انسحاب العدو الصهيوني من لبنان بتاريخ 25 أيار 2000 / العميد ناجي الزعبي
العميد نلجي الزعبي ( الأردن ) السبت 25/5/2019 م …
احتل العدو الصهيوني جنوب لبنان بعام ١٩٧٨ ضمن خطة استراتيجية من عدة مراحل استهدفت احتلال لبنان كله .
وبعد احتلال الجنوب تم احتلال الشريط الساحلي الممتد حتى طرابلس واحتل بيروت والمرتفعات اللبنانية ، ومن ثم لبنان كله ، وتم خلق ذراع صهيوني من كيان محلي عميل هو ميليشيا سعد حداد وأنطوان لحد .
فقد كانت المرحلة الأولى احتلال الجنوب ثم تلاها المنطقة الواصلة من الحدود مع لبنان للمرتفعات الجبلية وبيروت لطرابلس.
لكن المقاومة اللبنانية اضطرته للانسحاب حتى المناطق الجنوبية وغرب البقاع حتى تاريخ ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠ حيث انسحب العدو من الجنوب بدون قيد او شرط وبدون مفاوضات ، إذا كان قرار الانسحاب من جانب واحد هو العدو الصهيوني نفسه
فقد تعرض لضربات المقاومة اللبنانية الوطنية الموجعة بمختلف اطيافها وفي طليعتها حزب الله التي جعلت من احتلاله كابوساً مروعاً ونزفاً عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً ، وجرى الانسحاب من المناطق المحتلة باستثناء منطقة تبلغ مساحتها ٢٥٠ كم مربع وهي مزارع شبعا وترك ميليشيا حداد تواجه مصيرها .
لقد كان للدعم الشعبي والرسمي اللبناني والدولة اللبنانية والسورية والإيرانية دور كبير في تطور قدرات المقاومة وإيقاع الأذى البليغ والموجع في صفوف العدو .
وقد حررت المقاومة اللبنانية الوطنية ٣٣ قرية كانت محتلة من جيش لبنان الجنوبي أي المليشيات العميلة ، و١٢٥ قرية محتلة من قبل العدو الصهيوني وتقع هذه القرى في قضاء حاصبيا والبقاع الغربي والنبطية وجزين وصور ومرجعيون وبنت جبيل .
لقد اتسمت المقاومة اللبنانية بالانضباطية والحس المسؤول العالي ووجدت في في المحيط الشعبي حاضنة شعبية ورافد وخزان للمقاومة وأكسبها التزامها العقائدي وانضباطها المسلكي والعسكري احترام كل الطوائف .
وقد ترك انسحاب العدو الصهيوني ونصر المقاومة اثاراً إيجابية على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والدولي
وعزز مكانة لبنان وأعاد الاعتبار لنهج المقاومة وسدد ضربة للتسويات السياسية الفاشلة الراضخة للإرادة الاميركية الصهيونية وأسس لنصر ال ٢٠٠٦ الحاسم وما تلاه من إنجازات
كما اكد الانسحاب ان القوة المسلحة بالفكر والعقيدة والأيديولوجيا والحق قادرة على اجتراح المعجزات والحاق الهزيمة بالعدو بصرف النظر عن موازيين القوى وحجم التسلح
التعليقات مغلقة.