عندما تهدد النصرة الإرهابية بالعودة لغزو دمشق من بوابة إدلب !؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 24/5/2019 م …
منظومة تسليح نوعية استخدمتها المجاميع الإرهابية بشكل واسع بغزوتها الاخيرة انطلاقاً من ريف ادلب الجنوبي الشرقي باتجاه ريف حماه الشمالي الغربي ،منظومة حرب انغماسية قادها أكثر من 30 انتحاري بأكثر من 20 مركبة وعربة مفخخة، إضافة إلى مشاركة اكثر من 1500 إرهابي قوقازي شيشاني وصيني وغيرهم من المسلحين العابرين من تركيا وبضوء اخضر تركي والذين تحدثت وسائل الإعلام عن فصول ومراحل عبورهم من الأراضي التركية باتجاه إدلب،للمشاركة في غزوة ريف حماه الشمالي الغربي ،وهنا اجزم أن هذه العوامل بمجموعها قد فشلت اليوم في تحقيق الجزء الرئيسي من منظومة الأهداف الاستراتيجية التي عول بعض الأطراف الاقليمية والدولية على تحقيقها كرد على معارك التحرير الكبرى التي يقودها الجيش العربي السوري وبدعم من الحلفاء في محيط ادلب .
اليوم، لا يمكن إنكار أن خسارة الجيش العربي السوري لمواقعه المتقدمة والتي حررها بعمق ريف حماه الشمالي الغربي اخيراً، سوف تشكل بمجموعها عبئاً على صانع القرار العسكري السوري، وهذا ما دفع بالجيش العربي السوري بما تبقى لديه من قوات بعموم هذه المنطقة إلى إعادة تجميع قواته وإعادة ترتيب أوراقه وحساباته لحجم المعركة في عموم مناطق ريف حماه الشمالي الغربي، مع الأخذ في الحسبان حجم التدخل التركي والإمداد العسكري بأشكاله كلها الذي توفره تركيا للإرهابيين في عموم هذه المناطق.
وبالمتابعة الميدانية ،لتطورات الساعات الاخيرة لمعارك ريف حماه الشمالي الغربي ، هنا، يمكن القول إن الجيش العربي السوري قد استوعب وتكيف مرحلياً مع الغزوة الانغماسية لهذه المجاميع الإرهابية والمدعومة من الجانب التركي، وبدأ فعلياً برسم ملامح جديدة لطبيعة المعركة في عموم مناطق ريف حماة الغربي والشمالي ، وقد أثمر هذا التكيّف عن استعادة زمام المبادرة من قبل الجيش العربي السوري ، وها هي طلائع قوات النخبة في الجيش العربي السوري ،تبدأ بالانخراط بشكل مباشر في المعركة ، مع تأكيد وجود قوات نخبة باتجاه اخر اليوم تقف على مشارف العمق الاستراتيجي لريف إدلب الغربي «جسر الشغور»،لتوزيع الجهد العسكري وتشتيت قوى المجاميع الإرهابية .
ويمكن أن نقرأ وبناء على متغيّرات الساعات الأخيرة والتطور الملموس والنوعي في عمليات الجيش العربي السوري بعموم مناطق ريف حماه الشمالي الغربي، أن خطط القادة الميدانيين في الجيش اتجهت بالمنحى الإيجابي، فخريطة العمليات العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية وتبادل الأدوار والانتقال من خطة إلى أخرى والتكيف مع ظروف المعركة بسلاسة ملحوظة، هذه المتغيّرات التي أدارتها بحرفية وحنكة ملحوظة القيادة العسكرية الميدانية للجيش العربي السوري ، أثمرت وبعمليات نوعية وخاطفة عن ضرب خطوط الهجوم والامداد للمجاميع الإرهابية ،والأكثر وضوحاً اليوم، أن منظومة الأهداف التي عولت عليها الدول الراعية للغزوة الانغماسية الاخيرة للمجاميع الإرهابية في ريف حماه الشمالي الغربي ، ستبدأ بالتهاوي واليوم نرى أنها تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرض لها المجاميع الإرهابية الغازية لريف حماه الشمالي الغربي ،وعلى قاعدة سلسلة انهيار أحجار الدومينو، واجزم اليوم ان القيادة العسكرية السورية تدير معركة ادلب ومحيطها بكل حرفية، والهدف الأقرب لهذه المعارك التي يقودها الآن بعض القادة الميدانيين في الجيش العربي السوري بريف حماه الشمالي الغربي والتوسع عمودياً باتجاه عمق ريف ادلب الجنوبي الشرقي، هو تحرير خان شيخون ، والأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات وستشهد تغيّراً ملموساً وواضحاً في طبيعة المعارك بعموم مناطق محيط محافظة إدلب، فاليوم الجيش العربي السوري استعاد زمام المبادرة وانتقل من مرحلة التموضع وبناء خطوط الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة الأرض.
ختاماً ،هنا تمكن قراءة الواقع وبشكل منطقي وأكثر واقعية، بأن عملية الإرباك والحرب الإعلامية التي صاحبت غزوة ريف حماه الشمالي الغربي ، قد بدأت منظومتها بالانهيار التدريجي، وستكون نهايتها الواقعية والمنطقية، كنهاية غزوات المجاميع الإرهابية والتي وصفت حينها بالانتحارية في حلب وخاصرتها الغربية ،عندما كانت معركة احياء حلب الشرقية بخواتيمها الاخيرة والمجاميع الإرهابية تصارع للبقاء ،كانت المجاميع الإرهابية تدعي انها تحقق انتصارات في حلب المدينة ، وهذا السيناريو يتكرر اليوم في ادلب ومحيطها ، وبصورة اكثر هزلية ، فالمجاميع الإرهابية ومع أول تقدم عسكري إعلامي لها في بلدة حررها الجيش العربي السوري اخيراً في ريف حماه الشمالي الغربي،بدأت بالحديث عن معركة العودة لغزو دمشق !!؟؟؟.
التعليقات مغلقة.