس قليلين أحب أن أبقى معهم أطول وقت ممكن ولأن علي واجبات يجب أن أؤديها، لا يعنيني إن كان للحياة معنى أو لم يكن لها معنى”. ” أي ثمن باهظ يدفعه الإنسان حتي تتضح له حقيقة نفسه وحقيقة الأشياء”14[14]. لقد حركت هذه الأفكار عقول السودانيين وتركت بصماتها في وجدانهم ودفعتهم نحو الحرية لكي يصروا على التقدم واللحاق بركب التطور.
خاتمة:
” لكم أن تقطفوا كل الأزاهير وتبيدوا جميع الورود، لكنكم لا تستطيعون إيقاف الربيع ”
– الشاعر الأممي الشيلي ريكاردو بابلو نوريدا
صفوة القول أن وظيفة المثقفين لا تقتصر على الخروج إلى الشارع والانضمام بالجماهير وإصدار بيانات المساندة وإنما ترتكز على بناء عقل الثورة وتنمية ثقافة السؤال وتسليح الوعي بالجرعة النقدية وإرادة الحياة. كما يعتبر الحراك الاحتجاجي هبة شعبية شاركت فيها عضويا النخب المثقفة واتخذت شكل النضال ضد الفساد والازدراء والتفاوت واتصفت بالتظاهر السلمي والعصيان المدني واستهدفت نيل الكرامة والفوز بالحرية. على هذا الأساس لا يمكن التقليل من الدور الذي لعبه الفكر المستنير والعقلانية الفلسفية والعلوم الإنسانية والفلسفة والأدب الملتزم والشعر الهادف ومختلف الفنون بصفة عامة في تغذية الحراك العربي الراهن بالشعارات الحاسمة والسرديات الثورية والوظيفة الطليعية للطلبة والمهنيين والمربين. هكذا يمكن الاستئناس بقولة حسن حنفي التالية التي دعا فيها بوضوح إلى التجدد الحضاري وحسم المعركة مع الاستبداد وإحراز التحرر الشامل من الأغلال والانعتاق من كل أشكال التبعية والعبودية : ” لا تكرروا التاريخ، إجهاض النهضة العربية الأولى في العصر اللبيرالي، وإجهاض النهضة العربية الثانية في تجربتها القومية الاشتراكية، واحرصوا على نهضة عربية ثالثة تبدأ بالحرية”15[15].
تشتغل الشعوب التي بدأت تتحسس طريق الانعتاق على استعادة الكرامة وتغمرها إرادة الحياة ويتزايد فيها العزم على التخلص من الأسقام النفسية والآفات الاجتماعية والأمراض الاقتصادية والرذائل الأخلاقية التي ولدها الخوف من الاستبداد وانتشار الأنانية التي شجعتها البيروقراطية الإدارية ونظام الفساد والقمع.
يتكون المسار الثوري الذي عرفه الشارع العربي من مجموعة من الموجات ويمكن أن تصل الموجة الثالثة إلى نشر الحرية في جميع أرجاء البلدان الناطقة بالضاد وتحصل الجماعة التاريخية المنحدرة من حضارة إقرأ على حق المواطنة والاعتراف بها ضمن الشعوب الحية القادرة على تقرير مصيرها بنفسها وتقتدر على تحصين سيادتها من خلال نجاعة مؤسساتها العادلة واحترامها للحقوق الإنسانية الكاملة.
حقيق بالمثقفين والمفكرين أن يغيروا الصورة النمطية التي رسمتها الدولة الفاشية لهم والمجتمع الوظيفي الذي يعيشون فيه بصورة كاريكاتورية وأن يمارسوا النقد الذاتي لوضعهم ويتحرروا من اللغة الخشبية ويواكبوا الثورة الرقمية ويلتحموا بالجماهير الحية ويقودوا الاحتجاجات ويدركوا أن الثقافية لا تتحول إلى فائض قيمة في الثورات إلا عن طريق الممارسة الجماعية والالتزام الميداني والإضافة النوعية في الواقع.
لكن هل تستطيع إرادة الشعوب أن تتخطى الحواجز والعراقيل التي تمنع هذه الموجة من الانتشار؟ وكيف يوفر الربيع العربي الشروط المدنية والمقومات الحضارية التي تساعد على قيام نهضة عربية ثالثة؟ وبأي معنى تقترن هذه النهضة الثالثة بالاستئناف الحضاري وصناعة الكونية؟ وأي أفعال حاسمة تبلورها الآن الشعوب في التجربة التاريخية لكي تتزامن ثوراتها ضد الفساد مع ربيع الوطن وحصوله على الحرية؟
الإحالات والهوامش:
[1] Etienne de La Boétie, le Discours de la Servitude Volontaire ,1549, édition Bossard, Paris, 1922.
الجملة الأولى من المقال جاءت كما يلي: “ليس من الجيد أن يكون لديك العديد من الأسياد. لديك واحد فقط ؛ ليكن واحد فقط هو السيد ، وليكن واحد فقط هو الملك.“
[2] أنظر البشروش ( توفيق)، ربيع العربان، أضواء عن أسباب ثورة علي بن غذاهم سنة 1864، مجمع بيت الحكمة، قرطاج، تونس، طبعة أولى،1991.
