قلسطين … قمة التعايش الديني .. مسجد بين أربعة كنائس : تحفة معمارية يؤمها مسلمو بيت جالا

 

الأردن العربي ( الأحد ) 23/8/2015 م …

في الشمال الغربي من مدينة بيت لحم، تقع بلدة بيت جالا، حيث الوداعة والهدوء، والمحبة والتسامح ما بين المسلمين والمسيحيين.

وسكان بلدة بيت جالا ذو أغلبية مسيحية، وفيها عدد لا بأس به من الكنائس، ففي مركز البلدة أربع كنائس، وهي مار نقولا، وكنيسة البشارة، وكنيسة العذراء مريم، والكنيسة الأنجيلية اللوثرية.

وبين هذه الكنائس يتربع مسجد بيت جالا، المسجد الوحيد في نفس البلدة، ويعد من أكبر مساجدها، ويؤمه المسلمون من جميع المناطق.

فما أن تقف أمام المسجد حتى تشاهد بوابة حديدية محاطة بالرخام الأبيض، تعلوها قبة خضراء صغيرة، ويحاط بالمسجد سور من الرخام الأبيض على شكل أعمدة مدببة منحوتة بشكل معماري جميل، يتخلله عدد من شجر النخيل المزين بالأضواء الخضراء، التي تزيد المسجد جمالاً في الليل.

إن دخلت عتبات المسجد، ستلاقيك ساحة واسعة مزروعة بعدة أنواع من الأشجار المثمرة، كالعنب والتين والزيتون والأسكدنيا، توزع على قاصدي المسجد وقت نضجها.

وإن خطفت نظرك للأعلى ستشاهد سوراً من أعمدة وأقواس يحيط بسقف المسجد، ويتوسط هذا السور قبة خضراء تسر الناظرين، ومئذنة طولها 36 متراً مبنية بشكل فريد، تملؤها مكبرات الصوت لتبقى تصدح بذكر الله، وتملؤها الأنوار الصغيرة والكبيرة، ذات اللون الأخضر، التي تزيد المئذنة نوراً على نور. وتعد هذه المئذنة من التحف المعمارية في بيت لحم، كونها أعلى المآذن في المدينة.

والمسجد مكون من طابق أول بمساحة 350 متراً، ويتسع لـ 500 مصلٍ من الرجال، وطابق ثانٍ بمساحة 100 متر، ويتسع لـ 80 شخصاً، وهو مخصص للنساء.

البناء الداخلي للمسجد ينم عن فن العمارة الحديث، بالرخام المبني منه، والثريات الكبيرة المتدلية من سقفه، ومنبره الخشبي متقن البناء، وسجاده ذو الألوان المتناسقة ولون جدرانه وباقي أثاثه.

في المسجد أعمدة مستطيلة اللون مبنية من الرخام البني والأبيض، ومحراب مبني بدقة عالية جداً، بحجارة صغيرة كأنه الفسيفساء، ومحاط بحجارة مبنية على شكل معين مرصوصة بنظام هندسي جميل.

وعلى طول جدرانه نوافذ منتهية بأقواس، ومغلقة بستائر بنية تتناسب مع لون السجاد.

وفي سقف المسجد نصف دائرة، تشكل القبة الخضراء من الخارج، وفي السقف نوافذ ملونة مذهبة، وآية الكرسي تزين أطراف السقف بخط عثماني جميل.

وفي المسجد مكتبة تحتوي على عدد كبير من المصحاف، وعدد آخر من الكتب القيمة، التي يستفيد منها رواد المسجد.وله فناء خارجي طويل، فيه عدد من المقاعد، ورفوف لوضع الأحذية.

ويذكر أن المسجد بني عام 1960 بتبرع من فلسطيني يقطن في دولة الكويت، ولكن البناء توقف فيه بسبب حرب عام 1967، وعاودوا اكمال البناء بعد الحرب ليفتتح المسجد عام 1978.

وتبقى بيوت الله تصدح بالتكبير والآذان والقرآن في كل وقت، لتذكر الناس بواجباتهم تجاه خالقهم.

  

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.