اسرائيل وسيناريو التطبيع مع العرب / المستشار السياسي حسين موسى

حسين موسى ( الأربعاء ) 29/5/2019 م …




ان المتمعن في احداث منطقة الشرق الاوسط واحداثها المتلاحقة والمتسارعة يجد ان هناك اجندات وضعت ومخططات نفذت لكى تساق المنطقة نحو هدف واحد لا ثاني له وهو التطبيع الكامل مع اسرائيل وهذا التطبيع اليوم  يختلف عن محاولات التطبيع السابقة فاليوم يسعى  العرب نحو التطبيع بأنفسهم  وليس اسرائيل كالسابق . وسيناريو التطبيع الحالي وضع لتغير احداثيات المنطقة جغرافيا وسياسا واجتماعيا حيث :

  • تم استغلال الازمات العربية الداخلية سواء ازمات اقتصادية او ازمات تداول السلطة و فساد النخب السياسية وعدم وجود مخطط استراتيجي حيوي للدول يواكب الاحداث العالمية المتلاحقة في التطور العلمي والبحثي مما جعل العرب في ذيل قائمة التطور سواء في مجال التعليم والبحث العلمي او تحقيق الارتقاء في المستوى الاجتماعي والاصلاح الإداري او النهضة الاقتصادية وهذا ما استغله العدو – هذا العدو الاسرائيلى الذى حصل مؤخرا على المرتبة الاولى في البحث العلمي والذى يضع مخطط استراتيجي له كل عشر سنوات فنجد مخطط اسرائيل 2020 حتى اسرائيل 2070
  • فمنذ خمس سنوات وضع مخطط إسرائيل  2020و واسرائيل 2030 وملخص هذا المخطط هو تحويل العرب نحو التطبيع الكامل  عن طريق خلق فزاعات  وهمية لهم  وقد تناول هذا المخطط و كتب عنه عده كتاب اسرائيليون في رؤيتهم المستقبلية اسرائيل 2020 واسرائيل 2030  كما يهدف هذا المخطط الى  ضرب الحكم الملكي في الاردن والمملكة العربية السعودية  والتي تتميز بالطبيعة القبلية وصراع الاسر وفى الاردن  التي تتميز بالتعدد الاثني للسكان بين الأردنيين والفلسطينيين  مما يودى الى ازمات تداول للسلطة  كما يهدف ايضا  الى زعزعة المنطقة باختلاق صراعات وهمية فتم انشاء داعش لتكون فزاعة للعرب ثم مرحلة المزاعم حول  المد الشيعي وايران التي تهدد منطقة الخليج بهدف عودة ملك فارس القديم
  • تم استغلال اخطاء الانظمة العربية ومساومتهم على تقديم تنازلات بحجة حقوق الانسان ومواكبة الرقى والتطور وبالتالي حدوث فجوه بين اطياف المجتمع بحجة ان النظام عميل
  • تم ارباك المشهد بضربات اسرائيلية في غزة ثم سوريا ودعم خفى للحكومة اللبيبة في مواجهة الجيش الليبي المتقدم نحو طرابلس
  • تحريك السفن الامريكية نحو الشرق الاوسط بحجة قرب ضرب ايران في حين ان المتمعن للأمور يعرف ان الولايات المتحدة لا قدرة لها على ضرب ايران لعده اسباب منها :
  • ان ايران تتحكم في مضيق هرمز وبالتالي اصبحت متحكمة في نصف امدادات الطاقة القادمة نحو اوربا وبالتالي تسطيع ان تحول نصف القارة الاوربية الى ظلام  دامس اذا حدثت حرب لا تقل عن عشرة ايام  
  • ان النظام العالمي الاقتصادي ليس له قدره على تحمل أي ازمات عالمية اقتصادية وعدة دول سوف تشهر افلاسها اذا حدثت حرب في هذه المنطقة
  • ان جميع المفاعلات النووية الإيرانية في بطن جبل قم وبالتالي منطقة شديدة التحصن لن تستطيع أي قوة جوية تدميرها
  • ان الشيعة يومنون بالمرجعية الدنية وبالتالي فاذا اعلن الجهاد في ايران سوف يتحول مليون جندي إيراني الى مجاهدين ( مليون عدد الجيش الإيراني )
  • سبق ان حاولت الولايات المتحدة الامريكية محاصرة ايران اقتصاديا وتجاريا وبالفعل حاصرتها لسنوات وفشلت بسبب ان الاقتصاد الإيراني قوى نوعا ما ومتنوع
  • دعم حلفاء ايران الدوليين لها روسيا والصين
  • ان ايران سوف تكسب تعاطف المجتمعات والشعوب الاسلامية وبالتالي سوف تتحول المنظمات الارهابية الى عمليات داخل العمق الأمريكي رغبة في نيل شرف الشهادة كما حدث في حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان
  • ان اسرائيل لا تريد ان تتورط في حرب عداء مع ايران وتريد حرب وكالة بين السنه العرب والشيعة