[3] “رغم عصف الألم رغم قيد ودم، رغم لفح اللّضا بين حلم وهمّ
نجمة الاتحاد في جبين البلاد ، نحن نرسمها حرّة كالعلم
إنّنا عملة عملة لا حياد ، إنّنا عملة وبذور وحقول
ننفض الأتربة عن نشيد العقول، ومع الكادحين ضد قهر السنين
أبدا لا يلين ساعد وقلم، إنّنا عملة عملة لا حياد
يا خطى العامل يا أماني فلاّح ،يا وصايا حشّاد في دروب الكفاح
أبدا لن يضيع حقّكم لن يضيع ، وسنبني الربيع فوق هذه القمم
إنّنا نرعى عملة عملة لا حياد ، نحن نرعى الزهور ونحبّ الجمال
ونريد الطيور حرّة في الأعال، فإذا مرّ الرّبيع لم يكن للجميع
قسما لن نطيع غير صوت الحمم ، إنّنا عملة عملة لا حياد
شمسنا يا عمّال لا تحبّ الظلام ن دربنا يا عمّال دائما إلى الأمام
خطوة صاعدة جبهة صامدة، قبظة واحدة كي نهدّ الظل ” ، – نشيد الاتحاد ، كلمات الشاعر آدم فتحي ألحان صالح التومي، أداء فرقة أولاد المناجم، نشر في جريدة الشعب يوم 276 12 ، 2008.
[4] “ محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
يا أمي يا أخواتي لا تحزنوا، نور الله في قلبي مازال حي،
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر الجبال ،وين يتلاقو أندادي في الساحة رجال
عزك يا تونس شامخ مازال، و الثوري ولدك فارس خيال
محلا القعدة ع المية و محلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر الحدود ، وين يتلاقو اندادي في الساحة صيود
مجدك يا تونس عالي مشهود، والثوري ولدك قدها و قدود
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر البحار، وين يتلاقو اندادي في الساحة أحرار
لا يخافو سلاح و لا طلق النار ، والثوري راجل يأخد بالثار
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع ” ، كلمات أغنية الثورة التونسية.
[5] سول كينغ، أغنية حرية، لرابط: https://www.youtube.com/watch?v=_L0RKCk_7UY
[6] مالك بن نبي، الرشاد والتيه، دار الفكر دمشق، سورية، طبعة 1978، ص14
[7] أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، دار الآداب، بيروت لأبنان، طبعة أولى ، 1993، ص148
[8] محمد أركون، من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي، دار الساقي، طبعة أولى، 1991، ص88.
[9] نادية أبو نادر، محمد أركون ، مقاربة جديدة للاسلام، صحيفة الشرق الأدبي، عدد154، أفريل 2019.
[10] سيلفي أركون، حيوات محمد أركون، منشورا البرزخ ، 2015.
[11] محمد الفيتوري ، قصيدة هوانا ، رقم879،
[12] أغنية الثورة السودانية: “الطلقة ما بتقتل .. بقتل سكات الزول، ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﻋﻔﻴﻠﻲ ..ﻭﻋﺪﻱ ﺍﻟﻘﻄﻌﺘﻮ ﻣﻌﺎﻙ ..
ﺇﻧﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻤﻨﻮﻉ .. ﻓﻲ ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ، ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ .. ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺗﻐﻠﻲ ..
ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺩﻳﻞ .. ﺍﻟﺸﻮﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﺎﻳﺒﻴﻦ ﺗﻔﺎﻫﺎﺗﻢ ..ﺳﺠﻨﻮﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﺣﺮﻗﻮﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﺣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﻛﺘﻠﻮﻧﺎ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺮﻱﺀ ﻳﻤﺔ .. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ .. ﺇﻥ ﺧﻠﻰ ﺣﻘﻮ ﻳﻤﻮﺕ ..
ﺑﻴﺨﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﻴﻄﺎﻥ .. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺗﻤﺮﻕ ..ﺗﻤﺮﻕ ﺗﻘﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺪ .. ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ..
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ .. ﺇﻥ ﺷﺎﻑ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻜﺮ ..ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺘﻢ ﻳﺴﻜﺖ ..؟!!
[13] جريدة الأخبار، معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية، الكتاب الأول، موقع فكرة، الرابط: https://www.alfikra.org/
[14] الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال، دار العودة، بيروت، لبنان، طبعة أولى 1966، 176 صفحة
[15] د حسن حنفي، سلسلة مقالات، جريدة الاتحاد.
كاتب فلسفي
[1] Etienne de La Boétie, le Discours de la Servitude Volontaire ,1549, édition Bossard, Paris, 1922.
