احداث فنزويلا زادت من كشف وجه ” واشنطن ” القبيح / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 4/5/2019 م …
لم يعد تخفي الولايات المتحدة الامريكية او تتردد بالاعتراف كما كانت تفعل في السابق من انها لاتقف وراء هذا الانقلاب العسكري الدموي هنا او هناك كما كان يحصل في السنوات الماضة وباتت تمارس سياسة مستهترة قل نظرها امام العالم وبلا حياء ضاربة عرض الحائط ” شيئا اسمه قوانين دولية” والتدخل في شؤون الدول الاخرى او احترام ارادة الشعوب .
واخذت تغطي وجهها القبيح بيافطة يتكفل بترديدها يوميا عنصريون امثال وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات سابقا بومبيو وبولتون كريه الطلعة والشكل والمنظر سكرتير الامن القومي انها تسعى الى تغيير هذه الحكومة او تلك وفق هواها وتحت ذريعة تفتعلها اجهزة استخباراتها وما اكثر تلك الذرائع ” او بحجة تقديم المساعدة للشعب الفلاني” لينال حريته او اشاعة ” ديمقرا طيتها المزعومة” او بذريعة ان هذا النظام السياسي في هذا البلد يشكل خطرا على الامن القومي الامريكي الى اخر هذه الاكاذيب.
وتحولت” سيدة العالم الحر” كما يحلوا للبعض ان يسميها الى ” عصابة” منحت نفسها حق التحكم بمناطق العالم تفرض العقوبات بدلا عن مجلس الامن الدولي او الامم المتحدة وتهدد وتعربد وتكيل التهم الجاهزة للاخرين وتفبرك الروايات المختلقة الكاذبة على الطريقة الهتلرية وان من يقف بوجهها او يتصدى لسياستها العدوانية يستحق العقاب الصارم” اعتداءات ” اغتيالات” تامر” الى اخر هذه الاساليب التي تمارسها المافيات الدولية الى جانب العقوبات احادية الجانب التي تحولت الى مسرحية سمجة .
الازمة الاخيرة في فنزويلا ازاحت القناع تماما عن وجه واشنطن البشع” ممثلا ب” غوبلز” البيت الابيض ” ومستشاره للامن القومي جون ” بول تون” وسيد البيت الابيض ترامب صاحب 1200 كذبة وفق صحيفة امريكية وبقية افراد الطاقم في البنتاغون واجهزة الامن والاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” التي وقفت وتقف وراء الانقلابات العسكرية في الدول الاخرى.
وللتذكير فقط فان وكالة الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” كانت وراء العديد من الانقلابات العسكرية وان تاريخها الاسود يغص بالمجازر الدموية في دول عديدة وانها نفسها افرجت عن وثائق تفيد بانها متورطة في تلك الانقلابات منها الانقلاب على حكومة مصدق في ايران عام 1953 والانقلاب في غواتيمالا عام 1954 واشعال حرب اهلية في كونغو الديمقراطية ” كينشاسا عام 1961 بعد ان تصدر المشهد الاجرامي جنرال عميل لها وانقلاب الدومنيكان عام 1963 ثم تدخلت عسكريا لمنع الثورة ضد الانقلابيين وكان لها دور خفي في انقلاب حدث في جنوب فيتنام عام 1963 ثم تورطها في الحرب الفيتنامية فضلا لغزوها جزيرة غرينادا في الثمانينات الى جانب ارتكاب عدوان سافر على يوغسلافيا السابقة قادته واشنطن تحت مظلة ” ناتو” العدواني وجرى تمزيق وشرذمة البلاد الى دويلات ضمت معضمها لاحقا الى حلف ناتو لتطويق روسيا بينها دويلات مغمورة.
وغزت العراق عسكريا تحت اسباب واهية وغير موجودة اصلا وجرى قتل الالاف من ابنائه وتدمير بنيته التحتية ونهب الاموال والذهب الموجودة في البنك المركزي عام 2003 ثم التعامل مع البلاد كمستعمرة امريكية وسط صمت مسؤولين جاءوا الى السلطة عقب عام الغزو الى جانب غزو افغانستان واحتلالها وقتل الابرياء وتنصيب حكومة موالية لواشنطن وهاهي ترتكب الجرائم في سورية حيث توجد قوات عسكرية على الاراضي السورية بصورة غير مشروعة .
بعد كل هذا المسلسل الدموي والتدميري في العالم وقتل الشعوب تطلع علينا” ماما امريكا” ” بفرية” الدفاع عن شعب فنزويلا فقد جربت حظها العاثر في فنزويلا مؤخرا في محاولة انقلابية فاشلة للتخلص من حكومتها الشرعية من خلال الاعتماد على عملاء امثال غوايدو رئيس البرلمان وعميل اخر هو” ليوبولدو لوميز” رئيس حزب يطلق على نفسه ” حزب الارادة الشعبية الذي لجا الى السفارة الاسبانية في كراكاس بعد فشل الانقلاب العسكري الاخير المدعوم امريكيا ضد حكومة الرئيس الشرعي مادورو واخذ يصرح ويتوعد ” كراكاس” وهو يحتمي باسوار السفارة الدبلوماسية وسط العاصمة.
هذه هي الولايات المتحدة التي يستحق قادتها بعد كل تلك الجرائم والابادة الجماعية ضد الشعوب التي ارتكبوها ان يمثلوا امام المحاكم الدولية كمجرمي حروب وليس حربا واحدة كما مثل عدد من مساعدي هتلر بعد هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية عام 1945 .
التعليقات مغلقة.