موسى أبو مرزوق يدعو إلى تدخل عسكري في سورية / نضال حمادة
نضال حمادة ( الثلاثاء ) 25/8/2015 م …
في تغريدات نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كان موسى أبو مرزوق داعية حرب غربية ضدّ سورية، وقال: «ما فعلته جماعة داعش لا يقرّه شرع ولا دين، ومع ذلك حشدت الجيوش وخطت الاتفاقات لمواجهتهم، على رغم أن فعلهم لا يكاد يذكر أمام ما جرى في الغوطة الشرقية وحلب».
مواقف أبو مرزوق هذه أتت صبيحة العدوان «الإسرائيلي» على سورية، والتي استهدفت فيها الطائرات «الإسرائيلية» مواقع تابعة للواء التسعين التابع للجيش السوري والمرابط في القنيطرة على تخوم فلسطين والجولان المحتلين، وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلامه كمن يؤيد هذه الغارات وهذا العدوان، كما أنّ هذه المواقف أتت بعد زيارة قام بها أبو مرزوق إلى تركيا قال فيها على صفحته أيضاً: «في زيارتنا إلى تركيا ومقابلتنا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو وبعض الوزراء، وجدنا التجاوب والتفهّم لكلّ القضايا المطروحة».
ويظهر من تقارب التصريحين أنّ السيد موسى أبو مرزوق سوف يكون الواجهة السياسية المعتمدة من قبل تركيا في حماس للهجوم على سورية، بعدما فقد خالد مشعل بريقه في هذا العمل، وبعد الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وتصريحات أمير قطر ووزير خارجيته عن رغبة إمارة قطر في تقارب خليجي إيراني وترحيبها بالاتفاق النووي، وهذا ما يضع ورقة خالد مشعل خارج الخدمة طالما بقي في قطر.
وتمرّ حركة حماس بمرحلة صعبة هذه الأيام بسبب انشقاقات تشهدها القاعدة الشعبية في الحركة لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش» الذي يتعزز وجوده في غزة، كما أن هذه العلاقات السيئة مع مصر دفعتها للتفاوض السري مع «إسرائيل» حول هدنة طويلة الأمد برعاية تركية – قطرية، لذلك فإنّ التيار الموالي لقطر وتركيا أصبح أكثر قوة داخل المكتب السياسي الذي يرى معظم أعضائه أنه بعد سقوط حكم «الإخوان المسلمين» في مصر أصبح حبل نجاة الحركة في يد «إسرائيل» والاتفاق معها على هدنة طويلة الأمد.
كما تشهد حركة حماس موجة من التحريض الداخلي ضدّ حركة الجهاد الإسلامي التي تتهمها الجهات الموالية لقطر داخل حماس بالحفاظ على تواصل جيد مع إيران وحزب الله خصوصاً الجناح العسكري، ويبدو أن حماس تخشى رفض الجهاد هدنة طويلة الأمد، وعملها على إفشالها، لذلك اتخذ قرار داخل حركة حماس بمنع أيّ فصيل من التحرك ضدّ الاتفاق مع «إسرائيل»، حتى ولو اضطرت الحركة لاستخدام القوة ضده، وتشير أوساط في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن أحد شروط «إسرائيل» في مفاوضات الهدنة هو قيام حماس بمنع تحرك الجهاد الإسلامي ضدّ أهداف «إسرائيلية» انطلاقاً من غزة، وقد تعهدت حماس بمنع الجهاد وغيرها من إفشال أيّ اتفاق توقّعه مع «إسرائيل».
من هنا فإنّ عملية إعادة توزيع الأدوار داخل أعضاء المكتب السياسي بما يناسب سياسة الدول المنضوية ضمن المنظومة الإخوانية تركيا وقطر جعلت من موسى أبو مرزوق يدخل في بورصة التصريحات والمزايدات في الموضوع الغالي على قلب «إسرائيل» ونتنياهو وتركيا وهو الهجوم على سورية، وكانت هذه التغريدات هي البداية ولكنها على ما يبدو بداية فاشلة بدليل تزامنها مع العدوان «الإسرائيلي».
التعليقات مغلقة.