موجز في تاريخ التدخل الأجنبي في شبه الجزيرة العربية / موسى عباس




نتيجة بحث الصور عن موجز في تاريخ التدخل الأجنبي في شبه الجزيرة العربية

موسى عباس ( لبنان ) السبت 11/5/2019 م

– الموقع والأهمية: تمتد شبه الجزيرة العربية على مساحة 3,257,500 كم2 وهي تُشكّل جزءًا أساسياً من قارة آسيا كان لها أهمية خاصّة عبر التاريخ نظراً لموقعها المتوسِّط بين القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا ، وحيث أنّها كانت طريقاً رئيسياً للتجارة البرّية تعبرها القوافل من الشمال إلى الجنوب وبالعكس إضافةً إلى أهميتها الدينية فهي تحتضن أهم مدينتين مُقدّستين لدى المسلمين (مكّة المُكرّمةوالمدينةالمُنَوّرة)ومازالت تلعب دوراً جيوسياسياً  هاماً في الشرق الأوسط وفي العالم العربي والإسلامي بسبب موقعها المُطل على الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر  وهي تختزن إحتياطات ضخمة من النفط والغاز وتُشرِف على أهم مضيقين ” هرمز الذي تعبره ناقلات النفط مُحمّلةً ب: 17مليون برميل من النفط الخام يومياً أي ما يقارب 40% من تجارة النفط العالمية وباب المندب الذي يمرّ فيه أكثر من 7%من حركة التجارة العالمية ” ويُشكّل المعبران معاً ممرّاً  لأكثر من 15% من مجموع التجارة العالمية.

– المطامع التاريخية : بسبب طبيعة الأرض الصحراوية لم يتعرض وسط شبه الجزيرة العربية للغزوات التي قامت بها الإمبراطوريتان الرومانية والفارسية قبل الميلاد وكانت السواحل الغربية للخليج العربي حتى خليج عُمان والسواحل الشرقية للبحر الأحمر واليمن الواقعة في أقصى الجنوب الأكثر تعرضاً للغزو  فقد كانت اليمن الأكثر تحضُّراً وغنىً بين مناطق شبه الجزيرة ،نشأت فيها أقدم الممالك التي ذاع صيتها عبر التاريخ ومن أهمّها “مملكة سبأ ” ومن اليمن الغساسنة والمناذرة الذين أقاموا ممالكهم في الشام والعراق.كان الإزدهار والرخاء الذي عمَّ اليمن نتيجة تحكّمها بطرق التجارة العالمية لا  سيّما طريق البخّور  وراء مطامع الرومان الذين كانوا قد سيطروا على شواطىء البحر المتوسط وعلى غالبية المنافذ البحرية لشبه الجزيرة العربية إضافةً إلى المدخل الشمالي للبحر الأحمر ، وبما أنهم رغبوا في أن يسيطروا على طرق التجارة العالمية فكان لا بد لهم من السيطرة على جنوب شبه الجزيرة العربية إمتداداً من سواحل عدن في الجنوب الغربي إلى سواحل عُمان في الجنوب الشرقي ولكن الحملة  التي قادها حاكم الرومان في مصر عام 24ق.م فشلت فشلاً ذريعاً وذلك بسبب مقاومة اليمنيين فهَزم جيش “الحميريين” جيش الرومان الذي تراجع عائداً إلى مصر مُخلّفا آلاف القتلى من جنوده.غزا الأحباش اليمن عام 533م بتحريض من إمبراطور البيزنطيين وفي العام 570 م غزا ابرهة الحبشي مكّة قادماً من اليمن بهدف هدم الكعبة المُشَرَّفة في العام الذي عُرِف ب:”عام الفيل” ولكنّه عاد خائباً مهزوماً ، و استنجد  “سيف بن ذي يزن” الذي قاد المقاومة اليمنية ضد الأحباش بالفرس الذين ساعدوه في طرد الأحباش ، وتحوّل الإحتلال من الأحباش الى الفُرس.- سيطرة البرتغاليين على بعض مناطق شبه الجزيرة:يعود العداء البرتغالي للعرب إلى زمن سيطرتهم على بلاد الأندلس وزاد ذلك العداء بعد هزيمة العرب وتراجعهم عن تلك البلاد وكذلك بعد سقوط القسطنطينية عام 1453م بِيَدْ المسلمين الأتراك، وفي العام 1500 أقدم الأسطول البرتغالي على تدمير عشرة سفن مصرية عند الموانىء الهندية ، وفي السنة التالية عمِل على منع العرب من المُتاجرة بالتوابل التي كانوا ينقلونها من الهند عبر السفن ، وفي العام 1505م وصل البرتغاليون إلى“جدّة”واحتلواجزيرة”سُقطرى”على المدخل الجنوبي للبحر الأحمرعام 1506و”مَسْقَطْ وهِرْمز”على الخليج العربي عام 1507.وعندما حاولوا إحتلال “عدن” في العامين 1515 و1516 فشلوا بسبب المقاومة اليمنية، واحتلوا “البحرين”عام 1521،وسيطروا على “القطيف “على الضفّة الغربية للخليج العربي، واستمرّت سيطرة البرتغاليين على مُعظم أراضي جنوب الخليج العربي لحوالي قرن من الزمان ارتكبوا خلالها مجازر وأحرقوا المنازل ودمروا المساجد وقتلوا آلاف الأسرى ، وخرجوا بعد ظهور مقاومة ضدهم بدأت عام 1602 في البحرين وامتدت الى سواحل عُمان ونجح الإمام “ناصر بن مرشد ” في طردهم من معظم الساحل الجنوبي بعد معارك  طاحنة  امتدت متقطعةً من العام 1630 حتى العام 1648 وفي العام 1650 حرّر ميناء “مسقط” وفي العام 1665 طردهم من آخر معاقلهم على الساحل .

