ارتفاع منسوب خطر الانزلاق الامني / د.عامر السبايلة

 

 

 

د. عامر السبايلة ( الأردن ) الثلاثاء 13/1/2015 م …

 

بعد وصول مرحلة الضربات الجوية الموجهة من قبل التحالف الى نقطة الانتقال الى مرحلة المواجهة البرية تفرض التحولات الاخيرة في المنطقة تحديات جديدة قد تتمثل ابرزها بدخول دول على خط المواجهة او الاستهداف المباشر مع التنظيمات الارهابية.

في الشهور الاخىرة بدا واضحاً ان دائرة التجاذبات والصراعات الدولية و الاقليمية بدت تتسع بصورة واضحة لتشمل كثير من الدول خصوصاً العربية منها. في السابق اعتاد كثير من المحللين على اعتبار لبنان مسرحاً لهذه المواجهات ذات البعد الاقليمي و الدولي، اما اليوم تتوسع الدائرة لتشمل دول مثل العراق، سوريا، ليبيا اليمن مما يعني ان مثل هذه الصراعات بدأت بالانتقال الى اماكن جديدة مما يعني تحديات جديدة و اخطار جديدة لكثير من الدول. الملفت ان هذه التجاذبات بدأت تصل الى حدود الخليج ايضاً، طبعاً دون اسقاط ان دولة مثل البحرين دخلت منذ فترة في معادلة التجاذبات الاقليمية و التي يصعب الخروج منها بسهولة.

لكن مع تعاظم التحديات الامنية و السياسية امام السعودية يكون الخليج ايضاً على ابواب التعامل مع ازمات مركبة امنية و سياسية متنامية. السعودية بين فكي كماشة الازمات الامنية المتعاظمة من اليمن الى العراق مروراً بالبحرين، عداك عن الاوضاع الداخلية المرتبكة و التي قد تتعاظم ايضاً مع دخول السعودية في محطة التغييرات السياسية الاجبارية القادمة او تحول السعودية الى هدف مباشر لتنظيم داعش و غيره من التنظيمات.

مجمل التقديرات تشير ان دائرة التحديات الحالية الاخذة بالتوسع لن تقف عند دولة معينة مما يعني ان كثير من الدول تواجه أخطار و تحديات غير تقليدية. الاردن على سبيل المثال تزداد تحدياته يوماً بعد يوم. فالاردن الذي تضعه الظروف الحالية في مواجهة مباشرة مع تنظيم داعش نتيجة اسرالطيار الاردني معاذ الكساسبة قد يكون على موعد مع جولات مواجهة متقدمة مع التنظيم. التحديات المتعاظمة على جبهتي الحدود الشمالية و الشرقية و الانتقال لمرحلة استهدافها بطريقة مكثفة على غرار سيناريوهات مماثلة في دول أخرى قد يكون جزء من استراتيجية التنظيم في المرحلة القادمة. فالاردن المحاط بأزمات الاقليم و اهمها اليوم الازمة السورية قد يجد نفسه في مواجهة رؤية تيارات موجودة في المنطقة في اغلبها تميل الى رؤية الحل الامريكي للازمة و تؤمن ان توسع دائرة الازمة و خروجها من الحدود السورية هو امر لا مفر منه في اطار سيرورة الحل القادم للازمة السورية.

لهذا قد يجد الاردن نفسه في مواجهة مباشرة مع احتمالات الانزلاق الامني سواء اكان عبر الاستهداف المباشر او تفعيل كل ما هو نائم، مما يعني ان تحديات المرحلة القادمة بالنسبة للاردن هي تحديات تصل في جوهرها الى مسألة الحفاظ على الوطن الارني و حدوده الحالية من محاولات العبث و التغيير

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.