على رئيس بلدية الكرك الإعتذار والتنحي / د. أنيس الخصاونة
أن يقوم وزير في الحكومة أو موظف عام معين بالتواصل أو التطبيع مع الكيان الصهيوني فهذاموقف لا نحبه ولا نتقبله، ولكننا يمكننا تفهمه على اعتبار أن هناك معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني ،وهذه المعاهدة بعجرها وبجرها تم الموافقة عليها من قبل السلطة التشريعية التي لن يغفر التاريخ والشعب الأردني خطيئتها.
منذ توقيع اتفاقية وادي عربة المشؤومة نشأت هوة كبيرة بين الموقف الحكومي الرسمي والموقف الشعبي تجاه التواصل والتطبيع مع اسرائيل فغدت الحكومة في واد والموقف الشعبي الأردني الرافض للتطبيع في واد آخر.
حكومة الصهاينة غرب النهر تدرك تماما حقيقة الموقف الشعبي الأردني تجاه إسرائيل وتدرك أن اتفاقية وادي عربة لم تمكن الإسرائيليين من تحقيق الكثير من المكاسب التطبيعية والسياسية مع الأردنيين الذين لم يروا في اسرائيل يوما إلا كيانا محتل غادر قاتل للأطفال سارق للأراضي ومنتهكا للحرمات والمقدسات.
لا يمكن للأردنيين في الربة وبتير وأدر والفيصلية وحوشا والنعيمة أن يتقبلوا أو يتوقعوا من رئيس بلدية منتخب مباشرة من قبل المواطنيين أن يقوم بالتطبيع مع ثلة من السياح الصهاينة في الكرك ،ويقوم باستضافتهم في بهو أقدم بلديات الأردن التي تأسست قبل ولادة إمارة شرق الأردن بنحو ثمانية عشر عاما.
نعم إنه من المؤلم لا بل من المعيب أن يقوم رئيس بلدية منتخب جماهيريا باستضافة سائحين صهاينة والإنعام عليهم بالدروع باسم بلدية عريقة تداول على رئاستها شرفاء وأسماء كبيرة أمثال يحيى الصرايرة وفارس المجالي وارفيفان المجالي ودليوان المجالي وحسين الطراونة وغيرهم ممن تركوا بصمات بارزه في تاريخ الكرك وأهلها.
رؤساء البلديات لا يمثلون بتصرفاتهم شخوصهم ولا يعكسون بقراراتهم اتجاهاتهم ومواقفهم الشخصية ،فهم إفرازات تم صناعتها من وجدان الجماهير وهم مخرجات لعمليات انتخابية جماهيرية تمثل إرادة الناس وبالتالي فإن جل قراراتهم ينبغي أن تعكس الرأي العام للذين انتخبوهم .السيد ابراهيم الكركي بموقعه كرئيس لبلدية الكرك يمثل أهل الكرك جميعا عليه أن يعتذر عن تصرفاته تجاه السياح الصهاينة وتكريمهم في باب بلدية الكرك. إن أقل ما يقال في تصرف رئيس بلدية الكرك هو أنه لا يمثل اجتهادا ولا كياسة ولا كرم ضيافة بقدر ما يمثل إساءة للكرك وعراقتها وتاريخها في التصدي للحملات العدوانية علىها.
اهل الكرك بما فيهم عائلة الكركي العريقة والمشهود لرجالها بالوطنية والأردنيون عامة لا يرحبون بالصهاينة المحتلين قتلة الأطفال والنساء ومن تسببوا في تشريد شعب بأكمله ونهب مقدراته .الأردنيون كدأبهم دائما يرفضون التعامل مع من امتهن كرامة المسلمين والمسيحيين في فلسطين ومع من انتهك حرمات مقدساتهم.
لا نريد سياحتهم وعلى الصهاينة أن يدركوا أنهم غير مرحب بهم في الكرك وسائر الأراضي الأردنية.على رئيس بلدية الكرك السيد ابراهيم الكركي الاعتذار ليس فقط من أهل الكرك الذين انتخبوه وصنعوا منه شخصية عامة مهمة ،بل عليه الاعتذار من الأردنيين في الثنية والقادسية وكتم وام العمد والمخيبة الفوقاوالخناصري والطرة وعقربا. رؤساء البلديات يمثلون الجماهير وإرادتها ويستمدون شرعيتهم وشرعية قراراتهم من وجدان الذين انتخبوهم وليس من معاهدة وادي عربة ولا من أروقة ودهاليز السياسة وتصرفات الساسة.
التعليقات مغلقة.