– طرد العثمانيين وحلول الهيمنة البريطانية : بدأ الإحتلال العثماني لبعض أجزاء شبه  الجزيرة العربية منذ العام 1517 واستمر حتى العام 1918 حيث تمّ طردهم من بلاد الحجاز  ومن كافة الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها  بعد اندلاع الثورة العربية التي قامت ضدهم في 10حزيران 1916بعد الإتفاق الذي تمّ توقيعه بين حاكم مكّة” الشريف حسين”والحكومة البريطانية مُمَثّلةً بالمندوب السامي البريطاني على “مصر”هنري ماكماهون”بعد مفاوضات كانت باشراف “رونالد ستورز”السكرتير الشرقي في مكتب البعثة البريطانية في القاهرة التابع لوكالة المخابرات البريطانية والذي كان يتبع له ضابط المخابرات البريطاني المُسَمى”لورنس العرب”الذي شارك في قيادة الثورة  العربية ضد الأتراك، وَعَدتْ بريطانيا الشريف حسين باستقلال البلاد العربية الآسيوية وتعيينه ملكاً عليها باستثناء “عدن” التي كانت البحرية البريطانية قد سيطرت عليها  منذ 19 كانون الثاني 1839 ولكن الإنجليز أخلفوا وعدَهُمْ ودعموا آل سعود ضدّه  فانهوا  حكمه عام 1925 وبسطوا سيطرتهم على كامل منطقة الحجاز .

 

وكانت بريطانيا وفرنسا قد تقاسمتا في 31 أيّار 1916  بلاد المشرق العربي  وشبه الجزيرة العربية بينهما بموجب المعاهدة التي عُرفت  تحت اسم”سايكس – بيكو “نسبةً إلى مندوبيّ  بريطانيا “هنري سايكس”وفرنسا “جورج بيكو”في الشرق وبموجبها  أصبحت شبه الجزيرة العربية والعراق من حصّة بريطانيا بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى .- بسط النفوذ الإنجليزي: كانت بريطانيا وقبل الإتفاق مع الشريف حسين تدعم آل سعود لإستعادة سيطرتهم على “نجد والإحساء” من آل  الرشيد وقد عقدت مع عبد العزيز ابن سعود اتفاقية “دارين” في 26 كانون الأول 1915 إعترفت بموجبها بالأمير عبد العزيز بن سعود حاكماً على المنطقة والتي حلّت مكانها إتفاقية جدّة عام 1927وكان الضابط البريطاني “شكسبير ” قد قُتل في معركة “جراب “عام 1915 أثناء مشاركته في المعركة إلى جانب قوات عبد العزيز ابن سعود.

– الهيمنة الأجنبية على نفط شبه الجزيرة العربية: تمّ اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية بدءاً من العام 1932 في “البحرين”وتوالت الإكتشافات في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية السعودية، قطر ، سلطنة عُمان وآخرها في اليمن 1986 وتولّت الشركات الأجنبية خاصّةً الأمريكية والإنكليزية  جميع العمليات النفطية بمقابل حصّة محدّدة للحكومات المحلية .-القواعد العسكرية الأجنبية في دول شبه الجزيرة العربية:تنتشر القواعد العسكرية البريّة والبحرية والجوية الأجنبية وخاصّةً الأمريكية تحت ذريعة “دواعي استراتيجية “في جميع دول شبه الجزيرة العربية ولا سيّما بعد أحداث 11 أيلول 2001  حيث تمّ استعمال تلك القواعد في غزو أفغانستان وفيما بعد في غزو العراق عام 2003. وتشارك  القواعد المنتشرة في كلٍّ من السعودية والإمارات في العمليات العسكرية  ضدّ اليمن منذ  25 آذار 2015 وحتى تاريخه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.