واشنطن وتحكّمها بالقمم العربية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الثلاثاء 30/4/2019 م …
يتصور البعض في السابق ان التاثير الامريكي ” سياسيا واقتصاديا وعسكريا ” ينحصر في حكومات الاتحاد الاوربي او الانظمة الفاسدة السائرة في فلك المخططات الامريكية فتحولت سياسة تلك الدول الى سياسة ذيلية وكل ما كنا نسمعه في واشنطن من قرارات منفلته يتردد صداه اوتوماتيكيا في لندن وباريس وبرلين وعواصم اخرى في منطقتنا لكن عندما وصل الحال الى استخفاف الولايات المتحدة بحليفاتها الغربيات ومما رسة ضغوط اقتصادية عليها قد تضر باقتصادياتها هنا انتفضت بعض العواصم الغربية وبتنا نسمع عن خلاف اخذ يطفوا على السطح لكن تبقى الامور العسكرية حكرا بيد واشنطن زعيمة حلف ” ناتو ” العدواني وقائدته.
اما انظمة الفساد والعمالة فكم من المرات يتعرض زعماؤها للاهانة الامريكية علنا والاستخفاف وحتى التحقير و”حلبهم حلبا مريعا” قد يوصلهم يوما ما حد الافلاس يقابل كل ذلك بمزيد من الرضوخ وطاطاة الرؤوس .
ربما كان البعض يعتقد ان الامر يتوقف عند هذا الحد وان هناك تاثيرا للولايات المتحدة على انظمة في منطقتنا بعينها لكن المؤسف ان واشنطن باتت تتحكم بل وتؤثر ليس على قرارات الجامعة العربية بل حتى القمم العربية وهو ما اكده مسؤول روسي رفيع المستوى قائلا : ان واشنطن عطلت مناقشة القمة العربية الاخيرة مسالة استعادة سورية عضويتها في الجامعة العربية وسبق ذلك ومنذ الازمة السورية انفضح وبصورة جلية ان ” واشنطن” تتحكم بهذه الجامعة مثلما تتحكم بمسيرة النفط متى ترغب في ايصال اسعاره الى الحضيض حتى لو اضر بشعوب دول نفطية معروفة وهو ما يحصل اليوم.
نحن على قناعة تامة بان النفط هذه الثروة التي حباها الله لبعض من الدول ويفترض ان تسخر لخدمة الشعوب واسعادها اصبحت وبالا على تلك الشعوب بل ان نيران تلك الثروة اخذت تحرق اليابس والاخضر ويجري تسخير موارد تلك الثروات لخدمة المشاريع الامريكية والغربية اضافة الى دعم المخططات الامريكية والغربية وصرف المليارات من الدولارات خدمة للارهاب الدولي الذي يعبث بالمنطقة باشراف امريكي ومساهمة انظمة معروفة حليفة للولايات المتحدة بدعمه ماليا فضلا عن تسهيلات تقدم لمرور” جماعات هؤلاء ” القتلة” والسفاحين” من دول في المنطقة في مقدمتها تركية للتخريب والتدمير والقتل في دول لاتروق سياستها لواشنطن واسرائيل كما حصل في سورية والعراق وفي دول اخرى عربية .
المسؤول الروسي الكسندر لافرينتييف المبعوث الرئاسي الخاص الى سورية اكد في تصريحاته ان الثقل الاكبر في استعادة العلاقات بين سورية والدول العربية يقع على عاتق هذه الدول مشيرا الى ان سورية لم تكن المبادرة في مغادرة الجامعة العربية معتبرا عودة بعض الدول فتع سفاراتها في دمشق مهمة جدا وهي اولوية الاولويات.
المسؤول الروسسي بدا في تصريحاته اكثر حرصا على امة العرب التي تمزقها الخلافات والولاءات للاجنبي على حساب مصلحة الوطن ووحدة الشعوب العربية حتى من انظمة تحمل ” يافطات عربية واسلامية” لكنها تسخر كل خزائنها واموالها التي هي اموال الشعب لخدمة المخططات الامريكية والاسرائيلية بالضد من اردة الشعوب العربية بما في ذلك شعوبها المبتلاة بهؤلاء الحكام.
لاغرابة اذا حين تمتد يد” العم سام” الى القمم العربية وفق المسؤول الروسي بعد ان حولت جامعة الدول العربية الى منظمة تابعة و”متفرجة” على الاوضاع العربية الكارثية التي حلت بالامة وشعوبها بل ان واشنطن سخرتها مرات عديدة لاتخاذ قرارات تخدم مشاريعها ووصلت حد التامر على دول اعضاء فيها ومن مؤسسيها مثل العراق وليبيا وسورية.
فهل بقيت قيمة لشيئ اسمه ” الجامعة العربية” بعد كل الذي حصل؟؟ وهل سورية باتت تواقة للعودة الى الجامعة بعد كل مانراه ؟؟
لانظن ذلك لان وجودها او عدمه سيان بالنسبة للمواطن العربي ” الذي ادرك ان الجامعة العربية ماهي الا مسمى فقط وان كل قراراتها لاتغني ولاتسمن شانها بذلك شان القمم العربية ؟؟؟
التعليقات مغلقة.