الأردن … الكوادر الطبية في القطاع العام بحاجة إلى تعزيز تخفيفاً عما يواجهون / د. لؤي ابو عتيلة

الأردن العربي – الخميس 23/5/2019 م …
كتب الدكتور لؤي أبو عتيلة …




نتيجة بحث الصور عن لؤي ابو عتيلة د. لؤي أبو عتيلة
” باغتها المخاض فصام الكادر خمس ساعات إضافية لإنقاذها….”
في الوقت الذي كانت تنتظر فيه التآم شمل العائلة على مائدة رمضانية دافئة، نظرت في وجه زوجها و أطفالها الثلاثة و قالت :
سامحوني!
لم يعرف الزوج و لا الدفاع المدني خطورة الحالة حتى وصلت مستشفى البشير.
فخلاصة الجنين متسللة في جدار الرحم ذو القيصريات المتعددة، مغروسة كجذور شجرة زيتون رومانية في وديان قرية “عي” لا يمكن اقتلاعها.
وصلت إلى مستشفى البشير ذو الكادر المرهق منذ الصباح ، يتأمل أن يتناول وجبة إفطاره الرمضاني بهدوء يقولون عنه دائما فيما بينهم هدوء ما قبل العاصفة!
يضع المقيم جهاز السونار على بطن المريضة فيتغير لونه!
ماذا هناك؟! يسأل البقية في خضم نقاشهم الذي كان سابقا على حضور المريضة عن ما يشتهون إفطارا.
تأتي الإجابة ، بريفيا و مخاض!
حضروا غرفة العمليات و استدعو مستشاري الولادة المناوبين، و أنت دكتور  فلتتواصل مع بنك الدم أريد ثمانية وحدات بأسرع وقت حتى لو ذهبت أنت بنفسك لإحضاره.
يرن جرس الهاتف و هم متجهون إلى مائدة إفطار تعده جمعية النساء و الولادة الأردنية كل عام لتجميع الأحبة و رفقاء المهنة، يغلق الهاتف و يسلك أقصر طريق إلى المستشفى و يستدعي زميلين آخرين من الاختصاصيين المهرة كانا في طريقهم أيضا إلى نفس المكان.
و يلتقون جميعا في خلية نحل لا تعرف الكلل ولا الملل أو التذمر، يولد الطفل بقيصرية طارئة باكيا، يملأ مسرح العمليات ضجيجا فيفرحون!
ثم تبدأ  معركة مع نزيف يصارع هذا الجيش المجنزر، ليأتي قرار الحكماء : فليبدأ استئصال الرحم..
فتصرخ الممرضة منادية مساعدتها في التحضير  : هيستيريكتومي!
تنتهي العملية بتقهقر النزيف خائبا ، تستيقظ المريضة تسأل عن طفلها، تسمع بكاءه، يضعه الطبيب على صدرها و يقول : الحمدلله عالسلامة!
فيعود الكادر مجددا للحوار ماذا تريدون أن تفطرون، فيجيب أصغرهم مازحا : تقصدون ” نتسحر”
فيضحكون!
طوبى لكم …
دلؤي أبوعتيله

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.