شهداء سورية… هم الجسر الذي نعبر من خلاله إلى النصر / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن شهداء سورية

د. خيام الزعبي – جامعة الفرات ( سورية ) الأربعاء 8/5/2019 م …

شهداء سورية عبر التاريخ لا يعدوا ولا يحصوا، فمنذ فجر التاريخ قدم أبناؤها أرواحهم فداء لها ودفاعاً عنها ضد الإرهاب، فهي دائماً مقبرة الغزاة ودرع حماية المنطقة بأكملها، وقدمت خيرة شبابها ورجالها من أجل جلاء المستعمر الفرنسي، وكان السوريون في مقدمة المدافعين عن فلسطين في حرب 48، وتجلت بطولة أبنائها أثناء حرب تشرين التحريرية التي ثأرت فيها سورية لكرامتها محطمة أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، من هنا.. فإن للسوريين تاريخاً ممتداً مع الشهادة، تاريخاً يختلف عما ألفته حضارات العالم… لأنها تحولت لمعنى ولقيمة توارثناها عبر العصور، وجرت فينا جيناتها مجرى الدم في العروق … حتى وصلت لعصرنا الحديث.




 تحيي سورية عيد الشهداء في وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود  الذي يحصد يومياً خيرة أبنائها من الضباط والمدنيين،  لذا فإن سورية حريصة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن، وقد افتخرت بهم دولتهم وقادتهم وشعبهم لترفع بهم رأسها عالياً شامخاً تزهو حباً وشرفاً وعزاً بما سطروه من أمجاد في ميادين البذل والعطاء والتضحية لذلك  فإن دماء الشهداء هي التي كتبت تاريخ سورية ووضعت الأساس لبناء سورية الحديثة، ودعم قدرتها على مواجهة التحديات بفضل التلاحم بين شعبها وجيشها الباسل.

اليوم نحن في ساحة مواجهة حقيقية مع من لا يريدون الخير لسورية، وكان مخططهم يهدف إلى تدمير وضرب سورية مهما كان الثمن، حتى يسهل لهم السيطرة على المنطقة كلها، ولهذا تركزت كل أحقادهم على سورية لتحقيق هذا الهدف، هنا نتساءل، لماذا تتركز الآن العمليات الإرهابية ضد سورية، أكثر من غيرها من الدول الأخرى، فالبعض يراها هي محاولة الإرهابيين الانتقام من الشعب السوري كونه أسقط ودمر حلمهم في بناء الشرق الأوسط الكبير وتحقيق أهدافهم الخبيثة  فكان لابد من ضرب سورية، وكما أقول دائماً أن سورية هي القلعة القوية القادرة على الصمود والتصدي.. وأيضاً على رد العدوان، ليس فقط عنها وحدها، ولكن عن كل ما حولها.

الذين ينتظرون من وراء مكاتبهم تقارير سقوط سورية وانكسارها أمام داعش وأدواتها، سينتظرون كثيراً، لأن سورية تمتلك إرادة الانتصار على المؤامرة والمتطرفين، والأهم في الحرب السورية أن الجيش السوري امتلك إرادة المواجهة، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة، والصفعة الكبرى كانت في مقابلة الرئيس الأسد الأخيرة التي كان مليئة بالتحدي والإصرار أغلقت الباب أمام أي آمال وتمنيات بسقوط سورية، كما شكلت دفعة قوية ورفع من معنويات القوات العسكرية التي تقاتل في الميدان. 

إن شهداؤنا في ساحات القتال، إنما يكتبون بدمائهم تاريخ سورية، ويمثلون نموذجاً للبذل والعطاء والانتماء، فكل قطرة من دماء هؤلاء الأبطال تمثل سيمفونية حب لتراب الوطن، فجميعهم، كانوا مؤمنين بأن الشهادة ستظل تاجاً على رؤوس أبنائهم وأهلهم وذويهم، وموقنين بأن أسماءهم ستكتب بأحرف من نور في سجلات الفخر والوطنية، لذا نجدهم يتسابقون في ساحات القتال إلى نيل شرف الشهادة.

نحن أبناء هذا الوطن “سورية”، مهما قلنا وكتبنا في حب الوطن لن نوفيه حقه، بل إن من حقه علينا أن نعمل جميعاً من أجله بكل صدق وأمانة، وأن نضحي بالغالي والنفيس في سبيله، فسورية لا تنسى أبناءها وتحمل في ذاكرتها دائماً من يضحون دفاعاً عنه في ساحات العز والفخر، وتعتز بتضحيات الشهداء الأبرار، وما يمثلونه من قيم الشجاعة والإقدام والفداء.

مجملاً…. أؤكد أن شهداء سورية سيبقون رمزاً نفتخر به ما حيينا، وستبقى ذكرى استشهادهم مصدر اعتزاز لكل من تشرّب قلبه حب هذه الأرض، وسال دمه فداء لترابها والنهاية مع تحالف الشر محسومة سلفا على أيدي أبطال هذا الشعب بوحدة الجبهة الداخلية وبالصمود الأسطوري وستنتهي أطماعهم وستضع الحرب أوزارها وستكسر شوكة المتآمرين على أيدي رجال الجيش في الجبهات المتقدمة و المتماسكة والقوية وأختم مقالي بالقول …. ستنهض سورية وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، بفضل دماء شهداؤها  المخلصين الذين يعرفون أن غرق سورية هو السبيل الأول والأخير لإعادة رسم خارطة المنطقة وتقسيم دولها، وتوزيع الأدوار فيها، لذلك فإن سورية سوف ننتصر بدماء شهداؤها.. ونحطم الإرهاب وستبقى صامدة وستبقى مدى التاريخ .

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.