الرموز الوطنية العراقية وفق فهم “عراقيي امريكا ” في السلطة / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السيت 22/8/2015 م …
وسط هذه الاحداث المتسارعة في العراق اثر التظاهرات التي تطالب باجراء اصلاحات جدية واستئصال بؤر الفساد التي تعشعش في المؤسسات الحكومية بالبلاد منذ عام 2003 ومحاكمة المفسدين وتوفيرالخدمات للمواطن وسط كل ذلك هناك من بات يستخدم الفاظا لاتليق بالبشر مثلما استخدم اخرون صورا لمسؤولين ” كبار” في السلطة وانهالوا عليها ركلا وضربا بالاحذية وكرروا ترديد مصطلحات بالمفهوم العراقي ترقى الى الابتذال كل هذا يحصل و” الجماعة” متمسكين ب” المنصب باعنبارهم ” قادة العراق” حتى اخر ” فردة حذاء” بحوزة المتظاهرين دون وجل او قليلا من الحياء ليجسدوا مقولة المصريين” اللي اختشوا ماتوا”.
كل هذا يحصل وجماعة السلطة لايترددون عن الظهور من على شاشات الفضائيات يتفلسف بعضهم باعتباره” قائدا” له جماهيره التي لاتتخلى عنه بصرف التظر عن المسميات والاوصاف التي يطلقها المتظاهرون عليه الان لان هؤلاء المتظاهرين من وجهة نظره لايمثلون كل الشعب العراقي الذي قدر احد وزراء السلطة عدده ب” 34″ مليون نسمة دون ان يتطرق الى 12 عاما من حصاد الارواح والموت المجاني اليومي بالمفخخات والعبوات الناسفة والكواتم لتات داعش وتواصل حصد ارواح الابريا ء ويتواصل هذا الحصد حتى الان فضلا عن الذين هاجروا وتركوا العراق وهم بالملايين مع كل ذلك فان نفوس العراق ” 34″ مليون نسمة وفق بيان جبر الذي يقول ان بامكانه وتيار اخر حليف ان يوعزوا الى الملايين بالخروج في تظاهرات دون ان يكترث بالاوصاف والمسميات التي يطلقها المتظاهرون عليهم بما فيهم هو نفسه ” الفاشل” صاحب” الوزارات الثلاث” خلال السنوات الكارثية التي اعقبت الاحتلال وهي وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة النقل ولاندري اي وزارة تنتظره مستقبلا لانه “ بيان طماطة “ وليس بين جبر يرهم على كلشي .
هؤلاء كما يبدوا استسهلوا الالفاظ والاوصاف التي تطلق عليهم ” حرامية” لصوص” فاسدون ” فاشلون وباتوا يمررون مثل هذه المسميات والالفاظ كما يمررون السرقات عبر الحدود هذه الاوصاف التي لو اطلقت على شخص في السابق فان العرف الاجتماعي والاخلاقي وحتى العشائري لاسيما وهم يتشدقون باسم ” العشيرة” الى جانب الدين لايرتضيها احد وان من يطلقها على الاخرين يخضع للمساءلة من قبل ” المجتمع” هذا كان في السابق ولكن ليس الان على ” طريقة المساءلة والعدالة المغيبة بين الوسط الحكومي المتسلط في العراق.
وزير المواصلات يستخف بالمتظاهرين وبطريقة “ تنم عن غطرسة وتهور” ” مثلما استخف قبل ذلك بعمال السكك عندما تظاهروا مطالبين بدفع رواتبهم ” تصوروا اية عينات هذه التي تحكم العراق؟؟.
يبدوا ان حكام العراق الفاشلين الذين منحهم الشعب اكثر من عقد من السنين دون ان يقدموا شيئا لايفهمون ماذا يعني ان تطلع ام عراقية فقد عزيزا لها وهي تبحث عنه كما تبحث امهات وزوجات ” فاجعة سبايكر” عن الالاف الذين لم يعرف عنهم شيئا بعد ان اصبحوا في غياهب ومتاهات النسيان جراء مغامرات هؤلاء اللصوص والفاشلين في ادارة سلطة وليس دولة في العراق ولاكثر من ثلاثة عشر عاما.
هؤلاء لايفهمون بل لايشعرون ولن يحسوا بالخجل من مشهد ام عراقية تبحث في مكبات القمامة عن مصدر عيشها وعيش اطفالها في عراق نهبوا ثرواته وسرقوا خيراته ان مثل تلك المشاهد بمثابة عار يلحق بجميع الموجودين في السلطة .
هؤلاء كما يبدوا ومن خلال تصريحاتهم لن يريدوا ان يستوعبوا ان هؤلاء المتظاهرين بصرف النظر عن بعض وسائل الاعلام الى تسعى لتوجيههم ووصل الحال بان نقودهم مثلما توجه كبار المسؤولين بالسلطة وقد حولتهم تلك الفضائيات الى اضحوكة تنتقص منهم وهم يستحقون كل ذلك وباتت تزدري منهم وتسخر من تحركاتهم واحاديثهم .
ان هؤلاء المتظاهرين مهما كان عددهم اصحاب حق وان حقهم لن يضيع كما ان مطالبهم مشروعة اما تصريحات وزير النقل وغيره فتعد دليلا على استخفاف ” حرامية ولصوص ” المنطقة الخضراء بالشعب العراقي مثلما يستخف بالشعب كل من يتحدث عن ” رموز وطنية ” في السلطة لان السنوات التي اعقبت غزو واحتلال العراق اكدت ان جميع الذين تناوبوا على السلطة وبجميع المناصب “ كيانات واحزاب ومسميات اخرى عربا وكردا وغيرهم ” هم بمثابة منتفعين مجردين من الحس الوطني .
الرمز الوطني هو من يشعر شعور المواطن يحزن لحزنه ويفرح لفرحه لا ان يجلب له المصائب والكوارث مثلما هو حاصل الان .
الرمز الوطني هو الذي يطغى لديه حب الوطن والمواطن لا ان يسرق وينهب ويستاثر بالمنصب ويتعالى على الاخرين .
الرمز الوطني هو الذي يصل الى الحكم من خلال الجماهير لا ان يمن عليه الاجنبي بالمنصب ويستغل هذا المنصب ابشع استغلال وهو مايحصل في العراق منذ غزوه واحتلاله وحتى الان.
كفاكم احاديث مضحكة عن ” انتخابات ” جاءت بكم الى السلطة لاننا نعلم جيدا لولا المحتل الامريكي لما استطاع احدكم ان يجتاز منطقة طريبيل او يجتاز اي نقطة حدودية عراقية هذا ما يتعلق بالذين كانوا في الخارج وقدموا مع قدوم دبابات العم سام .
اما الذين كانوا في الداخل من الموجودين في السلطة فهم “انتهازيون ولغافة بامتياز ” وفي كل العهود ومن الذين يستغلون الفرص فكانت فرصتهم بعد ان ادوا الولاء للمحتل والى حكومات مجاورة للعراق تخدم سياسة واشنطن والدول الاستعمارية الاخرى في المنطقة .
لاوجود لرموز وطنية في ” السلطة” التي جاء بها المحتل الامريكي وبات من حق الشعب العراقي ان يشير لهم جميعا ب” الخيانة” وهم يستحقون اكثر من تلك الاوصاف والتسميات التي يطلقها المتظاهرون عليهم واخذنا نشاهدها من على شاشات الفضائيات ..
اغربوا عن وجه العراق يامن جلبتم العار للوطن شعبه ؟؟؟
التعليقات مغلقة.