«ورَقَتا» ترمب لإعادة انتخابِه .. حرب على إيران و«صَفقَة» القرْن؟ / محمد خروب
أوصلت الادارة الاميركية مُتعهدة افتعال الأزمات وإشعال الحروب، الأمور في المنطقة الى حال غير مسبوقة من التردّي والتوتّر، على نحو يُنذر بخروج الأوضاع عن نطاق السيطرة وانفلات الفوضى فيها, لن تستطيع حاملات الطائرات وبالتأكيد سرب القاذفات الإستراتيجيّة, التحكّم بها أو ضمان تحقيق انتصار اميركي, في زمن لم تعد فيه «الإرادة» الاميركية وحدها تنظم حركة الميادين او تضبطها وفق ايقاع جنرالات البنتاغون.
وإذ تجمّعت فجأة سلسلة من التسريبات المُبرمَجة بدأتها صحيفة وول ستريت جورنال المعروفة ارتباطاتها الاستخبارية وقربها الشديد من المجمع الصناعي العسكري المالي, بـ«الكشف» عن خطط ايرانية لاستهداف القوات الاميركية في الشرق الاوسط براً وبحراً, ولم تنته بالطبع مع إلغاء بومبيو زيارته لبرلين بسبب «مسائل مُلِحّة»، وهبوطه فجأة في بغداد مُتهماً طهران بتصعيد أنشطتها بشكل مبالغ فيه في المنطقة. فإن ما «كشفته» ايضاً صحيفة «اسرائيل اليوم» (وهي صحيفة نتانياهو التي اصدرها ملياردير كازينوهات القمار اليهودي الاميركي شيلدون أدلسون خصيصاً لدعمه) عن «وثيقة» يتداول فصولها «السِرّية» موظفو وزارة الخارجية الاسرائيلية لصفقة ترمب، يندرج في إطار لعبة الإرباك المقصود على نحو يترك المنطقة..شعوبها والانظمة (بما فيها التي تزعم صداقتها وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن), نهباً للشكوك وانعدام اليقين ويحول دونها واتخاذ قرارات او تبنّي مواقف او خيارات حاسمة, بانتظار ما يقرره سيد البيت الابيض ورهط مستشاريه من اليهود والمتصهينين.
حرب اميركية على ايران تبدو مُستبعَدة لاسباب ليس أقلها ان ايران ليست عراق 2003, والاوضاع الاقليمية بعد ستة عشر عاماً من الفشل الاميركي الموصوف في العراق وافغانستان لا تسمح لترمب الساعي الى تجديد ولايته، بالذهاب الى حرب غير مضمونة النتائج. كذلكً في ظل الازمات والتوتّرات التي يفتعلها مع دول عديدة كالحرب التجارية مع الصين, والتي ستبدأ غداً برفع الرسوم الجمركية على سلع صينية بمليارات الدولارات, وفي ضمنها ايضاً التهديدات الرعناء بغزو فنزويلا وعسكرة الازمة الاوكرانية, والمناورات التي لا تنتهي في سوريا, وعدم حسم خياراتها في ما إذا كانت ستواصل دعم مرتزقتها في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتجسيد مشروعها الانفصالي, ام تقوم بركلهم واحتضان حليفها الاطلسي/ العثماني اردوغان الذي يعيش هو الآخر وسط ازمات متدحرجة من صنع يديه قد تعجل في خسارته مستقبله السياسي والشخصي.
العدّ العكسي لإعلان صفقة ترمب اقترب, إذا ما أخذنا في الاعتبار الموّعد الذي حدّده مستشاره وصهره كوشنر, بأن تفاصيلها ستُعلَن بعد شهر رمضان, واتكاءً على تسريبات صحيفة نتنياهو عن دولة «فلسطين الجديدة» التي ستُقام وفق الصفقة البائِسة, التي تعني ضمن أمور اخرى دفن القضية الفلسطينية وتكريس شعبها مجرد ارقام ديمغرافية معروضة للتوطين والبيع والشراء.. بمعناه السياسي بل والإجرائي مثل جريمة الإتّجار بالبشر, بين حكومات المنطقة ودول اخرى مُرشّحة لاستقبالهم.
لِأَيّهما ستكون أولوية «الفشل».. صفقة القرن أم حرب على ايران؟
.. الانتظار لن يطول.
الرأي
التعليقات مغلقة.