الجيش السوري “يزلزل الأرض” ويفرض واقعاً جديداً على النصرة / د.خيام الزعبي
يُحضّر الجيش العربي السوري منذ فترة ليست ببعيدة مناورة مركبة لتحرير إدلب، حيث قصف الجيش مواقع الجماعات الإرهابية المسلحة في ريفي حماة و إدلب وقال مصدر عسكري إن ” القصف امتد ليشمل أطراف بلدات كفر زيتا والأربعين وشهرناز وكفر نبودة شمال غرب مدينة حماة ، مبينا أن “مدفعية الجيش وصواريخه استهدفت تجمعات ومقار المسلحين ومراكز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة” مع العلم أن هذا القصف خلال الأيام القادمة سيتطور إلى هجوم بري واسع يطال محافظة إدلب. وتبقى هذه المعركة تحد كبير أمام الجيش السوري مع تجمع هذا العدد الكبير من المسلحين ومع وجود حماية تركية واضحة للجماعات المسلحة المتمركزة في هذه المدينة، وخصوصا أن انتصار الجيش في هذه المعركة هو بمثابة آخر مسمار في نعش الإرهاب في سورية والمنطقة بأكملها.
بعد استدعاء تعزيزات إضافية عسكرية استطاع الجيش تسديد الضربة الأولى لجبهة النصرة، وبدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في حماة وإدلب، فعمليات الجيش أثمرت وبعملياتٍ نوعية بضرب خطوط الدفاع الأولى لـ “جبهة النصرة” من خلال تحرير مدينة قلعة المضيق وبلدتي الكركات والتوينة بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك إثر انسحاب مفاجئ لمسلحي جبهة النصرة، كما سيطر الجيش على بلدتي الكركات والتوينة شمالا، وعلى الفور بدأت وحدات الهندسة بتمشيط الأحياء والمزارع المحيطة بتلك المناطق.
في سياق متصل إن ما يحصل من معارك في حماة و إدلب وأريافها هو أمر متوقع وسيستمر ولن يتوقف عند حدود معينة، وهو أمر رهن الميدان والقدرات لدى الجيش السوري وحلفاؤه وهي بحسب ما نراه تصب أكثر وأكثر لمصلحة الجيش السوري، ما يؤشر إلى مرحلة مفصلية سوف يشهدها الميدان السوري هذه الأيام.
وفي المقابل،هناك قلق تركي غربي مما حققه الجيش السوري وحلفاؤه في الشمال، إذ يعلن صراحة رعبه غير المسبوق من وصول الجيش السوري إلى الحدود التركية، لذلك يعلو صراخ هنا ونباح هناك وتدخل بري تارة ومناطق عازلة تارة أخرى، فيما يواصل الجيش السوري وحلفاؤه سحق رؤوس الإرهاب ودك أوكارهم محرزاً تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، ما جعل من المعادلة أن تنقلب على الأرض وتعيد الكثير من الجهات الداخلية والخارجية حساباتها من جديد خصوصاً بعض الدول التي راهنت على إسقاط النظام السوري وتغيير وجه المنطقة.
مجملاً…إن حسم معركة إدلب وتحريرها ستكون آخر ساحة أو نافذة تفسح المجال لتركيا وأميركا وذيولهم الطعن في الجسد السوري، وطيّ آخر صفحة من كتاب الجماعات التكفيرية المسلحة في سورية بما فيها ملف جبهة النصرة الإرهابية وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب فبتحريرها الكامل ينفرط عقد الإرهاب بشكل متسارع، وسيعم النصر في كل ربوع سورية. وإنطلاقاً من ذلك… ستزول جبهة النصرة والإرهاب من سورية لكونها أداة مأجوره للضغط والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية وانتهى مفعولها بعد تثبيت أساس وحدة سورية، عن طريق الحوارات واللقاءات الوطنية بين أبناء شعبها، كما أثبت الجيش السوري للعالم أجمع بأنه الأقدر على لجم داعش ومن يلتف معها خلف الكواليس، ومنهم بالعلن.
وأختم مقالي بما قاله الرئيس الأسد بأن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ما يقوم به الجيش السوري الذي يقاتل للحفاظ على حدود سورية وأرضها وأمن شعبها واستقرارها، وأن الشعب السوري هو الذي سينتصر وهو الذي سيهزم أعداءه مهما حاولوا ومهما فعلوا.
[email protected]
التعليقات مغلقة.