الحروب ألأربع … الحرب العالمية الثانية … الحرب الباردة … الحرب على الإرهاب… حرب الإنابة ” حرب الخلايا النائمة ” (2) / د. حسين عمر توقة

نتيجة بحث الصور عن  حسين عمر توقه

د. حسين عمر توقه* ( الأردن ) الثلاثاء 14/5/2019 م …




باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي … *

الجزء الثاني

3: الجيل الثالث الحرب على الإرهاب .

وهو ما تعارف على تسميته بالحرب على الإرهاب حيث شهدت هذه المرحلة استراتيجية عسكرية جديدة تستند على قرارات مجلس الأمن وموافقة الأمم المتحدة على تشكيل إئتلاف من جيوش الدول المختلفة وشن هجمات عسكرية بدءا  بشن  الهجوم على الجيش العراقي بهدف تحرير الكويت وتبعه بالغزو الأمريكي لأفغانستان بهدف القضاء على نظام طالبان والقاعدة وأتبعه  بإحتلال العراق وإنهاء نظام الرئيس  صدام حسين.

وكما ذكرنا  في  السابق فإنه لا يمكن تحديد البدايات لكل  جيل من الحروب لا سيما وأن الجيل الثالث قد شهد  في صبيحة 4/8/1990  قيام القوات العراقية بإجتياح الكويت  وإحتلالها عسكريا  وبتاريخ 9/8/1990  أعلنت الحكومة العراقية  عن ضم الكويت  بإعتبارها   المحافظة 19  من محافظات العراق . وبعد إحتلال لمدة سبعة أشهر قامت الولايات المتحدة عن طريق الأمم المتحدة وبالذات عن طريق مجلس الأمن الدولي  بإصدار سلسلة من القرارات رقم 660 يطالب العراق بالإنسحاب من الكويت وقرار رقم 661  بفرض عقوبات اقتصادية شاملة على العراق  وقرار رقم 678  الذي يتيح استخدام القوة  ضد العراق  إذا لم تنسحب القوات العراقية خلال 15 يوما من الكويت .بتاريخ 17/1/1991  بدأت قوات التحالف  المكونة من 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة   منها 9 دول عربية تحت غطاء الأمم المتحدة  حيث تركز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق  وأجزاء من المناطق الحدودية  مع السعودية . وقامت القوات العراقية   بالرد عن طريق  إطلاق عدد من الصواريخ  على إسرائيل  والعاصمة السعودية  الرياض  وبتاريخ 26/2/1991  بدأ الجيش العراقي  بالإنسحاب بعد أن أشعل  النار  في حقول النفط الكويتية  وتشكل خط طويل  من الدبابات  والمدرعات  وناقلات الجنود  على طول المعبر الرئيسي بين العراق والكويت  وقامت قوات التحالف  بقصف القطاعات العسكرية  العراقية المنسحبة  مما أدى إلى تدمير ما يزيد على 1500 عربة عسكرية  . وبتاريخ  27/2/1991 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش  الأب عن تحرير  الكويت وهزيمة الجيش العراقي  وبتاريخ 28/2/1991 تم الإعلان عن وقف الحرب  وهي التي عرفت تحت اسم  حرب الخليج الثانية .

إستيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان:

لقد بدأت الحرب الأهلية الأفغانية عام 1989 بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان  بعد إحتلال دام  عشرة أعوام من عام  1979 حتى عام 1989  وخلال هذه الفترة التي شهدت إنتهاء حكم نجيب الله وبداية رئاسة برهان الدين رباني  عام 1992 شهدت أفغانستان  بدء المعارك المسلحة بين شاه مسعود والجنرال دوستم .  وفي عام 1994  ظهرت الخلية الأولى  لحركة طالبان  وقام طلاب المدارس الدينية بمبايعة  الملا محمد عمر أميرا لهم وبتاريخ 5/11/1994  شهدت أفغانستان أقسى المعارك الأهلية بين مختلف التشكيلات والتنظيمات حتى تمكنت في نهاية المطاف طالبان من الإستيلاء على الحكم بتاريخ 25/5/1997 وكانت الباكستان أولى الدول التي تعترف بحكومة طالبان .

لقد عاش أسامة بن لادن في أفغانستان  مع أعضاء آخرين من تنظيم القاعدة  وأقاموا معسكرات تدريب لأعضاء القاعدة بالتحالف مع  طالبان .

