امريكا تهدد…وايران تتوعد …! / د.هاني العقاد
د.هاني العقاد ( فلسطين ) الثلاثاء 21/5/2019 م …
قد تندلع الحرب في الخليج في اي وقت اذا ما سمح لاسرائيل وضع انفها في الازمة والعبث في الخفاء على اكثر من جيهة وباكثر من مخلب , واذا ما بقيت تحرض على الحرب وتدمير مواقع النووي الايراني ,قد تندلع الحرب اذا ما قامت اسرائيل تحت غطاء امريكي بقصف اي من المواقع الاستراتيجية في ايران مستغلة حال التوتر في الخليج , وقد تقع الحرب ايضا اذا ما استمر العبث باعاقة السفن التجارية التي تتنقل بين الشرق والغرب عبر مضايق الخليج العربي , وقد تقع الحرب لسبب اخر وهو فرض نوع من الهيمة الامريكية على المنطقة وادخال ايران تحت هذه المنظومة . لعل اسباب الحرب وادواتها متوفرة الان بالمنطقة لكن لا احد يرغب بها ويتفادها لانها لن تكون حرب عادية وقد تجر الى حرب عالمية ثالثة وتحترق المنطقة على اثرها ولن يبقي بئر نفط او محطة تكرير او انبوب نفط ناقل خارج الاستهداف ولن يبقي ايضا اي موقع استراتيجي بدول الخليج واسرائيل خارج اهداف الصواريخ الايرانية بعيدة المدي . ليس هذا فقط بل اعتقد ان الحرب سوف يستخدم فيها ملايين الاطنان من المتفجرات فائقة التدمير والقادرة على اختراق اي تحصينات في كلا من جبهات القتال التي ستدخل المعركة .ولو استطعنا ان نحدد اهداف كل طرف من الحرب المحتلمة لكنا اقرب الي التوقع بنشوب هذه الحرب من عدمها , الاهداف الامريكية كبيرة ومعقدة لكن اهداف ايران حول اثبات الجوودها بالمنطقة وتقاسم الهيمنة مع الولايات المتحدة الامريكية وروسيا لتكون ضمن اللاعبين الكبار في الاقليم .
باستعراض كل طرف قوته نحن في خضم مرحلة التهديد والوعيد فقد استعرضت ايران العديد من الصواريخ الدقيقة والذكية التي تحمل رؤس متفجرة بالغة التدمير ,واستعرضت امكانية وصول هذه الصورايح لابعد من 5500 كيلو متر اي كل المواقع الاستراتيجية في الاقليم وحتي واشنطن العاصمة وفي احدث استعراضاتها اختبارها لاطلاق 6000 صاروخ في دقيقة واحده وهذا مالم يحدث من قبل في اي مرحلة استعراض القوة بأي مواجهة على مدار حروب التاريخ حتي الحرب العالمية الثانية . الولايات المتحدة بالمقابل تستعرض القوة ايضا بارسال اسطولها البحري الي مياه الخليج والدفع باكثر من 120 الف جندي امريكي الى المنطقة ووضع هذه القوات موضع الهجوم المحتمل في اي لحظة ليس هذا فحسب بل نشر مئات بطاريات صواريخ الباتريوت في كافة مناطق النفوز الامريكي بالخليج العربي , ومهما تحدثنا عن الاستعداد للحرب واستعراض القوة تبقي هناك اسلحة لن يعلن عنها هذا الطرف او ذلك ويبقيها لمرحلة المفاجاء لارباك صفوف وقوات الطرف الاخر وهذا قد يشمل بعض انواع من السلاح غير التقليدي والذي يعتبر استخدامة تهديد للمنطقة باسرها .
لا اعتقد ان مرحلة التوتر الحالية بين امريكا وايران تتجاوز مرحلة استعراض القوة بكثير والتهديد والوعيد لان الولايات المتحدة لن تقدم على اي عمل عسكري ضد ايران في هذه المرحلة بالذات والتي تبدأ فيها بتجهيز الاقتصاد في المنطقة لتنفيذ صفقة القرن وتوظيف كل ما هو مطلوب للحصول على الاموال اللازمة لهذه الصفقة بشقها الاقتصادي الذي اعلنته , ومادامت تقول ان انها تريد عقد ورش عمل بالمنطقة لجمع الاموال لتدفعها للفلسطينين ومصر والاردن ولبنان لخلق واحة استثمار فريدة من نوعها فان الحرب لن تقع لان اي حرب تقع ستدمر الاقتصادي الخليجي وبالتالي لن تتوفر الاموال التي تريدها الولايات المتحدة لخطتها ولا يخال على احد ان الشق السياسي قد تم تأجيله فهو يطبق بهدوء وصمت كبيرين وبعيدا عن صخب الاعلام . اما ايران فهي ايضا غير معنية بالدخول في مواجهة مع امريكا ايضا لان التوتر الحالي لم يصل حدته للمواجهة فهي تريد فقط رفع الحصار والعقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة في اعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الاخير (5+1) ولو كانت ايران بالحرب لاشعلت الخليج, هذا ما يجعلنا نذهب باتجاه ان الازمة الحالية بين امريكا وايران ازمة نفوز لا اكثر ولا اقل واذا ما احترم كل طرف نفوز لاخر في المنطقة سيتم نزع فتيل المواجهة وباعتقادي ايضا ان الولايات المتحدة ترغب في ان تستمر ايران في توتيرالخليج العربي الي الحد الذي يخدم الولايات المتحدة الامركية سوق السلاح الامريكي في الخليح .
بالمجمل هناك لاعب خفي يعبث في المنطقة ويريد اشعالها رغما عن الولايات المتحدة وايران ويرغب بقوة في نشوب الحرب فهو يوظف كل الدسائس والخطط لابقاء المنطقة في حالة توتر ويصور علي الدوام انه ليس الشر الحقيقي في المنطقة ولا هو المهدد الحقيقي للهوية العربية , انها اسرائيل التي نعتبرها بوابة الشر الحقيقية والمهددة الحقيقية للهوية العربية بالتساوي مع ايران لا تختلف عنها بل ان تهديداتها هي الاخطر , وهذا ما يفسر تمادي اسرائيل في تصوير انها مهددة من قبل ايران وخاصة ان ايران عزفت على ذات الوتر واعلنت انها قد تمسح اسرائيل عن الخارطة في نصف ساعة وهذا يؤكد ان الشر في المنطقة برأسان , اسرائيل وايران محركا التوتر بين اطراف متعددة على محاور النفوذ المختلفة . ما نريد ان نؤكده هنا ان كل اطراف المعادلة يدركوا ان الحرب لن تحل الكثير من المشاكل عدا اسرائيل التي اذا ما احترمت اسرائيل نفسها وجنحت للسلم وطبقت كل قواعد القانون الدولي وانهت الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية وقبلت بالعيش في سلام وواقف التسلح فان المنطقة ستهدأ في اليوم لكن هذا لن يخدم اسرائيل ولا اهدافها لابقاء حالة التوتر والحفاظ على وتيرة الصراع بالمنطقة وادارته وتوجيهه ونقله من جبهة الى اخري .
التعليقات مغلقة.