نكتة القرن وصفقة القرن / كاظم نوري الربيعي




نتيجة بحث الصور عن قمم جدة

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 31/5/2019 م  …

جرت العادة ان  تلجا الشعوب الحية الى النكات الساخرة عندما تتردى الامور وعلى طريقة ” شر البلية ما يضحك” حصل ذلك في العراق قبل الغزو والاحتلال  عندما كانوا يوزعون ساعات  يدوية  كهدايا ، منها ساعة تحمل صورة رئيس النظام في حينها صدام حسين ومنها من يحمل صورة عزة الدوري بصفته نائب رئيس النظام.

 ومن النكات المتداولة انذاك على لسان الذين يتسلمون ساعة هدية تحمل صورة عزة الدوري انها ساعة تحمل صورة الدوري  لا تقدم ولا تؤخر ولا يعنون ان الساعة جيدة  ” مضبوطة التوقيت ” ويجري تداول تلك النكات  بالخفاء  خشية من بطش النظام .

معنى ذلك  ان” الحل والربط بيد صدام” اما الدوري “لايقدم  ولا يؤخر ” اي وجوده او عدم وجوده كنائب للرئيس سيان.

تذكرت تلك النكتة الساخرة وانا اتابع دعوات لعقد  ” قمم ثلاث”  دفعة  واحدة ” قمة خليجية وقمة عربية وقمة اسلامية”.

 ماشاء الله ما هذا الاسهال القممي ” !!!؟

 ومن يستمع او يشاهد ما جرى في الاعلام يصاب بالذهول وكان الدنيا  على وشك ان تنقلب ” ب” الخليجيين” والعرب ” والمسلمين” وان مفتاح انقاذ الملايين وربما  المليار مواطن  عربي و مسلم طالما ان هناك من يدعي تمثيل المسلمين هو بيد الرياض صاحبة الدعوة .

ان اكثر ما جعلني اضحك حقا ان هناك معرضا  عسكريا اقيم  بهذه المناسبة ” مناسبة القمم” التي لاتغني ولاتسمن بل انها تقتصر على ” دس ملايين الدولارات” في جيوب البعض واشباع بطون البعض الاخر من ” الكبسة” مقابل التوقيع في الختام على بيان مكتوب ومعد سلفا وهو ما جعل بعض الدول ترفض او  تتحفظ على  فقرات ترد في البيان الختامي ” العراق مثالا” وهو موقف يحسب للعراق الذي لايحتاج لا الى ” مصروف جيب” ولا للكبسة.

المعرض كما هوواضح كان في خدمة ايران ودعاية لها  اكثر مما هو ادانة لها  بالرغم من ان الهدف من ” القمم الثلاث” التي عقدت  هو من اجل مهاجمتها بصفتها دولة” تقدم الاسلحة” لاطراف وجهات هي في حالة حرب مع تحالف عسكري تقوده السعودية وتغدق عليه جميع الدول الاستعمارية بالاسلحة وفي المقدمة  الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا  فضلا  عن تقديم  المساعدات اللوجستية  للتحالف المناهض لليمن طيلة سنوات   العدوان الاربع الى جانب جيوش من حكومات ” معنية” بالكبسة ” والريال حضرت القمم الاخيرة  تشارك هي الاخرى بالعدوان على اليمن ولن تتوقف هذه الدول عن الحرب رغم حضورها القمم في مكة  وفي شهر رمضان المقدس  دون ان تتمكن من اخضاع او  تركيع شعب اليمن العربي الاصيل.

المعرض  ضم اسلحة ومعدات قيل انها مرسلة من ايران ومصنعة فيها  من  بينها  طائرات مسيرة استخدمتها صنعاء لقصف  انابيب  نفطية داخل السعودية فضلا عن صواريخ موجهة قيل انها صنعت في ايران واستخدمت في الحرب الدفاعية باليمن .

الاسلحة توحي بان ايران باتت تصنع مثل تلك الاسلحة ولن تدفع ”  الجزية ” وبمليارات الدولارات من اجل الحصول على الاسلحة كما تهرول دول ” التحالف ضد اليمن نحو واشنطن ولندن وباريس  ومدريد وغيرها من الدول الاستعمارية.

لقد قدم المعرض العسكري الذي اطلع عليه من حضر ” قمم الكبسة الثلاث ”  خدمة ودعاية مجانية لايران بانها اصبحت دولة كبرى تنافس الدول الاخرى المصنعة للاسلحة مثلما كان بمثابة نذير الى كل من يحاول الاعتداء على ايران من ان الاخيرة لديها قدرات وامكانات عسكرية كبيرة وان ايران التي حصلت من خلال هذا المعرض على ” دعاية مجانية”  هي نفسها لاتخفي تقديم المساعدة العسكرية  للمقاومة في فلسطين ولبنان.

منذ سمعنا ب” الجامعة العربية” والقمم العربية” وحتى القمم الاسلامية لم نلمس تحركا او موقفا ايجابيا  يخدم قضايا الامتين العربية او الاسلامية لان معظم  تلك القمم ان لم يكن جميعها تعقد لاغراض دعائية معروفة خدمة لسياسات بعض الانظمة التي تمارس سياسة” دفع المال” وشراء الذمم والمواقف  من اجل ان  تستثمر تلك القمم لمشاريعها تحت ” غطاء  خدمة امة العرب والمسلمين”  وهي سياسة تصب في خانة المخططات الاستعمارية في المنطقة.

 

 

 


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.