قمة تكون بجلوس الأسد على رأسها / عبد الحفيظ ابوقاعود
عبد الحفيظ ابوقاعود* ( الأردن ) الإثنين 3/6/2019 م …
إذا كان الناس في العالم العربي والإسلامي يحنون إلى شئ في هذه الحياة فإنما هم يتحرقون شوقا إلى عهد تتوحد فيه مواقف العواصم العربية والإسلامية ،ولو على قضية واحدة فقط . فهذه العواصم كما يبدو لم تخرج أبدا من محنة الاستعمار وذل الاحتلال الأجنبي بشتى الصور .فهذا الاستعمار ركب ظهر الأمة العربية الإسلامية منذ قرون طويلة ، وهي ؛ لا تزال مع الأسف في سبات عميق.
لقد فشلت كل الحركات والثورات والانقلابات في التخلص من الهيمنة الاستعمارية فرغم شعارات الإصلاح والكفاح التحرري وتحقيق بعض التغييرات البارزة إلا أنها لم تفلح في تثبيت الأهداف الأساسية من التغيير . فمظاهر التحكم والاستبداد الأجنبي مستمرة دون انقطاع حتى أن البعض وصف التغييرات بالبدع . فهؤلاء يرون بأن الآمة تعودت على التبعية للأجنبي وتأقلمت معها فالاستقلال والحرية والشعارات الوطنية التي يرددها الاصلاحيون تتطلب وعيا شعبيا ويقظة شاملة وقوى صادقة وتضحيات كبيرة . وعليه لا بد من استدارة الأمة إلى الاتجاهات الصحيحة . فهي السبيل إلى تحقيق النجاح .
تقول المؤلفات التي لم تعد تتسع لها رفوف المكتبات ؛ كان العرب يبتهجون حين يلتقي حكامهم ،وحين يجتمعون فكانت أرواحهم تنتعش فرحا معتقدين أن ذلك الاجتماع سيقود إلى وحدة الصف والمواقف ويؤمن المسعى إلى النجاح وتحقيق ألاماني تجاه ما كانوا يتعرضون له باستمرار من اعتداءات واحتلالات وهجرة ونزوح ومصاعب وتحديات وآلام ، ناهيك عن الإجرام الوحشي والقمع والتدمير .وغيرها كثير!!!.
وللتأكيد على المؤكد ، نعود لنقرأ من العام 1945 حين أنشأت “جامعة الدول العربية” وسوف نتجاوز على العديد العديد من الحيثيات رغم أهميتها لنسأل ؛
– ألم يتم إنشاء الجامعة تحت بنديرة الاستعمار وبخاصة البريطاني ؟.ألم تستكمل بريطانيا كل وإقامة المستعمرات والتدريب والتسليح وتعيين ساعة الصفر بالاشتراك مع الدول الغربية تحديدا بإصدار قرار الأمم المتحدة 181 بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين . وقد أرادت بذلك تغطية كل ممارساتها العدوانية القذرة على حقوق عرب فاسطين في أرضه والاختباء وراء القرار الاممي .وقد صادق لها العرب مع الأسف على الكثير الكثير من ممارساتها وجرائمها .
-ألم تواصل دولة الكيان الصهيوني اعتداءاتها على ما تبقى من ارض فلسطين وتقترف المجازر البشعة وكذلك فقد طالت الاعتداءات دول الطوق كلها؟.ألم يقم عبد الرحمن ألعزام اول أمين عام للجامعة العربية بجولات هنا وهناك للبحث وتحديد المواقع التي ستقام عليها مخيمات اللاجئين قبل اندلاع الحرب بشهور ، ونتجاوز الكثير لنسأل أيضا ، ألم تستخدم الطائرات البريطانية والفرنسية قواعدها في الأراضي العربية لقصف مصر في عدوان 1956.-ألم يتفرج العرب على هزيمة 1967 التي وقعت إبان خلافات عربية – عربية .ويقفوا عاجزين عن أي فعل.
ألم يقف العالمان العربي والإسلامي موقف المفلس الذي لا حول ولا طول امام حريق المسجد الأقصى المبارك 1969 .ألم ترفض أغنى الدول العربية تقديم مساعدة لمصر بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني لشراء زوارق مطاطية خلال حرب الاستنزاف .ألم ترفض الدول العربية الغنية بمساعدة مصر بشراء السلاح بعد حرب تشرين – اكتوبر1973.ألم تقف متفرجة تتابع زيارة السادات للقدس المحتلة عبر شاشات التلفزة والإذاعات ؟، ألم تتخذ ذات مواقفها تجاه القضايا المصيرية حين وقع السادات اتفاقية كامب ديفيد 1989.ألم يتفرج العرب على احتلال بيروت 1982.وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية وإخراجها من لبنان وتشتيتها .؟!!!،الم يتفرج العرب على الفلسطينيين يذبحون بدم بارد في مخيمي صبرا وشاتيلا . ونتجاوز هنا عن الكثير مما كان من جرائم تقشعر لها الأبدان ، لنسأل عن الحرب العراقية- الإيرانية وتغذيتها وتدعيمها ونتائجها وعن تدمير العراق ومن ثم احتلاله .
ولنسأل من أين كانت تقلع الطائرات الحربية لضرب العراق ؟.ونزيد بجملة من الأسئلة حول الحرب على لبنان 2006 ،ونسأل عن المواقف العربية إزاء الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله .ونتجاوز أكثر لننتقل بالسؤال عما يجري في الصومال والسودان وتونس واليمن ومصر وليبيا . وعما يجري فيها اليوم .ثم نسأل السؤال الكبير ما الذي يجري في سورية ومن يقف وراء الحرب الكونية القذرة عليها ومنها ولماذا ؟!!!.
ونتوقف عن الأسئلة لتخفيف القرف ،الذي يشعر به القراء فهم قطعا لا يحبون تذكيرهم بهذا الواقع المؤسف .
وباختصار نقول إن كل الى اليهزائم وأن شئتم الفضائح التي ألمت بالأمة العربية منذ العام 1945 اليوم ، كانت تقع عقب اجتماعات الحكام العرب . ولاحقا جاءت القمم العربية بدءا من العام 1964 لتتبعها الهزيمة الكبرى في العام 1967، حيث ضاعت فلسطين كلها وقلبها القدس الشريف واحتلت خلالها أراض مصرية ” سيناء ” وسورية ” هضبة الجولان ” ولبنانية ” مزارع شبعا ” وتغيرت عقب ذلك حكام وحكومات ووقعت حروب ومآسي والحال من سئ الى أسوأ .
وسؤالنا الأخير هل بربكم يا عرب يمكن أن تسفر قمتي مكة عن اهداف مختلفة عما كان من أهداف أو نتائج لسابقاتها من القمم ؟.
الإنباء تقول إن طبخة ما وضعت على النار وان الطباخ الأمريكي قد وزع المهام لقراقيع المطبخ ، فالنعجة ” .. ” عليه تحضير سخلة شامية تقف بقربه على المعلف الأمريكي وسيزعم انه مساعد طباخ ماهر ،وانه نجح بجر “السخلة “إلى المذود فهذه قمة النجاح على حد فهمه . بدورنا نقول له هذه قاع وفيها تمد المعالف والمذاود . أما القمة فشئ مختلف تماما ؛ فإنها تكون بجلوس الأسد على رأس الطاولة فيها …
* صحافي ومحلل سياسي
التعليقات مغلقة.