الإخوان المسلمون..الهدايا المسمومة / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) الأحد 12/5/2019 م …
لو صدق جماعة الإسلام السياسي مع الله أولا ومع المسلمين ثانيا ومع أنفسهم ثالثا،لما وصلنا إلى ما نحن فيه من ذل ومهانة ،فهم يمتلكون فهمي الدنيا والآخرة ،ومن لديه مثل هذا السلاح ،فلن يهزمه أحد ،لأن الله معه ،ومن كان الله معه ،حقق النصر ودان له الشرق والغرب ..ولكن…..
لم يصدق جماعة الإسلام السياسي لا مع الله ولا مع أنفسهم ولا مع المسلمين ،ولذلك ضاعوا وضيعونا معهم ،لأن شعارهم كان “إسلاما “للإيجار لهزيمة الشيوعية والقومية ،والتحالف مع “أهل الكتاب”،لذلك لا نستغرب ممن تجاهل آيات الله بخصوص التعامل مع الآخر والنهي عن ذلك بالتحالف معه ،أن تكون نهايته مثل نهاية الإخوان المسلمين الذين قدم لهم المتمسح بالإنجيلية”المسيحية –الصهيونية” وبالجمهوريين الإنجيليين الرئيس ترمب ،هدية مسمومة بإعتبارهم جماعة إرهابية.
اللهم لا شماتة ،ولكن التبصير واجب لكشف الحقائق ،وبهذا ندعو الجميع إلى مراجعات جادة لتحديد المسار والعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه الكريم ،عل وعسى أن نستعيد بعضا من كرامتنا المهدورة التي أسهم في هدرها الإسلام السياسي،بسبب سوء تصرفاته وتحالفاته ،وعدم مراعاة ما ورد في كتاب الله بخصوص التحالفات والتعامل مع الآخر العدو وغير العدو .
بدأت أولى مهام الإخوان المسلمين المتحالفين مع أمريكا بتقويض حكم الرئيس جمال عبد الناصر في مصر ،على طريق تقويض الفكر القومي ،وكان على نفس الخط وإن بإتجاهات أوسع حزب التحرير الذي يحمل أفكارا سامة ،بدعوته للبحث عن أرض يقيم فيها الخلافة ومن ثم ينتظر حتى يطمئن الوضع للخليفة ،وبعدها تبدأ الخلافة بعملها ،ولا أدري أي جهبذ فصل هذا النهج الأعمى،وكأن الآخر العدو نائم في مرحلة السبات ،ولم يعلموا ان الصهاينة حصلوا على السلاح النووي منتصف ستينات القرن المنصرم.
بعد إغتصاب فلسطين لم نسمع عن كتائب الإسلام السياسي المسلحة ،وقيل أنهم أقاموا لهم بعض القواعد في الأغوار أسموها قواعد الشيوخ ،وكانت هذه القواعد محرمة على الطيران الإسرائيلي،إلى درجة أن من كان يريد النجاة بنفسه يلجأ لهم ،طلبا للأمان والأمن ،ويقيني لو أن الإسلام السياسي الذي كان يحظى بدعم خليجي مالي ،وبتعاطف الجميع أسس كيانا فدائيا مسلحا ،لإنخرط فيه الجميع ،بعكس التنظيمات العلمانية، ولكن الأمر كان محرما عليهم قتال مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية.
لم يتحرك الإسلام السياسي بإتجاه فلسطين المحتلة لتحرير المسجد الأقصى ،رغم قرب المسافة وعظم حجم الثواب ،ولكنه تدافع بصورة عبثية نحوجبال تورا –بورا المشهورة بزراعة الحشيش والماريغوانا في أفغانستان ، وتحالفوا مع الإمبريالية الأمريكية ضد الإتحاد السوفييتي الشيوعي ،تنفيذا لتحالف المكارثية الأمريكية ضد الشيوعية ،وبدأوا بتنظيم الشباب المسلم وشحنهم إلى جبال تورا –بورا ،وبذلك فرغوا الإقليم المحيط بمستدمرة إسرائيل الخزرية من الشباب ،وهيأوهم للجهاد فقتل من قتل ،وعاد من عاد إلى بلده الأصلي لتبدأ رحلة العذاب الطويلة ،فقد كان هؤلاء الشباب جاهزين لخوض معركة التحرير،وقدمت لهم الإدارة الأمريكية آنذاك هدية مسمومة بإعتبارها الإسلام هو العدو بعد القضاء على الشيوعية بمساعدة الإسلام السياسي، ولكن…..
كانت مغامرات جماعة الإسلام السياسي الذي تحالف أيضا مع الوهابية الصهيونية لزوم إستكمال الدائرة المكارثية ،وضيعنا ألف فرصة وفرصة للتحرير ،إذ لم نر الإسلام السياسي يتحرك نصرة للقدس وفلسطين ،وكانه غير معني بذلك ،وهو كذلك لأنه ينظر إلى فلسطين كأي بلد إسلامي لاخصوصية له.
بعد مجيء الرئيس أوباما بسياسة امريكية جديدة خبيثة ،تعمقت علاقة جماعة الإسلام السياسي بأمريكا التي كانت تجهزهم لإستلام انظمة الحكم في الوطن العربي بعد إختطاف الربيع العربي،من أجل عقد مصالحة يهودية – إسلامية تكتب بنودها بماء وضوء الإسلام السياسي ،ولكن الله العالم بما في الصدور سلّم ،ولم تنجح أمريكا في تسليمهم الحكم في أي دولة عربية سوى في مصر لحاجة في نفس يعقوب ،وأثبتوا فشلهم ،وها نحن ندفع ثمن أخطائهم.
التعليقات مغلقة.