هل سيُؤدّي اللّقاء بين اللواء المملوك والدكتورة شعبان وصالح العاروري الرّجل الثاني في حركة حماس إلى فتحِ صفحةٍ جديدةٍ في العلاقات والتّعاون بين الجانبين؟

الأردن العربي – الثلاثاء 4/6/2019 م …



هل سيُؤدّي اللّقاء بين اللواء المملوك والدكتورة شعبان وصالح العاروري الرّجل الثاني في حركة حماس إلى فتحِ صفحةٍ جديدةٍ في العلاقات والتّعاون بين الجانبين؟ ولماذا كان اللواء سليماني هو الوسيط الأبرز في حُدوث هذا الاختِراق؟ وهل يزور السيّد هنية دِمشق في جولته القادمة؟

يبدو أنّ الوِساطات التي بذَلتها القيادة الإيرانيّة مُمثّلةً باللواء قاسم سليماني، و”حزب الله” في شخص السيّد حسن نصر الله، أمينه العام، حقّقت اختراقًا ملموسًا على صعيد التّقريب بين السلطات السوريّة وحركة المُقاومة الإسلاميّة “حماس”، وتحقيق خطوات مُتقدّمة على طريق عودة العلاقات بشكل متسارع الى طبيعتها في الفترة الأخيرة في ظِل تعزيز محور المُقاومة لصُفوفه في مُواجهة التّحشيدات الأمريكيّة العسكريّة في الخليج.

هُناك عدّة مؤشّرات يُمكن رصدها في هذا المِلف يُمكن أن تُؤكّد حُدوث هذا التّقارب، وترسيم صورة أكثر وضوحًا لما يُمكن أن تكون عليه العلاقات في المُستقبل المنظور.

  • أوّلًا: توارد أنباء مُؤكّدة عن قِيام السيّد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” بزيارةٍ إلى دِمشق، وعقده لقاء مع اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن القومي السوري، ومع الدكتورة بثينة شعبان، مُستشارة الرئيس بشار الأسد، ممّا يعني أنّ اللّقاء لم يقتصر على المُؤسّسة الأمنيّة، وإنّما شمل المؤسسة السياسيّة، والقصر الرئاسي أيضًا، وهذا تطوّر مُهم إذا علمنا أنّ جميع اتّصالات ولقاءات حركة “حماس” ومسؤوليها مع السلطات المِصريّة ظلّت محصورةً في الجانب الأمني، وجهاز المخابرات العامّة المِصريّة الذي يرأسه اللواء عبّاس كامل، ولم يلتقِ مسؤولو حماس بما فيهم السيّد هنية أيّ مسؤول مِصري آخر خارج هذا الإطار الأمني.

  • ثانيًا: إشادة مُعظم قادة “حماس” البارزين مثل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، وخليل الحية، ويحيى السنوار أعضاء المكتب، بالموقف السوري الدّاعم للمُقاومة، والتّأكيد بأنّ الحركة لا تُنكر دعم سورية للشعب الفِلسطيني وقضيّته، وتُثمّن هذا الدّور، وأعرب السيد الحية في حديثٍ لقناة “الميادين” عن تمنّياته بعودة العلاقات مع سورية لأنّ هذه العودة ضروريّة لحركة “حماس”، واعتبر السيّد هنية أنّ كُل ما قيل عن دعمه للمُعارضة السوريّة إبان حُكم الرئيس محمد مرسي في مِصر “غير دقيق”.

  • ثالثًا: حديث السيّد نصر الله الذي ورد في خطابه الأخير عن تنامي قوّة حركة “حماس” التي تُعتبر ذِراعًا ضاربًا في محور المُقاومة، وتطوّر قُدراتها الصاروخيّة بشكلٍ لافتٍ، ولم يستبعِد مُشاركتها بفاعليّة في “الحرب الكُبرى” القادمة، وتحريرها أراضٍ فِلسطينيّة شمال قِطاع غزّة.

قيام اللواء قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري، شخصيًّا بجُهود الوِساطة بين سورية وحركة “حماس” يعني بأنّ الدولة الإيرانيّة تُولي أهميّةً قُصوى لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجانبين، خاصّةً أنّ الحركة قرّرت أن تقف بكُل ثُقلها في محور المُقاومة، وأشاد المسؤولون فيها بدور القِيادة الإيرانيّة في تزويدها بالأسلحة وتكنولوجيا إنتاج الصّواريخ.

السيد العاروري الذي يُعتبر ضابط الاتّصال بين إيران وحركة “حماس”، واعترف بمسؤوليّته في أسر ثلاثة إسرائيليين وقتلهم انتقامًا من استشهاد الشّاب محمد أبو خضير حرقًا على أيدي مُستوطنين مُتطرّفين، يحظى باحترامٍ كبيرٍ من قبَل قيادتيّ “حزب الله” و”إيران” ويتردّد أن علاقة صداقة نشأت في الفترةِ الأخيرة بينه وبين اللواء سليماني، والشّيء نفسه يُقال عن علاقته المُتنامية مع سورية أيضًا.

حركة “حماس” بدأت تُعزّز وجودها في محور المُقاومة، وإيران على وجه الخُصوص، ولم تعد تُعير دُولًا خليجيّةً حليفه لواشنطن، ومُطبّعة مع دولة الاحتلال، أيّ اهتمام، خاصّةً بعد تصنيفها كحركة “إرهابيّة” من قِبَل بعض هذه الدول.

إذا صحُت الأنباء التي تتحدّث عن قيام السيد إسماعيل هنية بزيارةٍ لدِمشق في جولته المًقبلة خارج الأراضي المُحتلّة، على رأسِ وفدٍ كبيرٍ من الحركة، وهي تبدو صحيحة، فإنّ الزيارة ستُدشّن عودة العلاقات إلى صُورتها الطبيعيّة بين دِمشق والحركة، وطَيّ صفحة الماضي التي تضمّنت العديد من التوتّر وسُوء الفهم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.