بتاريخ 26/2/1993 تم تفجير سيارة مفخخة في كراج  بناية  مركز التجارة العالمي في نيويورك  وأسفر هذا الإنفجار عن مقتل  6 أشخاص وإصابة  العشرات من الأشخاص  وحسب تصريحات وكالة المخابرات الأمريكية فإن الذي قام بتنفيذ  هذه العملية هو المواطن الكويتي  رمزي يوسف من أصول باكستانية  والذي دخل الولايات المتحدة بجواز سفر  عراقي وهو ابن أخ  خالد

شيخ محمد أحد قيادييي منظمة القاعدة   والذي تم القبض عليه في الباكستان عام 2003  . وحسب نفس المصدر فإن رمزي يوسف قد تعاون   مع الأمريكي من أصول عراقية  عبد الرحمن ياسين لوضع السيارة المفخخة  في كراج مركز التجارة العالمي في نيويورك   وكانت تحمل ما زنته 600 كغم من مادة تي إن تي  حيث انفجرت في تمام الساعة  12:17 ظهرا  بتوقيت   نيو يورك  وتمكن  يوسف رمزي من الهرب إلى الباكستان  بعد ساعات من العملية   وتم إلقاء القبض عليه  بتاريخ 7/2/1995  وحكم عليه بالسجن المؤبد من قبل محكمة امريكية وهو حاليا في أحد سجون  ولاية كولورادو أما بالنسبة إلى عبد الرحمن ياسين  فهو من مواليد  الولايات المتحدة لأبوين  عراقيين ويعتقد أنه موجود في العراق وهو على لائحة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي .

بتاريخ 7/8/1998 تم تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كل من  دار السلام عاصمة تنزانيا   وفي مدينة نيروبي عاصمة  كينيا  وتم إتهام منظمة القاعدة  بتنفيذ هاتين الهجمتين اللتين أسفرتا عن  225 قتيل  وجرح أكثر من  4000  شخص  وكانت هذه الهجمة هي التي  أدت إلى إنتشار إسم أسامة بن لادن  على النطاق العالمي  وقام الرئيس الأمريكي بيل كلنتون  بإصدار أوامره بتاريخ 20/8/1998 بقصف أهداف في السودان وأفغانستان  بصواريخ توما هوك  وكان من بينها مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم .

بتاريخ  12/10/2000 تم تنفيذ عملية انتحارية  على إحدى السفن العسكرية الأمريكية  ( يو إس إس كول )  وهي راسية في ميناء عدن  في اليمن  في تمام الساعة  11:18 قبل الظهر  بتوقيت عدن  بواسطة قارب اصطدم بالسفينة محدثا انفجارا   بطول 12 مترا  على جانب السفينة  حيث أوقع الإنفجار 17 قتيلا  من الملاحين  وإصابة 39 بجروح  وتم فيما بعد التعرف على منفذي العملية وهما  إبراهيم الثور  وعبد الله المساواة  أعضاء من منظمة القاعدة .

وفي عام 1999 أصدر مجلس الأمن  قرار رقم 1267  وأتبعه بإصدار قرار  رقم 1333 عام 2000  الداعي إلى تطبيق عقوبات إقتصادية وحظر تصدير معدات عسكرية  على طالبان  لحثها على تسليم بن لادن وإغلاق معسكرات تدريب أفراد القاعدة  ومعسكرات تدريب الأطفال .

الحادث الذي تسبب في إشعال الحرب على الإرهاب . تحطم برجي مركز التجارة العالمي بتاريخ 11/9/2001