المصلحة الامريكية الاسرائيلية

ان الولايات المتحدة واسرائيل تومن ايمان كامل ان القدرة النووية الايرانية لم تصل بعد الى حد صنع القنابل النووية حيث ان درجة النقاء في المفاعلات لتخصيب اليورانيوم يجب ان لا يقل عن 98% وايران الان لم تتجاوز 5% فالتالي لا توجد مخاوف من البرنامج النووي الإيراني حاليا  لكن تم تصوير المشهد خلاف ذلك حتى يتم تحويل القناعة العربية نحو التطبيع الاسرائيلى  كما تهدف المصالح الامريكية والإسرائيلية ايضا الى :

  • مال الخليج الذى تم استباحته
  • اعادة ترسيم المنطقة بنقل ثورات الربيع اليها بصورة جديدة
  • تخويف ايران ومحاولات الوصول معها الى حل تفاوضي يشمل تنازلات ايرانية
  • صرف النظر عن القوانين الاسرائيلية الجديدة وضم الجولان وقانون الهوية الدينية لإسرائيل
  • تقرب العرب نحو التطبيع مع اسرائيل وبالفعل ظهرت عدة دعوات لذلك فظهرت مقولة كلنا في قارب واحد وجمعينا من نسل سيدنا ابراهيم وللأسف نجد ان بعض الاعلاميون العرب انساقوا خلف هذه الدعوات ويرون ان الخطر الإيراني اشد من التطبيع مع العدو الصهيوني
  • طمس القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية هوية وانتماء وارض الى قضية اقتصادية بحتة وهذا ما تم الدعوة اليه في مؤتمر المنامة المقرر عقدة في شهر يونيو القادم

موقف القيادة المصرية :

  • تدرك القيادة السياسية المصرية ابعاد المخطط جيدا وتعرف ان الحروب القادمة هى حروب جوية وبحرية حروب سيطرة على المضايق والمنافذ البحرية لذا استعددت جيدا لذلك عن طريق اعادة برامج التسليح وتجديدها بإدخال حاملات الطائرات وتحديث القوات الجوية
  • كما تدرك القيادة محاولات طمس الهوية العربية فمنذ تسعينيات القرن الماضي تحاول اسرائيل والشيطان الاكبر تهميش جامعة الدول العربية( الكيان العربى الوحيد ) بخلق مشروعات جديدة كجامعة الشرق الاوسط الجديد الذى سوف يضم تركيا واسرائيل وايران فلذا نجد ان القيادة المصرية تحاول جمع الشمل العربى وتوحيد الصف.

واخيرا اقول لشباب مصر

ثق في قيادتك فاللعب دوما له مذاق خاص مع الصقور فسبق ان احبطت الصقور عدة محاولات وسيناريوهات لتحويل مصر الى فوضى خلاقة وبالعكس استفادت مصر كثيرا وسوف يثبت التاريخ كيف تقود الصقور اوراق اللعبة بمفردها ضد اكثر من 9 اجهزة استخبارات عالمية تلعب في المنطقة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.