اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية المتسارعة .. أسباب ..أهداف ونتائج ..!؟
الأردن العربي – كتب أحمد العشّي ( الثلاثاء ) 25/8/2015 م …
هل تكون اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية المتسارعة و المتكررة ضمن مساعي الطرفين لاعادة مسار ملف المفاوضات؟ ام انها شكلية؟ و ما هي اهدافها؟ و ما علاقتها بمفاوضات التهدئة التي تجريها حركة حماس مع الجانب الاسرائيلي؟.
اوضح المحلل السياسي جهاد حرب ان لقاءات القادة الفلسطينيين مع قادة اسرائيليين هي عبارة عن لقاءات شكلية ولن تجدي نفعا خلال الفترة القادمة ، مشيرا الى ان قد تأتي في اطار تنسيق العلاقات الثنائية في بعض القضايا الفنية دون ان يكون هناك لقاءات متعلقة بالشأن السياسي.
وبين حرب لـ”دنيا الوطن” ان الفلسطينيين عندما يقولوا بان نتنياهو هو مفتاح السلام في المنطقة ليس الاعتراف بشجاعة نتنياهو ، و انما هو الشخص الرئيسي و المركزي الان في اسرائيل و الذي يستطيع اقامة سلام مع الفلسطينيين بصفته رئيسا للحكومة، وبالتالي عدم رغبته بالمفاوضات و عدم الوصول الى سلام مع الفلسطينيين ادت الى اغلاق جميع الابواب تجاه عملية السلام من ناحية و مواجهة الفلسطينيين من ناحية اخرى.
وفي السياق اكد حرب ان نتنياهو افشل كل الجهود المبذولة لامكانية عودة المفاوضات و عملية السلام في المنطقة سواء جهود جون كيري وزير الخارجية الامريكي قبل عام او أي الجهود التي بذلتها فرنسا لطرح مبادرة لاعادة عملية السلام، مشيرا الى ان نتنياهو هو من يقوم بتعكير ووقف عملية السلام خلال السنوات الماضية من خلال سياسياته ضد الفلسطينيين او محاولاته المتكررة لتأييد المتطرفين الاسرائيليين.
واوضح حرب انه في الشهر القادم ستعقد الجمعية العامة للامم المتحدة جلستها السنوية و التي ستحاول قوى دولية خلالها تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين و الاسرائيليين سواء.
واكد ان هناك مطالبة دائمة بالذهاب الى المفاوضات من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي، لكن حكومة نتنياهو هي التي تعرقل هذا الامر سواء بسياسة التهويد في مدينة القدس و الضفة الغربية او الاجراءات المتخذة ضد الفلسطينيين او التراجع عن أي اتفاق قام به نتنياهو خاصة بعدم الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين القدامى.
ونفى المحلل السياسي الى ان تكون مفاوضات التهدئة بين الجانب الاسرائيلي و حركة حماس مرتبطة باللقاءات الاخيرة بين القادة الفلسطينيين و الاسرائيليين ، لافت الى انه في الفترة السابقة كان يدور الحديث عن امكانية الوصول الى اتفاق بين حماس و الاسرائيليين ، حيث قال: “لا اعتقد ان اللقاءات التي جرت بين القادة الفلسطينيين و الاسرائيليين انها تأتي تحت اطار المنافسة لمفاوضات التهدئة بين حماس و اسرائيل و انما جاءت في اطار الضغوط التي تمارس على الفلسطينيين لجس نبض الحكومة الاسرائيلية حول ماستقدمه مستقبلا”.
من ناحيته اوضح المحلل و الخبير في الشأن الاسرائيلي د. هشام ابو هاشم ان اللقاءات الفلسطينية مع الاسرائيليين جاءت لتخفيف الاجراءات الاسرائيلية ، لافتا الى انه من الممكن خلالها فتح قنوات اتصالات جديدة للعمل على اعادة مسار المفاوضات من جديد.
وقال ابو هاشم: “ممكن ان تكون هذه لقاءات الدكتور محمود الهباش لوضع الترتيبات التي تتعلق بموضوع الحج و الهجوم على الاقصى”.
وحول ما قيل بان نتنياهو هو مفتاح عملية السلام قال ابو هاشم : لا اعتقد ان يكون قد خرج من مسئول فلسطيني بان نتنياهو هو مفتاح عملية السلام في المنطقة و انما هو من يستطيع ان يفتح السلام في المنطقة ، حيث ان نتنياهو هو من يعيق السلام وهو من يستطيع ان يفتح باب السلام”.
واوضح في الوقت ذاته ان نتنياهو هو من عطل عملية السلام و افشل كافة الاتفاقيات و الذي اعاق الكثير من اجراءات العملية السلمية في الوقت الحاضر، لافتا الى ان نتنياهو يريد تطبيق كيان فلسطيني على مقاسه الشخصي و ليست دولة ذات سيادة او حدود بكافة امكانياتها، كما انه يريد ان يكون هناك كيانات فلسطيني منفصلة عن بعضها البعض و التحكم بها من الخارج على حد تعبيره.
و اكد ابو هاشم ان الاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية لم تنقطع وبالتالي هناك لقاءات و تنسيقات موجودة على ارض الواقع، وبالتالي هناك جهود من قبل بعض القادة الفلسطينيين للعمل على حلحلة تلك المسارات مثل مسار التفاوض او العمل على اراحة ابناء الشعب الفلسطيني.
ولفت ابو هاشم الى ان القيادة الفلسطيني تعمل ضمن مخطط كامل للعمل على اعادة اقامة دولة فلسطيني على جدود 67 وليس تهدئة تكون على جزء من الدولة.
وحول امكانية العودة الى المفاوضات مرة اخرى قال ابو هاشم: “لا اعتقد ذلك لان الحكومة الاسرائيلية هي من ترفض ذلك ولم تعطي الشعب الفلسطيني حقوقه بالكامل و التي كان اخرها الافراج عن الاسرى القدامى”.
واضاف: “الحكومة الاسرائيلية تحاول ان تجسد الانقسام وتريد اطالة امده وتقسيم الضفة الغربية و تهويد القدس، لافتا الى ان ذلك هو مخطط الحكومة الاسرائيلية الحالية.
وبين ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتكررة تهدف الى اعادة مسار ملف المفاوضات ولكن ضمن اسس محددة و الحفاظ على الثوابت.
واوضح ان ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من وساطة بينها و بين حماس عن طريق تركيا و قطر فانها تهدف الى تجسيد حالة الانقسام الفلسطينية الفلسطينية وتنفيذ مخططها بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية و القدس.
الجدير بالذكر ان قادة فلسطينيون على رأسهم رئيس هيئة القضاة د. محمود الهباش ومسؤول ملف فلسطيني الـ 48 محمد المدني لقاء مع نائب الوزير الاسرائيلي “أيوب قرا”، في فندق “أميريكان كولوني” بالقدس.
كما عقد امين سير اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات اجتماعات متتالية مع سيلفان شالوم المُكلف بملف المفاوضات مع الفلسطينيين من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو .
وأشارت مصادر أن عريقات وشالوم التقيا في القاهرة اول امس الاحد وصباح امس الاثنين قبل مغادرة “عريقات” القاهرة الى عمّان.
التعليقات مغلقة.