في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 11/9/2001 استفاق المواطنون الأمريكيون على  شاشات التلفزيون  لمختلف المحطات وبالذات  قناة ( سي إن إن )  حيث كانت تستهل نشرة الأخبار الصباحية في تمام الساعة التاسعة صباحا بتوقيت نيويورك  بأخبار طائرة الخطوط الجوية الأمريكية   رقم 11  والتي أقلعت من مطار بوسطن  قد غيرت مسارها وتحطمت في البرج الشمالي  لمركز التجارة العالمي في تمام الساعة 8:46 صباحا  وتم إيصال الخبر إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش  وهو في طريقه لزيارة إحدى المدارس الإبتدائية في ولاية فلوريدا . وبعد دقائق قليلة أي في تمام الساعة التاسعة وثلاث دقائق  شاهد الشعب الأمريكي في بث مباشر من فوق شاشة التلفاز  طائرة ثانية  تابعة للخطوط المتحدة  رحلة رقم 175 القادمة من بوسطن  تتجه نحو البرج الجنوبي لمبنى مركز التجارة العالمي  وتخترقه لتعلو  النيران في البرجين وترتفع أصوات  الإنفجارات  وتم إبلاغ الرئيس الأمريكي بخبر الضربة الثانية  ولكنه فضل الإستمرار  في قراءة  قصة ( عنزاتي الأليفة) مع تلاميذ المدرسة الإبتدائية . ولقد شاهد الشعب الأمريكي  البرج الجنوبي وهو يتهاوى  مخلفا سحب الغبار الأسود  وصرخات الناس تتعالى  وبعدها بدقائق تم الإعلان  عن تحطم طائرة الخطوط الجوية  الأمريكية  رقم 77 إثر إرتطامها  بمبنى وزارة الدفاع  الأمريكية ( البنتاغون )  في تمام  الساعة التاسعة  وثلاثة وأربعين  دقيقة  وبعدها بدقائق  تم الإعلان عن سقوط وتحطم   طائرة  الخطوط المتحدة رقم 93  في بنسلفانيا  بعد خطفها . لقد عاش الشعب الأمريكي حالة من الهلع والخوف حيث اعتقدوا أن  حربا قد وقعت  وأن الهجوم قد بدأ على الولايات المتحدة .

ولقد تتابعت الأخبار من قيام الحرس السري الأمريكي  بإخلاء البيت الأبيض ومن ثم  الإعلان عن إخلاء مبنى الأمم المتحدة وكافة المباني التابعة له . وتم الإعلان  عن تحويل  مسار الطائرات المختلفة  المتوجهة إلى الولايات المتحدة إلى كندا  

وبعد الإعلان عن تحويل مسار الطائرات  تم  تسليط كاميرات كثير من محطات التلفزة الأمريكية والعالمية في بث مباشر  لنقل وقائع سقوط البرج الشمالي وسط صيحات  المواطنين ورجال الإطفاء .

وبدأت البيانات المختلفة تتوالى  وتم إخلاء المباني الحكومية في واشنطن من موظفيها  وتم إغلاق كافة الأنفاق والجسور  التي تربط مدينة نيويورك  بولاية نيو جيرسي .

وفي تمام الساعة الواحدة وأربع دقائق بتوقيت نيويورك  قام رئيس الولايات المتحدة جوج بوش بالإعلان من قاعدة باركس ديل الجوية في ولاية لويزيانا  أنه قد تم إتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة  وتم وضع القوات الأمريكية  في كافة أرجاء العالم  في أقصى حالات التأهب والإستعداد  لمجابهة أي طارىء   وتم الإعلان عن فرض حالة  الطوارىء  في العاصمة الأمريكية . كما أصدرت  وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة من الأوامر  العسكرية لتحريك خمس مدمرات وإثنتين من حاملات الطائرات   بالتوجه من ميناء نورفولك  لحماية الشواطىء الشرقية  للولايات المتحدة حيث توجهت  حاملة الطائرات جورج واشنطن وحاملة الطائرات جون ف كنيدي  إلى شواطىء مدينة نيويورك . وتم الإعلان عن مغادرة  طائرة الرئاسة الأمريكية  لقاعدة باركس ديل  إلى قاعدة جوية  في ولاية نبراسكا  وتم  منع كافة الطائرات من التحليق فوق المجال  الجوي حتى ظهر يوم الأربعاء  الموافق 12 أيلول  .

وترددت بعض الشائعات عن  السماح لطائرة تحمل 142 سعوديا بينهم 24 شخصا من عائلة  بن لادن بالطيران ومغادرة الأجواء الأمريكية .

كما قام وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالإعلان أن نائب الرئيس  بخير وأمان وفي المقر المخصص له  وأنه قد تم عقد اجتماع   طارىء لمجلس الأمن القومي  أداره الرئيس الأمريكي بواسطة الهاتف .

وفي تمام الساعة  الرابعة والنصف من بعد الظهر تم الإعلان عن  مغادرة طائرة الرئيس القاعدة الجوية في نبراسكا في طريقها إلى واشنطن دي سي العاصمة الأمريكية . وفي تمام الساعة  السادسة وأربع وخمسين دقيقة  تم الإعلان عن وصول طائرة الرئيس إلى قاعدة  أندروز الجوية في ولاية ماريلاند ترافقها طائرات مقاتلة ثلاث . كما تم الإعلان  أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سوف يوجه خطابا إلى الأمة  في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء .

لقد بلغ عدد ضحايا هذا الهجمات  2973 ضحية بالإضافة إلى  24 مفقودا .

