في يوم القدس وكي لا ننسى: رحلة في تاريخ الإستيطان الصهيوني في فلسطين قبل نكبة 1948 / موسى عباس
موسى عباس ( لبنان ) الجمعة 31/5/2019 م …
الكاتب موسى عباس
خضعت فلسطين كغيرها من بلاد الشام لسيطرة العثمانيين بعد معركة “مرج دابق” قرب حلب في سوريا والتي جرت بين المماليك والعثمانيين بتاريخ 8 آب1516 م وأيضاً كغيرها حكمها وتقاسمها ولاةٌ متعددون كان يعينهم السلطان العثماني في “الأستانة”.
في العام 1877 انتخب المقدسيّون نوّاباً فلسطينيون شاركوا في اجتماع أوّل برلمان عثماني عُقد في”إسطنبول”
– تأسيس أولى المستوطنات الصهيونية والهجرة إلى فلسطين.
أثناء الحكم العثماني وبالتحديد عام 1837 أسّس يهودي بريطاني يُدعى”مونتفيوري” أول مستعمرة يهودية لم يتجاوز عدد أفرادها الألف وخمسمائة شخص ، وفي العام 1882
تم تأسيس مستعمرة “ريشون ليتسيون”على أراضي قرية”عيون قارة” الفلسطينيةبالقرب من يافا وبالقرب من “صفد” على أراضي قرية”الجاعونة” أنشأوا مستعمرة “روش بينا”، وتوالى إنشاء المستوطنات في العام 1884 أنشئت خمسة مستوطنات هي:”زخرون يعقوف بالقرب من حيفا ونس تسيونا في صرفند وييسود تسعلا بالقرب من الحولة وغديرة ويعكرون بالقرب من الرملة “وكان الهدف سياسياً وليس اقتصادياً يخفي مشروع إقامة دولة يهودية في ما بعد.
بدأ أثرياء الصهاينة وعلى رأسهم “ادموند دي روتشيلد”بجمع الأموال لدعم الإستيطان اليهودي في فلسطين وتزايد عدد المستوطنات مع تزايد أعداد المهاجرين الذي وصل عام 1897 إلى حوالي25000مستوطن
وفي العام1891أنشأ اليهودي الإلماني”موريس دي هيرش” في لندن “جمعية الإستعمار اليهودية”لمساعدة المستوطنات اليهودية في فلسطين وفي العام1897 انعقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة”بازل” السويسرية والذي دعا إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وأسّس “المنظمة الصهيونية العالمية” لأجل العمل على تحقيق ذلك الهدف .
في العام 1901 تمّ تأسيس “الصندوق القومي اليهودي” ومهمته شراء الأراضي في فلسطين.
وفي العام 1909 تم تأسيس مستعمرة صهيونية شمالي مدينة “يافا” سمّيت “تل أبيب”ومُنع السكن فيها لغير اليهود . وظهرت حينها عصابة “هاشومير”التي تطورت اثناء الإحتلال البريطاني وأصبحت تدعى(المنظمة العسكرية الصهيونية السرّية) وتتابعت موجات الهجرة المموّلة من الجمعيات الصهيونية حتى أصبح اليهود يشكلون ما نسبته حوالي 6% من مجموع السكان.
- بريطانيا تسيطر على فلسطين وتبيحها لليهود .
طرد الحلفاء(الفرنسيون والإنكليز) العثمانيين من بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين وتقاسموها فيما بينهم في اتفاقية”سايكس_بيكو” 31 أيّار 1916 وبموجبها أصبحت فلسطين من حصّة بريطانيا،وفي 2تشرين الثاني 1917 وجّهت الحكومة البريطانية كتاباً” للجنة السياسية الصهيونية” بزعامة “روتشيلد”وكان من ابرز زعمائها أيضاً الصهيوني”حاييم وايزمان” تتعّهد فيه بإنشاء ” الوطن القومي لليهود في فلسطين”. وكان وزير خارجية بريطانيا آنذاك “جيمس آرثور بلفور” قد استحصل على دعم مُسبق من الرئيس الأمريكي حينها “ويلسون” لهذا الإعلان الذي سُمّيَ “وعد بلفور”.
