بيونغ يانغ: الوضع في شبه الجزيرة الكورية على شفا حرب

 

 

 

الأردن العربي ( السبت ) 22/8/2015 م …

يزداد التوتر حدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل متسارع، حيث تجدد القصف المدفعي على الحدود من قبل كوريا الشمالية التي أمر زعيمها كيم جونغ أون الجيش بالتأهب للحرب.

ووصف سفير كوريا الشمالية في روسيا الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه أصبح “على شفا حرب خلال الأيام الأخيرة بسبب الاستفزازات العسكرية والسياسية التي تقوم بها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية”.

وقال الدبلوماسي الكوري الشمالي أثناء مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة 21 أغسطس/آب: “تصعيد التوتر ليس في مصلحتنا… وإنما تهتم بذلك الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية… عليهما أن يتصرفا بعقلانية”.

كما ذكر السفير أن بيونغ يانغ حذرت جارتها الجنوبية من أنه “إذا لم تترك (سيؤول) جميع الوسائل المستخدمة في الحرب النفسية التي تقوم بها، فستتلقى ردا قاسيا من طرفنا”.

كورية الشمالية: مستعدون لحرب شاملة من أجل الدفاع عن نظامنا

بدورها، قالت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية: “جيشنا وشعبنا مستعدان ليس فقط للرد أو الانتقام، بل ولحرب شاملة من أجل الدفاع عن النظام الذي اختاره، وسيضحي بحياته ثمنا لذلك”، حسبما نقلت وكالة “يونهاب” عن الوزارة.

من جهتها، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مدير هيئة الاستخبارات التابعة للقوات المسلحة الكورية الشمالية قوله في مؤتمر صحفي طارئ في بيونغ يانغ: “سكان المناطق الحدودية يعيشون في حالة حرب غير معلنة”.

وأضاف العسكري الكوري الشمالي أن “جميع وحدات الجيش الكوري الشمالي، التي توجد بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية، في حالة تأهب كامل للقتال”.

وفي وقت سابق أعلنت وكالة “يونهاب” أن الجيش الكوري الجنوبي سجل سقوط قذائف جديدة قرب الحدود الغربية، فيما أعلنت السلطات عن إجلاء السكان المدنيين من المناطق القريبة من الحدود.

وكانت الكوريتان قد تبادلتا الخميس 20 أغسطس/آب نيران مدفعيتهما عبر الحدود، على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة الحدودية منذ أوائل الشهر الجاري.

وفي تطور لافت، أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الجمعة 21 أغسطس/آب بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أصدر أوامر لجيشه بالاستعداد الكامل للحرب خلال اجتماع طارئ موسع للجنة العسكرية لحزب العمال الحاكم.

إنفوجرافيك: أهم المراحل التاريخية للحرب الكورية 1950 - 1953
 
أهم المراحل التاريخية للحرب الكورية 1950 – 1953

 ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن وكالة الأنباء الشمالية “أصدر الرفيق كيم جونغ-أون أوامره كقائد أعلى للجيش الشعبي لدخول أفراد الجيش في جبهات القتال في حالة استعداد كامل للحرب ولعمليات مواجهة محتملة وذلك ابتداء من الساعة الخامسة مساء اليوم 21، مع استعداد القوات المرابطة في جبهات القتال الأمامية على وجه الخصوص لوضع أشبه بالحرب.”

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أنه “تم إرسال قادة العمليات العسكرية لإصابة وسائل مستخدمة للحرب الإعلامية من قبل العدو ما لم يتم إيقاف البث الإذاعي الهادف لشن حرب نفسية خلال 48 ساعة والتأهب للرد المتوقع من الجنوب”، مضيفة أنه تمت مناقشة سبل تحويل جميع وحدات الحزب والمؤسسات العامة والقطاع الأمني والشركات والمصانع والمزارع إلى نظام أشبه بالحرب.

جنديان من كوريا الشمالية على الحدود مع الشطر الجنوبي - أرشيف
 
جنديان من كوريا الشمالية على الحدود مع الشطر الجنوبي – أرشيف

 ونقلت يونهاب أيضا أن اللجنة العسكرية المركزية في كوريا الشمالية اعتمدت الخميس 20 أغسطس/آب قرار هيئة أركان القوات المسلحة الذي أرسلته إلى الجنوب الخميس واعتزمت فيه الهيئة بدء عملية عسكرية قوية ما لم تتم إزالة الوسائل المستخدمة من قبل كوريا الجنوبية لشن الحرب النفسية ضد الشمال ووقف البث الإذاعي خلال 48 ساعة.

وكانت الكوريتان تبادلتا نيران المدفعية الخميس عبر الحدود بعد إطلاق بيونغ يانغ قذائف مدفعية من عيار 76.2 و14.5 ملم مطالبة بوقف البث الإذاعي عبر مكبرات الصوت الذي يقوم به جيش كوريا الجنوبية على الحدود، الأمر الذي رد عليه جيش الشطر الجنوبي بإطلاق قذائف عيار 155 ملم عبر الخط الحدودي الفاصل.

وعقب هذه التطورات، زارت رئيسة كوريا الجنوبية “بارك كون هيه” قاعدة عسكرية قرب سيئول الجمعة للوقوف على الاستعدادات العسكرية في كوريا الجنوبية.

 وجاءت هذه الزيارة المفاجئة إلى مقر الجيش الثالث في يونغ-إن بإقليم كيونغكي، على إثر تهديد كوريا الشمالية بعمل عسكري ما إذا لم توقف كوريا الجنوبية بث دعاية ضدها على طول الحدود بين الكوريتين.

وذكرت وكالة يونهاب أن المتحدث باسم الرئاسة مين كيونغ ووك قال للصحفيين إن بارك من المنتظر أن تتلقى تقريرا من كبار المسئولين العسكريين بشأن آخر تطورات الوضع.

وكانت كوريا الشمالية أمهلت جارتها الجنوبية 48 ساعة لإنهاء “الحرب النفسية” وتفكيك مكبرات الصوت على حدودها، وإلا فإنها سوف تقوم بـ”عمل عسكري قوي”.

من جانبها رفضت كوريا الجنوبية الطلب الكوري الشمالي، ما زاد المخاوف من حدوث صدام عسكري آخر بين الجانبين بعد أن تبادلا لفترة وجيزة قذائف مدفعية على الجزء الغربي من الحدود يوم الخميس.

من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء يونهاب عن مصدر حكومي الجمعة 21 أغسطس/آب أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة إطلاق صواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى .

وقالت الوكالة نقلا عن المصدر إن معطيات الرصد عبر نظام الرادار المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية تظهر أن كوريا الشمالية تجري استعدادات لإطلاق صاروخ من طراز سكود بالقرب من “الشمال علامات تشير إلى رفع صاروخ “سكود” بالقرب من مدينة “وونسان” وصاروخ من طراز “رودونغ” في شمال بلدة بيونغ- آن.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.