الجملة الأولى من المقال جاءت كما يلي: “ليس من الجيد أن يكون لديك العديد من الأسياد. لديك واحد فقط ؛ ليكن واحد فقط هو السيد ، وليكن واحد فقط هو الملك.“
[2] أنظر البشروش ( توفيق)، ربيع العربان، أضواء عن أسباب ثورة علي بن غذاهم سنة 1864، مجمع بيت الحكمة، قرطاج، تونس، طبعة أولى،1991.
[3] “رغم عصف الألم رغم قيد ودم، رغم لفح اللّضا بين حلم وهمّ
نجمة الاتحاد في جبين البلاد ، نحن نرسمها حرّة كالعلم
إنّنا عملة عملة لا حياد ، إنّنا عملة وبذور وحقول
ننفض الأتربة عن نشيد العقول، ومع الكادحين ضد قهر السنين
أبدا لا يلين ساعد وقلم، إنّنا عملة عملة لا حياد
يا خطى العامل يا أماني فلاّح ،يا وصايا حشّاد في دروب الكفاح
أبدا لن يضيع حقّكم لن يضيع ، وسنبني الربيع فوق هذه القمم
إنّنا نرعى عملة عملة لا حياد ، نحن نرعى الزهور ونحبّ الجمال
ونريد الطيور حرّة في الأعال، فإذا مرّ الرّبيع لم يكن للجميع
قسما لن نطيع غير صوت الحمم ، إنّنا عملة عملة لا حياد
شمسنا يا عمّال لا تحبّ الظلام ن دربنا يا عمّال دائما إلى الأمام
خطوة صاعدة جبهة صامدة، قبظة واحدة كي نهدّ الظل ” ، – نشيد الاتحاد ، كلمات الشاعر آدم فتحي ألحان صالح التومي، أداء فرقة أولاد المناجم، نشر في جريدة الشعب يوم 276 12 ، 2008.
[4] “ محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
يا أمي يا أخواتي لا تحزنوا، نور الله في قلبي مازال حي،
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر الجبال ،وين يتلاقو أندادي في الساحة رجال
عزك يا تونس شامخ مازال، و الثوري ولدك فارس خيال
محلا القعدة ع المية و محلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر الحدود ، وين يتلاقو اندادي في الساحة صيود
مجدك يا تونس عالي مشهود، والثوري ولدك قدها و قدود
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع
راجع راجع لبلادي عبر البحار، وين يتلاقو اندادي في الساحة أحرار
لا يخافو سلاح و لا طلق النار ، والثوري راجل يأخد بالثار
محلا القعدة ع المية ومحلا الربيع ، محلا الثورة التونسية تضم الجميع ” ، كلمات أغنية الثورة التونسية.
[5] سول كينغ، أغنية حرية، الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=_L0RKCk_7UY
[6] مالك بن نبي، الرشاد والتيه، دار الفكر دمشق، سورية، طبعة 1978، ص14
[7] أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، دار الآداب، بيروت لأبنان، طبعة أولى ، 1993، ص148
[8] محمد أركون، من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي، دار الساقي، طبعة أولى، 1991، ص88.
[9] نادية أبو نادر، محمد أركون ، مقاربة جديدة للإسلام، صحيفة الشرق الأدبي، عدد154، أفريل 2019.
[10] سيلفي أركون، حيوات محمد أركون، منشورا البرزخ ، 2015.
[11] محمد الفيتوري ، قصيدة هوانا ، رقم879،
[12] أغنية الثورة السودانية: “الطلقة ما بتقتل .. بقتل سكات الزول، ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺃﻋﻔﻴﻠﻲ ..ﻭﻋﺪﻱ ﺍﻟﻘﻄﻌﺘﻮ ﻣﻌﺎﻙ ..
ﺇﻧﻮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻤﻨﻮﻉ .. ﻓﻲ ﺷﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ، ﻳﺎ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ .. ﻟﻤﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺗﻐﻠﻲ ..
ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﺩﻳﻞ .. ﺍﻟﺸﻮﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺟﺎﻳﺒﻴﻦ ﺗﻔﺎﻫﺎﺗﻢ ..ﺳﺠﻨﻮﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﺣﺮﻗﻮﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﺣﻘﺮﻭﻧﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..ﻛﺘﻠﻮﻧﺎ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ..
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺮﻱﺀ ﻳﻤﺔ .. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ .. ﺇﻥ ﺧﻠﻰ ﺣﻘﻮ ﻳﻤﻮﺕ ..
ﺑﻴﺨﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺷﻴﻄﺎﻥ .. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺗﻤﺮﻕ ..ﺗﻤﺮﻕ ﺗﻘﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺪ .. ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ..
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ .. ﺇﻥ ﺷﺎﻑ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻜﺮ ..ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺘﻢ ﻳﺴﻜﺖ ..؟!!
[13] جريدة الأخبار، معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية، الكتاب الأول، موقع فكرة، الرابط: https://www.alfikra.org/
[14] الطيب صالح، موسم الهجرة إلى الشمال، دار العودة، بيروت، لبنان، طبعة أولى 1966، 176 صفحة
[15] د حسن حنفي، سلسلة مقالات، جريدة الاتحاد.
التعليقات مغلقة.