تفاصيل التفاصيل في صفقة القرن / ناجي الزعبي

ناجي الزعبي ) الأردن ) الخميس 9/5/2019 م …
عمل ترامب على تنفيذ الجزء الممكن تنفيذه من صفقة كوشنير وقدمه كجوائز تصب في صناديق اقتراع اللص الفاسدالمدان قضائياً او يكاد  نتنياهو واجتاز بواسطتها عقبات كادت تودي به للسجن وهي  : توحيد القدس  ، ونقل السفارة الاميركية اليها ، وانتزاع الاعتراف الدولي بها كعاصمة للعدو الصهيوني  ،  وضم الجولان السوري المحتل الذي  يمهد أيضاً لضم مزارع شبعا اللبنانية والتي يصر العدو انها سورية  وجزء من الجولان وينكر لبنانيتها ليضمها أيضاً  ، وإلغاء الأنروا التي تتكفل بالتعليم والصحة للاجئين الفلسطينين،  والحصول على اعتراف عربي  ودولي بأن فلسطينيوا الشتات ليسوا  لاجئين  بل مواطنين للدول المضيفة أي إسقاط حتى حق العودة فكيف ببرنامج ونهج التحرير لفلسطين ، كما  اخرج التطبيع وعمالة الحكام العرب من جعبته ومن تحت الطاولة وأصبح علناً وعلى رؤوس الإشهاد  .



كل ذلك جزء جرى تنفيذ معظمه من صفقة القرن.
 والشق القادم هو التوطين للاجئين بلبنان والأردن والترانسفير الناعم وتهجيرهم لدول العالم كالسويد وكندا وأستراليا واميركا كما جرى وسيجري  ،  وتوطينهم أيضاً بالعراق الذي أخذ يمنحهم جنسيته ، وتهجير فلسطينيي  غزة لسيناء التي جرى إعداد أماكن مسبقة لاستيعابهم بها بعد هولوكوست ومحرقة وخنق وتجويع وحصار تدفعهم للهجرة ،  والتطبيع الشعبي وقد شهدنا بالأردن نموذج لرئيس بلدية مدينة مقاومة وهي الكرك يطبع ويبدأ خطوات التطبيع الشعبي .
 ولن يكل العدو والحكام العرب عن الهرولة لفرض التطبيع الشعبي  .
 والكونفدرالية مع الاردن الشق الاقتصادي من الخطة  الذي سيعمل على تصدير الغاز الفلسطيني المسروق بعد ربطه بخط غاز لبناني اردني صهيوني مشترك ،  سيلي إلغاء الانروا التي تتولى التعليم والصحة للفلسطينين لتقوم بهذه المهام الدول المعنية ومنها الاردن وتقدم الخدمات للفلسطينيين كمواطنين وليس كلاجئين مقابل ما يقال انه دعم مادي .
وهذا الخطر الذي يهدد الاردن ويهدد بزواله وابتلاعه من قبل العدو ، وقد كانت  المقدمات قد مهدت الأوضاع  من حيث خنق الاردن وحصاره وتجويع شعبه وإغراقه بالأزمات الاقتصادية وتجريده من موارده ومنعه من استثمار ثرواته الوطنية وتفكيك جبهته الداخلية وهز اركان الحكم وأقطابه  بالعبث بمكوناته ومؤسساته السياسية والاجتماعية .
الخطر الاقتصادي الصهيوني ابتدأ بخط الغاز الممتد من فلسطين المحتلة للأردن والذي يجري على قدم وساق  وسكة الحديد الممتدة من حيفا لبيسان  – الشيخ حسين ثم الاردن للسعودية أيضاً تنفذ بوتيرة متصاعدة وسباق مع الزمن ،  ومطار أم الرشراش الذي انتهى العدو منه ويهدد الأمن الاردني والقومي والملاحة الجوية بالعقبة وقد تم رغماً عن الاردن وابتلع اراضي أردنية في ظل صمت رسمي اردني مطبق . والتعديلات الدستورية التي تمكن مزدوجي الجنسية من تولي المناصب الرسمية  ، فقد نجد من يحمل الجنسية الصهيونية وزيراً او رئيساً للوزراء هذا ان بقي كيان اسمه الاردن .
 وقانون الاستثمار الذي يعتبر اخطر من الوكالات الصهيونية ويتيح للشركات أياً كانت بمصادرة أراض أردنية دون ان تتمكن أي جهة من منعها.  ولا ندري ماذا جرى لارض  الباقورة  والغمر المؤجرة للعدو .
الاردن يواجه الخطر الأكبر من هذه الصفقة وهو اكثر الدول المتضررة .
فالأردن يعد لإنقاذ العدو الصهيوني من ازماته العسكرية والاقتصادية ومن القنبلة الفلسطينية الديمغرافية  القادمة لا محالة ويقوم نظامه بإغراقه بإتقان ومهارة وهي المهارة  الوحيدة التي يتقنها  ويحسد عليها وتستحق ثناء نتنياهو وترامب ،  ويراوح  بأزماته ويتنقل بينها بخفة فيغلق المعابر ويخنق سورية وبالتالي يخنق شعبنا الاردني ويواصل نهج تعيين الحكومات الفاشلة منذ عشرين سنة –  حسب تقرير لجنة أردنية رسمية –  ويصادر الإرادة الشعبية ويصر على الارتماء بالحضن الصهيوني والارتهان للإمبريالية الاميركية     .
قال شعبنا الفلسطيني كلمته بغزة وكسر صفقة القرن منذ العدوان الصهيوني الأول بعام ٢٠١٨ وفعلت صواريخه التي هددت كل بقعة صهيونية ما لم تقله ٧١ سنة من الاحتلال الفاشي العنصري لفلسطين وهددت تل الربيع  وما بعدها وقبلها متخطية بذلك كل خطوط العدو وكبريائه وأمنه ومنعته ووجهت صفعة مهينة لنتنياهو وترامب وجنرالاته وعرت كل العملاء المتخاذلين من سلطة أوسلو للفصائل  المترهلة ، و للحكام العرب ولعنجهية ترامب وجعجعته الاعلامية ،  فقد قال صاروخ واحد ما عجزت عنه آلاف المؤتمرات والخطب والبيانات العربية الرسمية وحتى الشعبية   .
غزة المحاصرة المخنوقة المجوعة حرة تجترح المعجزات وتقدم ظهيراً فذاً لمحور المقاومة .
وإذا كان  الاردن يُعد لإنقاذ  العدو الصهيوني ،  وليكون سداً في وجه رياح النهوض الوطني والقومي القادمة من سورية فخير نموذج ومثال له شعبنا الفلسطيني المقاوم بغزة .
   على شعبنا الاردني والفلسطيني النهوض والمقاومة أسوة بغزة ومحور المقاومة أما التعويل على الدور الرسمي فهو غير كاف  .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.