بكين ل” واشنطن” من يتعامل بفوقية وتسلط ينتهي الى مزبلة التاريخ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الخميس 6/6/2019 م …
وزير الخارجية الامريكي بومبيو اخذ ينبش في المزابل بحثا عن شيئ قد يقدمه للعالم لخداعه ضمن حملة واشنطن المناهضة للصين ولم يبق الا ذلك الحدث الذي طواه الزمن في ” ساحة تيان انمين” وسط العاصة بكين عام 1989 محاولا ان ينال عبره من العملاق الصيني الذي كان يوصف من قبل الغرب والامريكيين انفسهم في حينها بانه ” نمر من ورق” ليات الرد من مصدر ” غربي ” ايضا لكن له ” انياب”.
كان ذلك خلال فترة الحقبة السوفيتية والحرب الباردة اي قبل ان تتحول الصين الى عملاق اقتصادي يسعى ترامب في جولته الاوربية ان يجد له مؤيدين في حملته الشرسة ضدها وبعد ان حذر المانيا من التعامل مع شركات صينية منتجة ومصنعة للهواتف النقالة مثل شركة ” هواوي” اعاد ترامب نفس الاسطوانة مع بريطانيا خلال زيارته الاخيرة لها و التي لم يلق خلالها ترحيبا يليق من الشعب البريطاني كما دعا سويسرا واليابان ايضا في حملة تحريضية ضد الصين.
مابالكم اليوم حين يطلقون على الصين وصف ” التنين” والعملاق الاقتصادي العالمي الذي تتجه انظار واشنطن له وتتخذ الاجراء تلو الاخر في محاولة يائسة للنيل من “التنين” الذي اخذ يقترب من ” “الدب القطبي” رويدا رويدا بعد ان ايقنت “موسكو كما بكين” بان النهج الامريكي الجديد يستهدفهما ويستهدف حلفائهما في قارات العالم .
السفارة الصينية ردت بشدة على تصريحات وزير الخارجية بومبيو التي انتقد فيها سياسة الصين في مجال حقوق الانسان التي يتاجربها الغرب والولايات المتحدة بمناسبة ذكرى احداث عام 1989. واكدت ان اي شخص يحاول ” التعامل بفوقية وتسلط على الشعب الصيني سينتهي في مزبلة التاريخ.
واعتبرت السفارة تصريحات بومبيو تدخلا صارخا في شؤون الصين الداخلية واهانة للشعب الصيني وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي والمعايير الاساسية التي تحكم العلاقات الدولية.
الصين تتهم الولايات المتحدة بممارسة ” ارهاب اقتصادي مكشوف” في الحرب التجارية بينهما وحذرت رعاياها وشركاتها من مضايقات قد يتعرضون لها في الولايات المتحدة بعد ان شددت واشنطن اجراءاتها على طلبة صينيين ورفضت منح تاشيرات دخول لاكثر من مئة صيني ضمن 1350 شخصا تنوي بكين ارسالهم للدراسة في الولايات المتحدة فضلا عن الاستفزازات العسكرية الامريكية التي لم تتوقف خاصة في المناطق الحساسة بالنسبة للصين .
مثل تايوان وبحر الصين وجزر تعود ملكيتها للصين حتى ان وزير الدفاع الصيني حذر الولايات المتحدة الامريكية من ان بلاده لن تتردد في استخدام القوة العسكرية اذا تعرضت جزر ومناطق محددة تابعة للصين الى اي انتهاك من قبل القوات الاجنبية وتحديدا الامريكية التي تواصل بوارجها الحربية وطائرات استفزازاتها في تلك المناطق.
السياسة الامريكية المتهورة في العالم قربت العملاقين الروسي والصيني الى بعضهما البعض اكثر فاكثر وباتا يتعاونان في اطار الامم المتحدة ويتصديان لمشاريع القرارات الغربية التي تقدمها دول بالنيابة عن واشنطن الى مجلس الامن الدولي وكان اخر تلك الوقفة الصينية الروسية استخدام حق النقض ” الفيتو” ضد مشروع قرار” منحاز وزائف” يتعلق بمحافظة ادلب ومشروع قرار اخر حول الوضع في السودان .
ومن يدري ان استمرار السياسة الامريكية الحالية المتهورة وغير المنضبطة قد يفضي الى تحالف عسكري بين ” التنين والدب القطبي” ويجمع لاحقا دولا حليفة لهما سئمت من محاولات الولايات المتحدة التحكم بالقرار الدولي والسعي الى تحويل العالم الى قطب احادي الجانب؟؟؟
التعليقات مغلقة.