في 2كانون الأول 1917 إحتفل اليهود في بريطانيا بوعد بلفور في دار الأوبرا في لندن والغريب في الأمر حضور بعض العرب الاحتفال من أمثال المدعو “وديع كسرواني”واسماعيل عبدالله العكي” الذي ألقى كلمةً أمام المدعوّين.
دخلت القوات البريطانية إلى فلسطين بعد هزيمة العثمانيين ورافقتها كتيبة من القوات اليهودية التي كانت جزءا من الجيش البريطاني .
سيطر اللإنكليز على فلسطين بالكامل عام 1917 وتوالت الهجرات اليهودية تحت حماية الإنتداب البريطاني ، وفي عام 1920 تأسست عصابة (الهاغانا” التي انضم اليها في العام 1936 عصابة “البالماخ ” والتي نفّذت عشرات المجازر ضد الفلسطينيين أشهرها مجزرة “سعسع ” .
وتم إنشاء الإتحاد العمالي العام لليهود”الهستدروت ” في العام 1922.
أعلنت عصبة الأمم صك الانتداب على فلسطين في العام 1922حيث أصبحت فلسطين رسميّا بموجب إعلان دولي تخضع للانتداب البريطاني.
في العام 1925تمّ إنشاء” الجامعة العبرية” التي حضر حفل افتتاحها كل من:الأديب المصري”طه حسين ورئيس بلدية القدس حينها ” راغب النشاشيبي” الى جانب” آرثر بلفور “وزير خارجية بريطانيا وصاحب الوعد المشؤوم.
إبّان اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى
1936-1939 إتّبع الصهاينة طريقة جديدة في بناء المستوطنات عُرفت باسم (حوماه ومغدال)أي”السور والبرج ” وهي عبارة عن مستوطنة صغيرة فيها برج للمراقبة الأمنية ومحاطة بسور،حيث تحوّل المشروع الإستيطاني إلى مشروع سياسي وأمني يعتمد على القوّة العسكرية التي توفّرها العصابات الصهيونية المدعومة من الإحتلال البريطاني الذي وفّر لتلك العصابات التسليح الذي مكّنهم من التفوُّق على المدافعين الفلسطينيين .
وانشقّ اليمين المُتطرّف الصهيوني بقيادة “إبراهام تيهومي ” وأسّس عصابة جديدة سمّاها”منظّمة الأرغون” تلقت دعماً وتسليحاً من بولندا التي كانت تريد التخلّص من اليهود على أراضيها وفي العام 1943 تولى الإرهابي الشهير “مناحم بيغن” والذي أصبح بعدها أول رئيس لوزراء الكيان الغاصب قيادة تلك المنظمة التي ارتكبت أبشع المجازر ضد الفلسطينيين وهكذا أصبح المشروع الصهيوني – البريطاني مكشوفاً بالكامل ، وحتى تاريخ إعلان قيام دولة الكيان الغاصب في أيّار 1948 أصبح مجموع المستوطنات يتجاوز 285مستوطنةيسكنها حوالي 650ألفاً من اليهود انتشرت على جميع الأراضي الفلسطينية التي خضعت للعصابات الصهيونية وهؤلاء هم من أعلنوا تأسيس دولة الكيان الغاصب في 14أيّار1948 على الأراضي الفلسطينية باستثناء أراضي الضفة الغربية التي أصبحت تحت سلطة الملك عبدالله ملك الأردن والتي احتلها الصهاينة في حرب حزيران عام 1967 .
من النافل قوله والذي لا يجب أن يُمحى من ذاكرة الأجيال الفلسطينية والعربية أنّ غالبية الزعماء العرب حينها شجّعوا وتواطئوا وتآمروا مع الصهاينة ومع الإنكليز ضد الفلسطينيين ، وها هو التآمر الذي كان سرّاً في ذلك الزمن أصبح اليوم في العلن وتحت مرأى العالم على الشاشات فتُعقد المؤتمرات في البلدان العربية لأجل إنهاء القضية وللتخلص منها نهائياً .
ولكن هيهات أن يحدث ذلك طالما هناك طفل يرشق الجنودالصهاينة بحجر وصبيّة تطعنهم بخنجر ومقاوم يقاتل ولا يستكين.
التعليقات مغلقة.