بعد ساعات قلائل تم توجيه الإتهام إلى تنظيم القاعدة  وزعيمها  أسامة بن لادن وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث  أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجوم على أي دولة  عضوة في الحلف  هو بمثابة هجوم  على كافة الدول أعضاء الحلف  وتبعا لتقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي فقد تم الإعلان عن أسماء وصور 19 شخصا  يقال إنهم قد نفذوا العمليات الأربع وأن المدعو محمد عطا هو الشخص المسؤول عن  إرتطام الطائرة الأولى  ببناية مركز برج التجارة العالمي كما اعتبر محمد عطا  المخطط الرئيس والعقل المدبر  للعمليات الأخرى  ويساعده في ذلك كل من الطيارين التالية أسماؤهم  هاني حنجور وزياد الجراح ونواف الحزمي وخالد مهيار ونحن في هذا البحث لن نتناول مدى مصداقية الإدعاء الأمريكي حول صحة الإتهامات الموجهة إلى

هؤلاء الأشخاص لا سيما وأن الطائرات التي تمت قيادتها هي من أكثر الطائرات تطورا من النواحي التكنولوجية ولا يعقل لأشخاص تدربوا على الطيران لمدة أشهر أن يتمكنوا من قيادتها لا سيما وأن  مسار الطائرات من بوسطن إلى نيويورك يكتظ بآلاف الطائرات وإن الدقة في توجيه الطائرتين اللتين أصابتا البرجين هي دقة متناهية وبحاجة إلى طيارين من ذوي الخبرة الطويلة   حيث بلغت سرعة الطائرة الأولى لدى الإرتطام 705 كم في الساعة وبلغت سرعة الطائرة الثانية  865 كم في الساعة كما أننا لن نتطرق إلى الطريقة التي تم فيها سقوط البرجين إلى الداخل بطريقة ناجمة عن عصف داخلي  وليس عن طريق إنفجار من الخارج أو عن طريق ذوبان الحديد كما أن هناك الكثير من النظريات التي صاحبت  هذه العملية بأكملها وأن هذه الطائرات قد كانت موجهة ومبرمجة في خط سيرها مسبقا  كما أن هناك  معلومات متناقضة حول شخصيات كثيرة من بينها قيام رجل أعمال يهودي اسمه لاري سيلفر شتاين بإستئجار برجي التجارة  بتاريخ 24/7/2001 من مدينة نيويورك لمدة 99 عاما بعقد قيمته 3.2 مليار دولار  وتضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليا دولار   تدفع له في حال حصول  أي هجمة إرهابية على البرجين . وقد تقدم  بطلب المبلغ مضاعفا بإعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة وبتاريخ 6/9/2001 تم سحب كلاب إقتفاء أثر المتفجرات  وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة للبرجين  وبتاريخ 6/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركات الطيران الأمريكية إلى أربعة أضعاف حجم البيع وبتاريخ 7/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركة بوينج  إلى خمسة أضعاف حجم البيع  وفي 8/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركة أميركان إير لاينز 11 ضعف حجم البيع . كما أن العديد  من المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية  بتاريخ 10/9/2001  قاموا بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11/9/2001  .

وهناك الكثير من المعلومات العسكرية التي تسربت قبل وقوع حادث البرجين  فعلى سبيل المثال  كانت بريطانيا قد حشدت 23 ألف جندي في سلطنة عُمان وكان هناك ما يزيد على 23 ألف جندي عسكري أمريكي في تركيا و17 ألف جندي من قوات حلف الأطلسي  وكانت هذه القوات جاهزة قبل ستة أشهر من وقوع الإعتداء على برج التجارة العلمي . وحسب أقوال جورج تينيت  مدير المخابرات المركزية الأمريكية  في كتابه ( في قلب العاصفة) في حالة غزو أفغانستان  كانت الوكالة هي إلى حد كبير  التي جاءت بخطة الغزو وقامت بتغذية الإستراتيجية  وصقلها على امتداد شهور طويلة  قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر على أمل الحصول على إذن بالإنطلاق وراء القاعدة  في معقلها .

وفي كتاب تيري ميسان ( الخديعة المرعبة )  أورد معلومات موثقة عن استعداد الولايات المتحدة لغزو أفغانستان قبل أحداث سبتمبر بعدة أشهر  وأن القوات البريطانية  بدأت ترتب تحت غطاء مناورات تجري في بحر عمان بنشر أسطولها  وحشدت قوات بشكل غير عادي في بحر العرب  وقام حلف الأطلسي بنقل أربعين ألف جندي إلى مصر .

