استضافة البحرين لمُؤتمر كوشنر لـ”صفقة القرن” تجاوزٌ لكُل الخُطوط الحُمر

 




 

 

 

 

 

 

الأردن العربي – الإثنين 20/5/2019 م … 

*رِهان حُكومة المنامة على الحِماية الإسرائيليّة خطيرٌ وخاسِرٌ وسيرتد سلبًا على أمن البِلاد واستِقرارها..

*لماذا نتوقّع فشله ونُطالب بمُقاطعته؟ …

شهِد العالم العديد من المُبادرات والمُؤتمرات الدوليّة للتّمويل مثل مشروع مارشال الأمريكيّ لإعمار أوروبا ماديًّا واقتصاديًّا بعد انهيارها نتيجة الحرب العالميّة الثّانية، والشّيء نفسه يُقال أيضًا عن اليابان، ولكن أن يتم تنظيم مؤتمر وبرعاية أمريكيّة إسرائيليّة من أجل إزالة دولة، وطمس هُويّة شعب من الوجود، فهذا هو ما سيحدُث تمامًا في المُؤتمر الذي سيُنظّمه جاريد كوشنر، صِهر الرئيس الأمريكي ومُستشاره، في دولة البحرين يوميّ 25 و26 من شهر حزيران (يونيو) المُقبل تحت عُنوان تطبيق الجوانب الاقتصاديّة لـ”صفقة القرن”.

المُؤتمر يحمل عُنوانًا يقول “من السّلام إلى الازدهار”، ومن المُفترض أن يُشارك فيه العديد من رؤساء الحُكومات والوزراء ورجال الأعمال العرب والأجانب والإسرائيليين أيضًا، وأكّد أكثر من رجل أعمال فِلسطيني في الضفّة الغربيّة، مِثل بشار المصري، وصوله دعوةً رسميّةً، ولكنّه لن يُشارك.

عُنوان المُؤتمر مِثل أهدافه، ينطوي على درجةٍ كبيرةٍ من الكَذب والتّضليل، فأين هو السّلام، وكيف سيأتي الازدهار للفِلسطينيين في ظِل غِياب أيّ اعتراف، أو إشارة إلى قِيام الدولة الفِلسطينيّة وعاصِمتها القدس، وهي الحد الأدنى لمطالب الشّعب الفِلسطيني.

لا نستغرِب أن تُرحّب دولة البحرين باستضافة هذا المُؤتمر الذي سيدخُل التّاريخ على أنّه سيكون لتصفية القضيّة الفِلسطينيّة كُلِّيًّا، وتهويد المُقدّسات، وإزالة اسم فِلسطين من الخرائط، وتحويل الشعب الفِلسطيني إلى خدم للإسرائيليين بدون أيّ هُويّة وطنيّة أو قوميّة، نقول لا نستغرب، لأنّ دولة البحرين باتت الحاضنة للمُخطّطات الإسرائيليّة والأمريكيّة لكُل المشاريع التّطبيعيّة والمُعادية للقضيّة العربيّة المركزيّة.

أمرٌ مُؤلمٌ أن يتم عقد هذا المُؤتمر على أرضٍ عربيّةٍ، وما يُؤلم أكثر، أنُ الأموال التي ستُوظّف لاجتثاث القضيّة الفِلسطينيّة ومَحوِها كُلِّيًّا من دائرة الاهتمام العربي والدولي تحت عُنوان السلام الاقتصادي الزائف، والمُقترحة لتمويل هذا المشروع التصفويّ ستكون عربيّة خليجيّة.

ما لا تعرفه حُكومة البحرين أنّها لا تلعب بالنّار وتتجاوز كُل الخُطوط الحمراء الوطنيّة والعربيّة والإسلاميّة فقط، وإنّما أيضًا تُوفّر الأسباب لتهديد أمنها واستقرارها، لأنّ الشعب البحريني بكُل طوائفه وأعراقه، الذي لا نشُك مُطلقًا في وطنيّته ومشاعره الإسلاميّة والعربيّة، سيُقاوم هذا الانحِراف وسيتصدّى له، خاصّةً أنّ جميع المشاريع المُماثلة كا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.