النكبة الانتفاضة … نشيد للأرض وللإنسان ( شعر ) / رزق ابو زينة
رزق ابو زينة ( فلسطين ) الأربعاء 22/5/2019 م …
* مهداة للدكتور جهاد حمدان …
** نشرت للمرة الأولى في الذكرى 61 للنكبة ، ورأى الدكتور جهاد حمدان نشرها في الذكرى 71 للنكبة …
*************************************************************************
مستثار انا كالفراش الغريب
فاحفظي صورتي
وأمنحيهاالصدى
والمدى
وأمنحيهامزيداً من الدفق
كي يزهر العشق
أويصبح الدفق وعدا
يرد الأذى عن ضعاف القلوب
وأمنحيها الشذى
والندى
وارسمي في الفضا آيةً
يستعيد الفتى من ترانيمها فجره
قبل أن تختفي في دهاليزه
أو تذوب
واكتبي في الصحاف التي أقفلت
واكتبي المزامير ما شكّلته الرؤى
قبل إصغائها للحبيب
إنها أرضه
عرضه
عندما انتزعت من شرايينه
قبل سبع وستين عاماً
والقته في ذروة اليتم
في ظلمة التيه مستنزفاً عالقا
في نتوء الدروب
واقرأي للفتى قصة عن بطولات أجداده
كي يرى روحه نجمةً أفرغت ضوءها
في خلايا الظلام
والفتى لم يكن جاهلا
والفتى لم يكن غافلا
فالسهام التي طاردته
والخيام التي غيّبته
والحمام الذي فر من صدره خشية
من صقور السلام
والفتى
لم يكن حالمًا
والفتى لم يكن نفسه
إنما كان اثنين ضدين في واحد
كان نسرا اتته العلى خلسة
في الظلام
يوم قالو له
انت قُمرِيةً
ثم ضبوا له العشب
واستأثروا وحدهم بالمهام
كانت الشمس حورية رائعة
والأناشيد فاكهة المستهام
هكذا كانت الشمس
والقمة الشاسعة
من عرى ثوبه طالعة
والحقول الموشّاة بالضوء
تعطي له صدرها كي ينام
كل قلب غدا قلبه
كل قلب تمنى لو أنّ الألم
في شرايينه يستحم
هكذا
سوف أحكي له
عن عشيقاته
والنهود التي أزهرت حوله
يوم أن كانت الارض غابة
واشتعالاته
اه أُسقطت من ربابة
فاسمعيني اذا
يوم أحكي عن الموت لما انحنى
من غصون الشجر
يوم كان الحجر
هيكلا هاربا من ذبابة
يومها لم يكن للقمر
غير قمبازه
والخروق التي ثبتتها الرصاصات فيه
لم يكن كالمحبين مستغرقا في السهر
إنما كان مهرا
يجاهد كي يخطف الفوز من سابقيه
يا بقايا مواويلنا
كيف نمضي بآلامنا في متاهات
هذا الممر الخطر
صورة
لا صور
يوم ألقى بهم ذلك البحر فوق الرمال
صورة
لا صور
يوم دسوا توابيتهم في حواكيرنا
وارتدوا جثثا تتقن الاحتيال
يومها كانت الأرض تعطي لنا
كل فجرية
كانت الأرض تعطي لنا
يومها كانت الأرض تزهو بنا
عندما يثمر الزرع
أو يشخب الضرع
تزهو بنا
ه…..كذا صارت الأرض تشكو لنا
أخبرت كل أطفالنا أنها شاهدتهم
يبولون فوق الرمال التي شكلت
لحمنا
اه
والأرض موقوفة بين لا ونعم
اه
والأرض طفل رأى في ماناماته
كوكبا هائلا ينقسم
اه
والأرض ثوب الملاك الذي نشتهيه
عندما تعتلين القمم
أو تدورين حول الجلال الذي يحتويه
عندما ترضعين النغم
حين يستخلص الطير من ضعفه
سامحيه
يومها يستحيل الألم
جدولا مذهلا
تستحم الشهيدات
حول الصناديد فيه
إنني اقرأ الآن في سفر هذا الخضم
آية النار تأتي على صانعيه
إنني أبصر الان خلف الحروف التي تحتدم
حائطا مرعبا ينهدم
والصغار الشبيهين بالضوء
يستنزفون الظلام الذي يرتديه
اي……ـه يا أرضنا
اي……ـه يا أمنا الماردة
اي…..ـه يا أم اطفالنا
يا أناشيدهم
عندما تلسع الشمس أطراف
أطرافنا الخامدة
إنني أفهم الآن كم كنت مقهورة
إنني أفهم الآن أنّ الزمن
لم يعد مقفلا
فالبيوت التي ظنها البعض مهجورة
والزوايا التي اسكرتها الهراوات
والدم
والجثث الباردة
هجمت دفعة واحدة
هجمت دفعة واحدة
هجمت دفعة واحدة
فالطريق
لها الآن مفتوحة
ولنا
والذي كان من عاشر المستحيلات
أمسى على شعبنا هيناً
فالطريق لها الآن مفتوحة
ولنا
والفضاء الذي استنزفوا غيمه
يهطل الآن شهدا على زرعنا
إنها الأرض تجهلهم بعد موتين
ظنوا
بأنهما اختصرا عمرنا
نحن أصحابها
نحن أحبابها
كل مافي شراينها ملكنا
نحن من شاءها أن تكون
فكانت كما شاءها أمرنا
نحن من شاءها أن تغني
فكانت نسيجا من الماء
والقبرات الأ
نيقات
والعطر
والموز
والكستناء
كل ما في شرايينها مِلكُنا
فالهواء الذي يطرح العطر
يستخرج العطر من زهرنا
والغيوم التي تذرف الغيث
تستخلص الغيث من صبرنا
والجبال التي تستحم على صدرها
إسألوا صخرها
وانظروا في تضاريسه
لن تروا غير بعيدين
أرقامها عظمنا
كل مافي شراينها ملكنا
دورهم
وأراجيح أطفالهم
دورنا
واراجيح اطفالنا
حتى بقايا الخطى
فهي تروي لعشاقهم
روعة الدفء في عشقنا
إنما كيف جاءوا هنا
ولنا عبر أحيائنا صور لا تموت
ولنا مافي خوابي البيوت
ولنا كنزة العنكبوت
ولنا كزدرات المساء
ولنا قهقهات الأزقة مصحوبة بالغناء
ولنا وقع اقدامنا في الفناء
ولنا خبز جداتنا ودخان الطوابين
لما يزل عابقا في الفضاء
ولهم مالهم
ولنا مالنا
ولهم شكلهم
ولنا شكلنا
ولنا سُمرة الأرض تلك التي
ميزت لوننا
ولهم لغة تجهل الأرض ماكُنهها
ولنا زهرة الاوف
والميجنا
فاسألو أجهل الناس في قومنا
أي قطر تحد فلسطين من شرقها
اهلنا
ومن غربها
والشمال
عرب مثلنا
والجنوب
عمقنا
أي شيء لهم عندنا
وكيف إذا دارت الأرض يوما عليهم
وطافت بأحيائهم خيلنا
التعليقات مغلقة.