وقل يومين  من أحداث سبتمبر وبتاريخ 9/9/2001  تم وضع خطة تفصيلية أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش  حول الهجوم العسكري الأمريكي على أفغانستان  وكان من المفروض أن يقوم بتوقيعها يوم 9/9/2001 ولكنه لم يفعل .

بسرعة فائقة  وافق الكونغرس الأمريكي  ومجلس الشيوخ الأمريكي  بالإجماع  على منح الرئيس الأمريكي جورج بوش  40 مليار دولار  لحملة الحرب على الإرهاب بالإضافة  إلى 20 مليار  إضافية لمساعدة  خطوط الطيران الأمريكية.

وتم إلقاء القبض  على آلاف الأشخاص  منهم الكثير من المواطنين الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية

الحرب على الإرهاب .

إحتلال أفغانستان :-

بعد 27 يوما من تلك الهجمات أطلقت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على أفغانستان  وأعلنت  بدء عملياتها العسكرية  ضد الإرهاب   . في ظل ظروف سياسية مواتية تمثلت  في تأييد  المنظمات الدولية  للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب إضافة إلى تأييد الدول المجاورة لأفغانستان كما ساهمت بعض الدول في الحملة العسكرية  سواء بعدد من سفن القتال أو بالطائرات  وهي بريطانيا وأوستراليا   وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وتركيا .

وفي تمام الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش  بتاريخ 7/10/2001  بدأت الحرب على الإرهاب تحت إسم (  عملية التحرير الدائمة ) وكان الهدف المعلن هو إعتقال  زعيم تنظيم القاعدة  أسامة بن لادن  وقادة التنظيم  وجلبهم للمحاكمة  بالإضافة إلى تدمير تنظيم القاعدة  كليا والقضاء  على نظام طالبان  وبدأت  الحملة الجوية على وسائل الدفاع الجوي ومواقع صواريخ  سام 3  وصواريخ سكود قصيرة المدى  ومخازن  الذخيرة  والمدفعية  والعربات المدرعة  ومعسكرات التدريب  ووحدات السيطرة  وركزت أيضا على  تدمير الأعداد المحدودة  من الطائرات والمروحيات .

ولقد تم استخدام  القاذفات الثقيلة بعيدة المدى  بالإضافة إلى الطائرات  المقاتلة  الموجودة  على حاملات الطائرات كما تم استخدام صواريخ  كروز  من السفن والغواصات ومن قاذفات القنابل الثقيلة .

وبتاريخ  21/10/2001 بدأ تصعيد  الهجمات الجوية  على إمتداد   الجبهة الفاصلة  شمال كابول  بين قوات تحالف الشمال وطالبان واستخدمت القوات الأمريكية طائرات إف 18  والطائرات القاذفة من نوع بي إش 52 في ضرب

طابان في وادي شومالي  شمال كابول  بالذخيرة الموجهة  الذكية كما قامت بقصف المواقع حول مدينة قندوز  ومدينة مزار الشريف.

بتاريخ 6/11/2001 بدأت الحرب تأخذ شكلا  جديدا  بعد شهر كامل من القصف الجوي  الأمريكي المستمر وفي اليوم التالي  بدأ تقدم قوات تحالف الشمال  مصحوبة بدعم جوي كثيف تجاه جنوب مدينة مزار الشريف . وبتاريخ 9/11/2001 تم الإستيلاء  على مدينة مزار الشريف بقيادة الجنرال  عبد الرشيد دستم  بعد ذلك اندفعت قوات تحالف الشمال  بإتجاه العاصمة  كابول على ثلاثة محاور الأول والثاني بقيادة محمد فهيم خان والمحور الثالث بقيادة عبد الرشيد دستم  وبعد قتال عنيف  انسحبت قوات طالبان  من العاصمة كابول  بإتجاه قندهار  وخلال شهر  نوفمبر ركزت  القوات الأمريكية  هجماتها على باقي معاقل  طالبان  في الشمال  مثل مدينة قندوز كما واصلت  قوات التحالف  الشمالي  التقدم في اتجاه  مدينة قندهار معقل حركة طالبان  . وجاء الإنهيار السريع لحركة طالبان مثيرا للدهشة .

وفي الأيام الأولى  من ديسمبر  بدأت القوات الأمريكية  في نشر قوات من مشاة البحرية الأمريكية  وتم اختيار منطقة قريبة من قندهار  لتكون مركز للقيادة الأمريكية .

