الشباب الأردني في فخ الموساد عبر توظيف علني للأردنيين في إيلات
الأردن العربي – الوقائع الإخبارية ( السبت ) 29/8/2015 م …
أعلنت إحدى شركات التوظيف الأردنية عن شواغر وظيفية للذكور والإناث في فنادق إيلات المحتلة، مؤكدة أن كل ما تقوم به مرخص ورسمي. وشكل طلب الشركة بهذه الصورة العلنية مفاجأة للمطلعين عليه وخاصة مناهضي التطبيع، وأثار انتقادات حادة لما وصفوه بأنه تعزيز للانفتاح الشعبي على إسرائيل بعد ازدياده على المستوى الرسمي الأردني. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أتاحت المجال أمام 1500 عامل ممن يحملون الجنسية الأردنية للعمل في فنادق إيلات المحتلة في محاولة للحد من عمل العمالة الأفريقية. وفي الوقت الذي أكدت فيه شركة المهند للتوظيف ومقرها في العقبة أنها مرخصة وبرنامج التشغيل في إيلات قانوني، فإن المسؤولين المعنيين في الأردن تجنبوا التصريح بشكل واضح حول وجود اتفاقية لعمل أردنيين في الأراضي المحتلة.
وكانت صحف عبرية تحدثت عن اجتماع بين رئيس بلدية إيلات ومسؤولين أردنيين حيث تم الاتفاق على تشغيل أردنيين في المدينة المحتلة. ونشر إعلان تطلب فيه شركة المهند موظفين أردنيين للعمل في فنادق في إيلات بوظيفة ( ترتيب وتنظيف الغرف – Housekeeping) و (موظفين مطبخ ومجلى – Stweward) و برواتب وصفتها بالمجزية ولا تقل عن 700 دينار أردني.
وأوضح طالبو توظيف أن الوظيفة متاحة أمام الذكور والإناث المحجبات منهن وغير المحجبات حيث يتاح للمحجبة أن تعمل ضمن اختصاص المطبخ”. وأكدت الشركة أن ” الفئة العمرية المتاحة للعمل هي (18 – 40) عاماً، بينما تحصل الشركة الوسيطة على نسبة شهرية من الراتب بحيث يتبقى للموظف 700 دينار”.
وقالت على لسان مصادر فيها ” إنها مرخصة وتعمل وفق القانون، حيث يتم بعد القبول الأولي للراغب بشغل الوظيفة إجراء مقابلة معه من خلال المدير المختص ثم في حال الموافقة عليه فإنه يلتقي بوفد قادم من إيلات إلى العقبة بهدف تعيين الأردنيين. وتطلب الشركة من الموظف بعد الموافقة الأولية عليه عدة أوراق ليتم التأكد رسمياً من الجهات المختصة بالأردن حول صلاحية توظيفه في إيلات.
وكانت محاولة التواصل مع عدة جهات مسؤولة دون جدوى، حيث أكد محافظ العقبة فواز ارشيدات أنه ليس المسؤول عن التوظيف في إيلات، بينما يغلق رئيس سلطة العقبة هاني الملقي هاتفيْه. وأما وزارة العمل فأكدت على لسان أمينها العام حمادة أبو نجمة أنها معنية بترخيص شركات التوظيف بصورة عامة وليست معنية بالدولة التي سيتم التوظيف فيها.
ويسمح قانونياً بعمل الأردني في إيلات بموجب اتفاقيات السلام بين الأردن وإسرائيل والتي أفضت إلى اتفاقيات ومشاريع في عدة مجالات كان من أبرزها ناقل البحرين الذي يهدف لتحلية مياه البحر الأحمر لتزويد الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية بها.
لكن على المستوى الشعبي والنقابي فإن التطبيع مع إسرائيل يعد مرفوضاً لما فيه من دعم لدولة محتلة. وقالت لجنة مقاومة التطبيع النقابية الأردنية التي تعنى بمقاطعة أي شكل من أشكال التعاون مع إسرائيل، إن عمل شركات التوظيف المطبعة مدان من قبلها.
وأفاد رئيس اللجنة مناف المجلي بأن هذه الشركات ترمي بالشباب الأردني في فخ العمل لدى “الكيان الصهيوني وتوقعه في شباك “الموساد”، وفيه نوع من الاتجار بالبشر”. وأوضح أن لديه عدداً من أسماء الشركات والأشخاص الذين يروجون من أجل العمل في إيلات، وسيتم الكشف عنهم بعد التحقق في الوقت المناسب.
وحذر المجلي من عمل الشباب في إيلات لافتاً إلى “أن أي فرصة دنيوية لا تساوي شيئاً أمام الحفاظ على العروبة والدين.” كما أكد المجلي أن بإمكان الشباب الأردني العمل في عدة مجالات داخل بلادهم، خاصة وأن كثيراً من الفرص التي يرفضونها يشغلها عمال وافدون. بينما يرى المحامي صالح العرموطي أنه يكفي إخلال إسرائيل بمعاهدة السلام مع الأردن عبر عدم احترام سيادته على المسجد الأقصى والمقدسات في القدس، لمنع أي اتفاق وتطبيع معها.
ولفت إلى أن النقابات المهنية تحاسب جميع المطبعين مع إسرائيل وترفض استغلال شركات التوظيف للمحتاجين للعمل، إضافة إلى أن كبرياء المواطن الأردني يمنعه من العمل لدى دولة الاحتلال ودعمها، وفق قوله.
التعليقات مغلقة.