كيف تؤسس الدكتاتوريه قواعد الديمقراطيه / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الإثنين 24/8/2015 م …

حتى يستعيد العراق وحدته وامنه واستقراره وثرواته ﻻ بد من ان يعود حر سيدا فى قراراته وارادته ودون تدخل ﻻحد فى شؤونه .

وحتى يتم ذلك ﻻ بد من اسقاط اﻻحزاب والقوى السياسيه والنظام السياسي بمجمله الذى انتجه اراده القوى اﻻقليمبه والدوليه عبر توليفه اصطلح عليها العمليه السياسيه وتم تغليفها بفريه (اكذوبه) الديمقراطيه .

 فتلك القوى لها اتباع داخل الوطن والسفارات هى التى تقرر وتملى قراراتها على اتباعها وتصنع الكتل والتحالفات والمليشيات .

وتتقاسم العراقين ومصالحهم وثرواتهم وارادتهم فالمحاصصه الداخليه ليست اﻻ انعكاس لمحاصصه اقليميه ودوليه للكتل والتحالفات وحتى اﻻشخاص .

لقد اثبت انثى عشر عاما ان النظام السياسي عاجز عن تحقيق مصالح الوطن والناس والحفاظ على وحده الوطن والمجتمع وانه أس المشكله وﻻ يصلح لمعالجه المشكﻻت .

وﻻ تستطيع اى جهه تغير هذا الواقع اﻻ عبر وحده الشعب العراقى فى الشارع والميادين والساحات وبحراك شعبى سلمى .

وهذا الحراك وحده يمكن ان يؤسس لديمقراطيه شعبيه تسقط القوى واﻻحزاب والمليشيات المرتبطه بالخارج وبذلك تنهى نفوذ الخارج داخل الوطن وتحول دون عودته .

كما ثبت ان الديمقراطيه فى العراق ليست اﻻ اكذوبه فﻻ ديمقراطيه بﻻ سياده .

والديمقراطيه وسيله من وسائل الحكم تهدف لتحقيق مجمل قضايا فى مقدمتها التبادل السلمى للسلطه وهذا لم يحدث اﻻ عبر توافق قوى اقليميه ودوليه الديمقراطيه تهدف الى المحاسبه والشفافيه والعراق مع كل انتخابات يزاداد فساد وهدر وتبديد للثروات .

الديمقراطيه تهدف لتطوير بنى التنمبه البشريه واﻻقتصاديه وهما فى عﻻقه تبادليه فلماذا تتدهور فى العراق كل بنى التنميه اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه الديمقراطيه تهدف لتحقيق مجتمع المواطنه ونظام فصل السلطات فلماذا تمزق المجتمع لكنتونات ومحاصصه ولماذا استولت السلطه التنفيذيه على السلطتين القضائيه والتشريعيه بأختصار نحن نعيش مع اكذوبه اطلقوا عليها الديمقراطيه واشغلونا بمظاهر خادعه للديمقراطيه وهى اﻻنتخابات .

 فاﻻنتخابات احدى وسائل بناء الديمقراطيه ولكنها لن تكون ذا قيمه اذا لم تتوفر لها مجموعه من العوامل فى مقدمتها قانون انتخاب عادل ينتج نواب وطن وليس نواب طوائف ومناطق يجب توفر مستوى من حاله والوعى والثقافه وحاله من اﻻزدهار اﻻقتصادى واﻻجتماعى فأسس وركائز نجاح النظام الديمقراطى توفر حقوق اﻻنسان اﻻساسيه المتمثله فى حق العمل والسكن والطبابه والتعليم وهذا الحقوق تعد البنتى التحتيه للديمقراطيه التى تبنى فوقها حق الحريات العامه اﻻخرى كحريه الرأى والتعبير والاعتقاد وحريه الصحافه وحريه العمل السياسي الى اخر الحريات التى تؤسس لدوله المواطنه الدوله المدنيه فهل اينا من هذه اﻻشياء متوفره اليوم فى العراق .

فيما مضى كان العراق كان يمتلك ارادته السياديه وكان ذاهب بأتجاه اقامه ركائز وقواعد الديمقراطيه عبر التنميه واﻻقتصاديه واﻻجتماعيه الواسعه وتأمين حقوق الناس اﻻساسيه كالتعليم والعمل والسكن والصحه والتى بدورها ستفضى لبناء دوله المواطنه التى تساوى الناس امام القانون واﻻستفاده المتوازنه من التنميه اقتصاديا وبشريا لكنه لم يصل الى البنى الفوقيه للديمقراطيه وهى توسيع قاعده الحريات اﻻخرى وفى مقدمتها الحريات السياسيه .

اما العراق الجديد فقد دمر كل ركائز الديمقراطيه الحقيقيه عبر افتقاده للسياده وتغيب دوله المواطنه وتكريس دوله المحاصصه بديﻻ عنها ودمر كل البنى اﻻقتصاديه واﻻجتماعيه وهدر وسرق وبدد نظامه السياسي كل الثروات . لهذه اﻻسباب نقول ان العراق اليوم يعيش كل اشكال اﻻستبداد (الديمقراطى) او الديمقراطيه الكاذبه .

 الدكتاتوريه التى تطور قوى التنميه اﻻقتصاديه والبشريه تحفر قبرها وتؤسس قواعد الديمقراطيه الحقيقه .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.