بتاريخ 20/12/2001 تم اتخاذ الإجراءات الرسمية  من أجل تشكيل  ( قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان  ) المعروفة  إختصارا  بقوات إيساف  بموجب القار  رقم 1386 الصادر عن مجلس الأمن الدولي  بتاريخ 5/12/2001 من أجل مساعدة الشرطة والجيش الأفغاني  على توفير  الأمن في العاصمة كابل وضواحيها  من أجل إنشاء  إدارة  إنتقالية  أفغانية برئاسة حامد كرزاي وفي شهر أكتوبر عام 2003 سمح مجلس الأمن بتوسيع مهام  هذه القوات لتشمل  كل مناطق أفعانستان .

إحتلال العراق

وتعرف بإسم حرب الخليج الثالثة  أو بإسم الغزو الأمريكي للعراق أو حرب تحرير العراق . حيث بدأت عملية غزو العراق  بتاريخ 20/3/2003 من قبل قوات الإئتلاف بقيادة الولايات المتحدة  وكان هذا الإئتلاف (إئتلاف الراغبين )  يختلف إختلافا كليا عن الإئتلاف الذي خاض حرب الخليج  الثانية لأنه كان إئتلافا صعب التشكيل  واعتمد على وجود جبهات  داخلية في العراق  بين الشيعة في الجنوب وبين الأكراد في الشمال  كما رفضت الكثير من الدول الغربية  المشاركة في هذه الحرب  حيث كانت 98% من القوات العسكرية  هي قوات أمريكية  وبريطانية  ووصل العدد الإجمالي لجنود الإئتلاف  300884 موزعين  على الشكل التالي 250 ألف من الولايات المتحدة  و45 ألف من بريطانيا  و3500 من كوريا الجنوبية  و2000 من أوستراليا  و200 من النمارك  و184 من بولندا  كما ساهمت عشر دول  أخرى بأعداد صغيرة  من قوى غير قتالية . كما أعلنت السعودية  بأنها لن تسمح بإستخدام  قواعدها للهجوم  على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء  وأعربت جامعة الدول العربية  ودول الإتحاد الإفريقي  معارضتها لغزو العراق  . ولقد تسببت هذه الحرب في وقوع أكبر خسائر بشرية   بين المدنيين في تاريخ العراق .

ولقد استخدمت الولايات المتحدة  الكثير من المبررات لتبرير إحتلال العراق  من بينها إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل  بالرغم من تصريح كبير مفتشي الأسلحة في العراق  هانز بليكس  ان فريقه لم يعثر  على أسلحة نووية  وأن الشيء الوحيد  الذي عثر عليه  هو مجموعة من الصواريخ تفوق في مداها المدى المقرر حسب قرار الأمم المتحدة  رقم 687 الذي تم اتخاذه  عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية  وكان العراق قد أطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود  ولقد وافق صدام حسين في محاولة منه لتفادي الصراع  بتدميرها من قبل فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة  برئاسة هانز بليكس . كما جرت عدة محاولات فاشلة من أجل ربط  اسم الرئيس العراقي صدام حسين بإبن لادن والقاعدة  .والواقع أن الهدف الرئيس  من إحتلال العراق بالدرجة الأولى من أجل تحطيم الجيش العراقي الذي كان  يشكل عمقا استراتيجيا هاما في الصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى السيطرة على ثاني أكبر مخزون للنفط في العالم لا سيما بعد اكتشاف آبار ضخمة تمتد من غرب بغداد إلى الغرب حتى الحدود السعودية  وهذه الآبار لم يتم استخراجها حتى الآن وهي تقع كما أسلفنا في  المنطقة الوسطى في العراق . كما أن الولايات المتحدة قد أعادت التعامل بالدولار الأمريكي  في دفع أثمان النفط  ووقف الدعم المادي  الذي كان يقدمه صدام حسين  إلى عائلات الشهداء  الفلسطينيين  في الضفة الغربية وقطاع غزة . بالإضافة الى تعزيز الدور الإستراتيجي  للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي  عن طريق فرض الهيمنة  وفرض وجود عسكري أمريكي قوي . وبالتالي إلى استنزاف دول الخليج ومطالبتها  بتغطية نفقات الحروب  العربية العربية  والمسلمة المسلمة  والتي تجاوزت تكاليفها مئلت المليارات من الدولارات  بالإضافة إلى التمهيد  للمرحلة المقبلة في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب  بعد حادث 9/11/2001 ولقد انتهت الحرب على العراق رسميا بإنزال العلم الأمريكي في بغداد بتاريخ 15/12/2011  .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.