المارد الروسي والعودة بقوة إلى الساحة العالمية
الأردن العربي ( الأحد ) 23/8/2015 م …
قبل أربعة سنوات بدأ المارد الروسي يتثائب مستيقظاً من نوم عميق دام عقوداً، لقد عاد من البوابة السورية بعد أن علم مدى فداحة الخطأ في السماح بتمرير مشروع واشنطن والناتو في ليبيا.
وقف ذلك المارد على قدميه، وبدأ بلعبة الفيتو الخاصة بالأقوياء على الساحة العالمية، هو منع سيناريوهات عدة من الوقوع على أرض الحليف السوري التاريخي، استفادت موسكو من الصمود السوري، كما استفادت دمشق من دعم حليفها الروسي، تسارعت الأحداث السياسية والميدانية، حتى غدت روسيا دولة عظمى بمرتبة عرّاب للعديد من التحركات والمبادرات وبقبول أمريكي أيضاً، والأخير مجبر لا مخير على ذلك.
في آخر دلائل تحول الروسي إلى عرّاب، كانت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الدوحة، حيث التقى بوزراء خارجية الأنظمة السعودية وبحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ثم لم يلبث ولي ولي العهد السعودي بزيارة لموسكو، وكان قبل ذلك زيارة لوزير الخارجية وليد المعلم، عندما طرح القيصر بوتين مبادرة تشكيل حلف “سوري ،سعودي ، تركي ، أردني” لمحاربة داعش، وُصفت المبادرة آنذاك من قبل الدبلوماسية السورية بأنها تحتاج إلى معجزة.
استمر النشاط الروسي دبلوماسياً وسياسياً بفعالية، حتى أعلنت روسيا عن بدء تحضيرها لمؤتمر جنيف3 بعد حج عدد من الحركات السورية المعارضة إلى عاصمة ستالين، ثم ما لبث الروس أن فتحوا قناة التواصل والتنسيق مع المصريين التواقين إلى عودة علاقات تاريخية مع ورثة الاتحاد السوفييتي المأسوف عليه، فضلاً عن تصاعد الحديث عن نية روسيا تفعيل الدور المصري عربياً في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية دون فرض شروط كالتي يرددها المعسكر الأمريكي والدول الأعرابية المنضوية في كنفه.
وفي هذا السياق نقلت وكالات الأنباء عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن روسيا ومصر وقعتا على مستوى الحكومتين عقدا لتوريد مقاتلات “ميغ-29”.
وعلى الصعيد أوروبا الشرقية أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استعداد بلاده لتوفير، ما يؤكد أن عمل الدبلوماسية الروسية يُصنف تحت عنوان إعادة المجد السوفييتي الغابر عبر العودة بقوة إلى رقع جغرافية هامة من العالم.
التعليقات مغلقة.