العلاقـة بين إسرائيل وأحداث سـوريـا / حسـام الأطيــر

 

 

حسام الأطير ( الإثنين ) 24/8/2015 م …

بعد استهداف طائرات العدو الإسرائيلي لمواقع عسكرية ومدنية فى سوريا , بذريعـة اطلاق قذائف من سوريا على أرض فلسطين المحتلة , جاءت  تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي ( افيخاي أدرعي ) بكل وقـاحـة بأن تلك الضربات جاءت رداً على ما أسماه (  خرق فـادح للسيادة الإسرائيلية ) ولا أدري  عن أى سيادة يتحدث هذا الأحمق ؟؟؟ هل الأرض المحتلة والمغتصبة من أهلها أصبحت ( سيادة ) إسرائيلية ؟؟؟

ثم نجده يصف جيشه الصهيوني بــ ( جيش الدفاع) والسؤال هنا يدافع عن من وعن أى شئ يدافع بالأساس ؟؟؟ إنه جيش  حرب وجيش إحتلال وجيش عدوان , احتل الأراضي العربية ويهدد أمن كل مواطن عربي .

ولعلنا نرى  من وقت لآخـر طائرات العدو الإسرائيي تقوم  بإنتهاك الأجواء السورية وتقصف مواقع عسكرية ومدنية سورية خدمة للجماعات والتنظيمات الإرهابية المنتشرة بسوريـا والتي تعبث بها فسـاداً ولا تقوى على إطلاق طلقة واحدة نحو الجولان المحتل , بالرغم من تشدقهم بالشريعة ونصرة القدس والأقصى وتحرير فلسطين , وهذا يؤكد على العلاقة التي تربط تلك الجماعة الإرهابية بإسرائيل وضلوعها المباشر فى الأحداث الدائرة فى سوريا منذ 2011 , ولما لا وإسرائيل تعالج مصابين الجيش الحر وجبهة النصرة فى مستشفياتها بتل أبييب .

لقد باتت العلاقة بين إسرائيل والمؤامرة التي تدور على الأرض فى سوريـا واضحة  جداً , فتلك التنظيمات الإرهابية الموجودة بسوريا تخوض حربـاً بالوكالة عن إسرائيل , ولن تجد إسرائيل حربـاً أفضل من ذلك توفـر عليها الدفع بجنودها فى حرب مباشرة مع الجيش العربي السوري , وتوفـر عليها نفقات وتكاليف الحرب والخسائر المادية والبشرية المتوقعة فى أى حرب , إضافة إلى ضمان تفكيك الجيش السوري وتدميره , عن طريق تشتيته  فى حرب شوراع وحرب عصابات داخلية , واستنزاف قدراته وموارده , وهذا كله ضمن خطة تدمير الجيوش العربية لصالح ( إسرائيل) .

كذلك تدمير الدولة السورية وتحويلها إلى عراق جديد , وتدمير حضارتها وطمس هويتها  وثقافتها  وسرقة تاريخها , ولقد تجلى ذلك بوضوح فى تدمير آثـار مدينة تدمـر التاريخية وذبح أحد أهـم علماء التاريخ والآثار فى سوريا العالم خالد الأسعد , فى تكرار لنفس السيناريو العراقي عقب الغـزو الأمريكي فى 2003 , فلم تعد خسائـر الحرب مقتصـرة على الأرواح والمنازل والآلام، بل تجاوزتها لتطال آثاراً توثق تاريخاً يمتد عمره قروناً عـدة,  هذا التاريخ الذي يخص البشرية جمعاء .

كما أن إسرائيل تستفيد من الوضع فى سوريا الآن , بعد أن  نشطت  كممر تجاري حيث تقوم الشاحنات التركية والعراقية المحملة بالبضائع ، بشق طريقها من والى ميناء (حيفا )  بعد أن كانت تتجه إلى الموانئ السورية وعلى رأسها ميناء طرطوس , مما ترتب عليه أن  تحولت إسرائيل  إلى ممر تجاري هام و قناة إقليمية مركزية للاستيراد والتصدير بسبب الحرب الدائرة في سوريا، بما في ذلك، تحولها إلى نقطة عبور للسلع والبضائع، بين دول الخليج العربي وأوروبا.

كل تلك الخسائر على الأرض , ناهيك عن آلاف القتلى والجرحى والمصابين والتدمير الهائل الكامل الذي أصاب البنية التحتية للدولة السورية , ومـازال هناك مغيبون يباركون تلك الأحداث ويصفونها بالثورة , إنهم يدعمون الإستعمار الجديد للوطن العربي ويدعمون سايكس بيكو الجديدة , ويدعمون مخططات الصهاينة الملاعين وهم لايشعرون .

استقيموا يرحمكم الله وأفيقوا يا أمة العرب واعلموا أن الدفاع عن سوريا واجب مقدس  .

  

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.