من يدري … قد تجلب سياسة ترامب الإهانة لامريكا ! / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 25/5/2019 م …
الرجل منذ ولج اروقة البيت الابيض وهو يبحث عن المشاكل حتى مع المقربين من حلفائه اذا استثنينا دولة عرف عنها انها ” كانت في ” الزمانات ” ام المصائب” في العالم عندما كان يطلق عليها مسمى ” بريطانيا العظمى” قبل ان ينحسر دورها الدولي جغرافيا وتتحول الى ” الجزر البريطانية” بعد ان كانت لاتغيب عن مستعمراتها الشمس لتبرز الولايات المتحدة الامريكية كقوة دولية عظمى بعد حرب طاحنة تخلصت عبرها من السيطرة البريطانية.
ان اختفاء اسم ” بريطانيا العظمى ” ليحل محله مسمى مناسب هو ” الجزر البريطانية “لايعني ان لندن اصبحت خارج الاطار التامري الذي يشهده العالم بل ان الولايات المتحدة نفسها تعتمد على بريطانيا في اكثر من مجال من بين ذلك المعلومات الاستخبارية المفبركة والكاذبة” لان في حقيبة ” الداوننغ ستريت” ملفات كثيرة يمكن ان يبرزها لدعم ومساندة الروايات الامريكية الكاذبة خاصة في عهد ” كذاب القرن” ترامب.
وحتى في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي تعتمد الولايات المتحدة على المشرعين البريطانيين في حبك وصياغة ” مشاريع القرارات” الدولية نظرا لخبرتها في مجال تكبيل الدول الاخرى التى لاتروق سياستها للاستعمار بالقرارات الدولية في حال تمريرها .
بريطانيا بكل جبروتها وقوتها انحسر دورها وتقوقعت ” عظمتها” في اطار” جزر” تحيطها المياه من كل جانب لكن بامكان هذا الكيان” الجزر” ان يدخل الملعب الدولي متى شاء بحكم احتلاله واستعماره لمناطق شاسعة في قارات العالم وان لديه القدرات ان يعبث ويخرب جراء زرعه الفتن في تلك المناطق وان تلك الاعمال يسخرها الان في خدمة “الجبروت وطاغية العصر الولايات المتحدة الامريكية في ظل رئيس مستهتر كذاب بامتياز بل انه مجرد سمسار” يتصرف كما يتصرف ” الاشقياء” القبضايات” مما قد بجعل الولايات المتحدة الامريكية عرضة للاهانة بصرف النظر عن امكاناتها وقدراتها العسكرية التي تلوح بها لابتزاز الاخرين .
في حروب الامس كان الاعتماد ينصب على الطيران الحربي وضرب قوات جيوش الطرف الاخر مما يجعله يستسلم وهذا ماحصل في حروب عديدة في منطقتنا شنتها “اسرائيل” وتمكنت من تحقيق نجاحات عسكرية لكن حربا وقعت قبل عقد ونصف من الزمن في لبنان لم تتمكن اسرائيل من تحقيق النصر فيها بل هزمت شر هزيمة رغم زجها بقواتها الجوية والبرية لكنها عجزت عن كسر شوكة ” مقاتلي حزب الله” وجيش لبنان وشعبه في الجنوب اللبناني.
اي ان الولايات المتحدة بامكانها ارسال الطائرات والبوارج الحربية وقصف ايران لكنها لن تستطيع ان تفعل الشيئ نفسه عام 2003 عندما احتلت العراق ودمرته خاصة وان جميع المسؤولين الايرانيين عسكريين ومدنيين يؤكدون ان بمقدورهم اغراق سفن وبوارج واشنطن الحربية في المنطقة ان هي اقدمت على مغامرة عسكرية.
وكان اخر التصريحات ما ورد على لسان الجنرال مرتضى زماني مستشار القيادة العسكرية الايرانية الذي توعد باغراق السفن الحربية الامريكية بصواريخ قال انها ” سرية” بما في ذلك حاملات الطائرات في مياه الخليج اذا ارتكبت عدوانا على بلاده بصرف النظر اذا كان هذا التصريح ياتي في اطار الحرب الاعلامية المشتعلة في المنطقة ام انه واقع حال .
كم نتمنى ان لاتنشب حرب جديدة في المنطقة المبتلاة بالحروب والمشاكل والصراعات الدموية التي يقف وراءها اعداء الشعوب لاسيما الانظمة والحكومات التي تغذيها لانها تقتات على سفك الدماء خاصة تلك الانظمة الفاسدة التي تتشدق باسم الاسلام” وهي تصدر الموت والدمار للشعوب سواء المسلمة في اقدس شهر ” هو شهر رمضان” او غير المسلمة نتمنى ذلك حرصا على شعوب واوطان المنطقة برمتها.
وفي ذات الوقت نتمنى ان تهان الولايات المتحدة لاسيما في عهد السمسار والمغامر ترامب والطاقم المحيط به الذي تذكرنا ممارساتهم بسلوك النازيين وما سبق الحرب العالمية الثانية ويصار الى ايصال غطرستها الى الحضيض مثلما سبقتها في ذلك دول وامبراطوريات في القارة العجوز تحولت الى مجرد ” جزر” بالرغم من انها وبحكم حيلها والاعيبها و” ثعلبيتها” لازالت تتحكم في بعض مناطق العالم عبر اثارة النزاعات ” الاقليمية ” طائفيا وقوميا واثنيا” ان لم تفلح جغرافيا وهو مانلمسه اليوم في اكثر من بلد مثل العراق وسورية وحتى اليمن ودول عربية في القارة الافريقية على الرغم من انحسار دورها الدولي.
فهل يتكرر المشهد مع ” سيدة العالم الحر” جراء استهتارها واستخفافها بشعوب ودول العالم كما حدث مع ” امبراطورية ” القارة العجوز” ؟؟
التعليقات مغلقة.