يوم تسعى لها أقدام المقاومين فندخلها بسلام آمنين! / ديانا فاخوري
على هذه الأرض سيدةُ الأرض،
أم البدايات أم النهايات،
كانت تسمى فلسطين، صارتْ تسمى فلسطين،
إذن يبقى الصراع مع الصهيونية هو البوصلة .. وتبقى فلسطين في القلب .. في القلب من الصراع وفي القلب منا!
يرتكز وجود اسرائيل الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر!
كإمب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، تطبيع بضمير صائح او سائح او غائب او مستتر، صفقة القرن – كلها محاولات يائسة بائسة لصيانة النكبة الفلسطينية ومعها وبها صيانة اسرائيل/المستعمرة الاستيطانية!
ولعل هذا ما يفسر قلق نتنياهو و ارتياب القادة الإسرائيليين من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في تشرين الأول ٢٠١٧ خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة «هآرتس»، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.
نعم يبقى الصراع مع الصهيونية هو البوصلة، وتبقى فلسطين في القلب، وليتوقف ال”نتنياهو” عن الحفر فقد بلغ القعر ويجر معه الي الهاوية “بولتون” و”كوشنر” وربما “ترامب” بقرونهم والصفقات! وها هي الصواريخ المُباركة تنطلق من غزة هاشم، وتخترق الحصار والقبب الحديدية برؤوس متفجرة لتدمّر سيّارات إسرائيلية مدرعة بجنودها في رد على صفقة القرن برعاتها وواجهاتهم التطبيعية في المحور الصهيواعروبيكي التي تُريد إقامة إسرائيل الكُبرى من الفرات إلى النيل .. صفقة لم يعلن مضمونها بشكل رسمي الا انها تسلك طريقها الى التنفذ في بعض جزئياتها، وها هي أميركا تقوم بما التزمت به تجاه “إسرائيل” بفرض السيادة الإسرائيلية على الأرض المحتلة في فلسطين والجولان وإسقاط حق العودة المنصوص عليه بالقرار 194 تصفيةٓ للقضية الفلسطينية وإنتاجا لبيئة الخضوع والإذعان نحو اقامة شرق أوسط ليسى على شكلهم ومثالهم، بل مستعمر خانع أميركياً بإدارة إسرائيلية! انهم ما لبثوا يحاولون نزع الطابع الوطني التحرري عن القضية الفلسطينية وإحالتها إلى مجرد قضية، بل قصة، إنسانية تتكفل بعض المساعدات والمشروعات في إنهائها فتعلو نبرة الحديث عن إغداق المال السياسي بموازاة الإفراط في احكام الحصار لحدود التجويع المنهجي فإسقاط القدرة على الرفض!
اما صواريخ غزة وبالوناتها الحارقة ومسيرات العودة فأدخلتهم الى الملاجئ مذعورين غير أمنين، وها هم الإسرائيليون بمئات الالوف يهربون من اماكن إقامتهم في الجنوب الفلسطيني إلى الشمال ينتابهم الرعب ومن المُتوقّع أن يتضاعف هذا الرّقم إذا ما وصلت الصّواريخ إلى تل أبيب وما بعدها .. فماذا وقد جدد السيد “باسم المقاومة، بأن الفرق، والألوية، الاسرائيلية التي تفكر في الدخول الى جنوب لبنان، ستدمّر وتحطّم أمام شاشات التلفزة العالمية”!؟ .. هل تذكرون الإطاحة بأسطورة “الميركافا – فخر الصناعة الاسرائيلية” و سقوطها بمرمى ال “كورنيت” في الجنوب اللبناني عام 2006 .. الى “انظروا اليها تحترق” استهدافا للمدمرة الاسرائيلية “ساعر” بصواريخ المقاومة .. الى إسقاط ال “F16” من الجيل الرابع فائق التطور “أمام شاشات التلفزة العالمية”! وها هو ال”نتنياهو” يعود إلى مربع التهدئة القديم الجديد امام معادلات الردع التي فرضتها المقاومة بكل وضوح وعزم وقوة. اما الدخول الى الجليل وما بعد بعد الجليل فقاب قوسين او أدنى – ذلك يوم الخلود!
ستُريكَ من يهوي ومن سيظفرُ
أحلامنا،آمالنا،طموحاتنا، نموت وتبقى، نورثها من جيل لجيل ومن كادر لكادر، هي التاريخ وهي الحضارة وهي الكرامة،وهي الارض والتراب مجبول بدماء الماضي، ومروي بدماءالحاضر، وسينبت دماء المستقبل … سينبت دماء المستقبل.
أين المفر بني صهيون…؟؟ دمنا يلاحقكم، يطاردكم، يكبس لياليكم، يزعجكم، يحرقكم، يقتلكم، فلسطين حقنا وارضنا، لا تفرحوا ببعض مطبعين بل راقبوا جيل العودة يصرخ بها بوجوهكم وقرب مداخل معتزلاتكم، ولن تنفعكم جيوشكم … القدس لنا والجولان لنا… وغدا عندما يتخطى الحدود مقاوم، سترون خلفه تدفق مقاومين يغطون الارض، وعندها لن ينفعكم مفر ولا مهرب، انتم البادئون والبادئ اظلم.
كاتبة من الاردن السيدة ديانا فاخوري، سيدة الحرف والكلمة والفكر والقلم، دغدغت احلامنا، فأحيت ما يريد العدو قتله، ليقتل الأمل والأماني والطموحات، لكن هيهات، الأحلام لا تموت، بل تورث من كادر لكادر ومن جيل لجيل… لا مفر … بل كر وكر …شعبنا عائد… القدس والجولان لنا بل كل شبر بفلسطين لنا.